موسكو ـ صوت الإمارات
اتفق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ونظيراه التركي رجب طيب أردوغان، والإيراني حسن روحاني، خلال قمتهم الثلاثية في سوتشي أمس، على بدء العمل بإطلاق حوار سوري وطني شامل، مؤكدا أن تسوية النزاع السوري النهائية ستتم في جنيف، وأن الحرب ضد الجماعات الإرهابية في سوريا شارفت على الانتهاء.
وقال بوتين، في مؤتمر صحفي مشترك عقب القمة الثلاثية أمس «إن روسيا وإيران وتركيا تواصل العمل الوثيق على تعزيز نظام وقف الأعمال القتالية، والتطبيق المستدام لخفض التصعيد، ورفع الثقة بين أطراف الأزمة».
وتابع «في هذا السياق قمنا برسم الخطوات ذات الأولوية الخاصة بتفعيل الحوار السوري الشامل بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254». وأشار «بارتياح» إلى أن «كلا من رئيسي إيران وتركيا أيد المبادرة الخاصة بعقد المؤتمر السوري العام للحوار الوطني في سوريا» في سوتشي.
وأوضح أن الرؤساء الثلاثة «اتفقوا على إجراء هذه الفعالية بالغة الأهمية على مستوى مناسب مع ضمان مشاركة ممثلين عن الشرائح الواسعة للمجتمع السوري فيها»، معتبرا أن هذا المؤتمر سيشكل «حافزا» لتسوية النزاع في سوريا في إطار محادثات السلام التي تجري في جنيف تحت إشراف الأمم المتحدة.
وأضاف «وكلت الدبلوماسيين بالعمل على مضمون مؤتمر الشعب السوري وتاريخه»، مؤكدا أن «القيادة السورية ملتزمة بعملية السلام والإصلاح الدستوري والانتخابات الحرة، وأبلغني الأسد التزامه بعملية السلام»، ودعا إلى ضرورة إعطاء قوة دفع لتسوية بين الطوائف في سوريا على أساس قرار للأمم المتحدة.
وقبل الاجتماع الثلاثي، كان بوتين أكد أنه تم بلوغ «مرحلة جديدة» في الأزمة السورية، لكن الوصول إلى حل سلمي سيتطلب تنازلات من كل الأطراف بمن فيهم النظام السوري، مضيفا «تجنبنا تقسيم سوريا والفرصة قائمة لنهاية الحرب». وقال «وصلنا الآن إلى مرحلة جديدة تتيح البدء في تسوية سياسية بسوريا»، وأضاف «يعود إلى الشعب السوري أن يحدد بنفسه مستقبله».
وأكد من ناحية ثانية، أن «العمليات العسكرية الواسعة النطاق ضد الجماعات الإرهابية في سوريا تقترب من نهايتها». وقال إن روسيا وتركيا وإيران ساعدت سوريا في الحفاظ على الاستقرار وتجنب الاستيلاء عليها من قبل إرهابيين دوليين، الأمر الذي كان سيمثل «كارثة إنسانية».
ودعا بوتين القادة الآخرين إلى مواصلة المساعدة في إحياء سوريا من خلال وضع برنامج شامل طويل الأجل بالنظر إلى «حجم الدمار الهائل» الذي تعرضت له البلاد.
من جهته، قال أردوغان إن الدول الثلاث اتفقت على إجراء عملية تتسم بالشفافية من أجل التوصل إلى حل سياسي في سوريا. وأضاف أن عملية التوصل إلى حل تعتمد على موقف الحكومة والمعارضة السورية، مضيفا أن استبعاد «الجماعات الإرهابية» من العملية أولوية بالنسبة لتركيا.
أما روحاني، فأشار إلى أن السوريين سيتمكنون قريبا من العودة إلى بلدهم، مضيفا أن التعاون بين إيران وتركيا وروسيا قلص التوتر في سوريا التي تشهد نزاعا منذ سنوات، ودعا «المجتمع الدولي إلى مساعدة الشعب السوري»، مضيفا «لا بد من التخفيف من عذابات الشعب السوري لتأمين عودة اللاجئين».
نقلا عن الاتحاد