القاهرة _ صوت الإمارات
ألقى أحمد بن محمد الجروان، رئيس البرلمان العربي، الأربعاء، كلمة البرلمان العربي أمام الجلسة الافتتاحية للدورة العادية الثانية لبرلمان عموم أفريقيا والتي أقيمت في مدينة "ميدراند" بجنوب أفريقيا.
وأكد رئيس البرلمان العربي على أهمية العلاقة العربية الأفريقية حيث أوضح: "إن البرلمان العربي يؤمن أن القارة الأفريقية تمثل البعد الاستراتيجي للوطن العربي، لما بين الشعوب العربية والأفريقية من تقارب وروابط مبنية على عدة عوامل، لعل أهمها التقارب الجغرافي والموقع الاستراتيجي لدولنا، ووحدة المناخ والثروات والخيرات التي تنعم بها بلداننا العربية والأفريقية. ولذلك فإننا نؤمن أن التعاون العربي الأفريقي، والعمل المشترك والمتكامل بين كافة الدول الأفريقية والعربية من شأنه أن يحقق لشعوبنا ما تصبو إليه من أمن وسلام، وتنمية ورخاء وازدهار".
كما أدان ظاهرة الإرهاب، مؤكدا أنها زرعت في المنطقة من قبل جهات تهدف إلى العبث بمقدرات الشعوب، والحول دون نماءها وازدهارها، وجدد الدعوة من أجل عمل دولي جاد على كافة الصعد من أجل القضاء على الإرهاب واجتثاثه من جذوره، مجددا تحذيره من انتشار هذه الظاهرة التي باتت تضرب في مختلف بقاع العالم. ودعا برلمان عموم أفريقيا من أجل التعاون على توعية الأجيال القادمة من خطر هذه الآفة وبناء أجيال متعلمة ومحصنة ضد الأفكار الإرهابية الهدامة.
ودعا "الجروان" خلال كلمته إيران من أجل إنهاء احتلالها للجزر الإماراتية الثلاث طنب الكبرى وطنب الصغرى وأبو موسى وذلك من خلال التفاوض المباشر أو اللجوء لمحكمة العدل الدولية، كما أدان التدخلات الإيرانية السافرة في الشؤون العربية الداخلية، ودعا إلى الإلتزام بالقوانين الدولية ومبادئ حسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول.
وأشاد بجهود قوات التحالف العربي باليمن قائلا: "إننا نقف خلف إرادة الشعب اليمني، وندعم خياراته ضد من يريدون العبث بمقدراته والإنقلاب على إرادته وحكومته الشرعية،وفرض سياسات وأجندات خارجية بالقوة، وندعم جهود القوات العربية المساندة للشرعية في اليمن بقيادة المملكة العربية السعودية،كما ندعوا إلى إيجاد حل يضمن للشعب اليمني حقه وسيادته عبر حكومته الشرعية، وينهي الأزمة الحالية لما فيه خير ومصلحة وأمن وسلام الشعب اليمني الشقيق".
وهنأ برلمان عموم أفريقيا وجمهورية مصر العربية، بعودة ممثليها إلى البرلمان الأفريقي، لما لمصر من دور مهم في اثراء العمل البرلماني الأفريقي.
وفي الشأن الفلسطيني قال "الجروان": "إننا نرى أن أحد أهم سبل التأسيس لعالم أكثر أمنا وسلاما هو نشر السلم والعدل، وتطبيق القرارات والمواثيق الدولية، وأهمها إنهاء الاحتلال الاسرائيلي للأراضي الفلسطينية المستمر على مدار 68 عاما،وتمكين الشعب الفلسطيني من حقوقه المنصوص عليها دوليا، وأهمها بناء دولته المستقلة ذات السيادة وعاصمتها القدس الشريف،وإننا إذ ندين التعامل الدولي مع القضية الفلسطينية، ومحاباة اسرائيل على حساب الشعب الفلسطيني المضطهد، فإننا نؤكد على ضرورة الضغط على إسرائيل دوليا، وفي كافة المحافل الدولية ،ومن خلال الدول الأفريقية الشقيقة ،من أجل أحقاق الحق وتحقيق الأمن والسلام في المنطقة والعالم أجمع".
كما دعا "الجروان" إلى دعم الدول الأفريقية الأقل نماءا ومن ضمنها الصومال وجيبوتي وجزر القمر، ومحاربة الأفكار الرجعية والإرهابية عبر التنمية ومحاربة الفقر ، ودعم التعليم فيها، بما يخدم مصالح شعوبها ويحقق لها الأمن والسلام والتقدم والإزدهار.
وجدد دعم البرلمان العربي للبرلمان الليبي المنتخب مكملا: "إننا ندعو إلى عمل ليبي توافقي وتشاركي ينهي الأزمة في ليبيا، ويبدأ من خلاله الشعب الليبي في إعادة بناء دولته ، لما فيه خير و مصلحة الشعب الليبي ،ولما لليبيا وشعبها الكريم من امكانيات وكفاءات من شأنها أن تساهم في نهضة وازدهار بلدها، ومحيطها العربي والأفريقي" ، كما جدد الدعوة إلى رفع الحظر عن تسليح الجيش الليبي من أجل فرض الأمن والسلام ومحاربة الإرهاب في ليبيا.
وفي الشأن السوري قال الجروان: "إن الجهود والتفاعلات الدولية لا ترقى إلى مستوى الحدث في سوريا، وأنهار الدماء التي تسيل في مشاهد يندى لها جبين الإنسانية" مدينا الخرق السافر لاتفاق وقف إطلاق النار، الذي جرى في مدن متعددة من سوريا،و في حلب بالذات،والاعتداء الوحشي على مستشفى للمرضى فيها.
وأضاف: "إننا نطالب بإنهاء هذه المماطلات والتجاذبات الدولية،على حساب دماء الشعب السوري،والبدء فورا في حماية الشعب السوري من أي قصف جوي أو أرضي، وفرض وقف إطلاق نار شامل، ومحاسبة المخترقين،وإنهاء معاناة السوريين المستمرة عبر حل جدي وفعال يوقف إهدار الدم السوري و يعيد للسوريين وطنهم و أمنهم وسلامتهم وحريتهم".
وفي الختام أكد على أهمية العمل العربي الأفريقي المشترك، مشيدا بقرارات القمة العربية الأفريقية في الكويت، وداعيا إلى عمل برلماني عربي أفريقي من أجل متابعة تفعيل هذه القرارات، لما فيه خير الشعوب العربية والأفريقية، وتمنى للدورة النجاح في الوصول إلى ما تصبو إليه الشعوب الأفريقية الشقيقة من تنمية وتقدم وازدهار.