1000 جندي أردني يشاركون في احتفال الذكرى المئوية للثورة العربية

تخليدا للذكرى المئوية للثورة العربية الكبرى وعيد النهضة العربية التي أطلقها الراحل الحسين بن علي في 10 يونيو عام 1916 .. نظمت القوات المسلحة الأردنية الخميس، استعراضا عسكريا مهيبا بهذه المناسبة وهو (استعراض العلم) وذلك بمشاركة 1000 جندي أردني.

وقد شهد الملك عبدالله الثاني القائد الأعلى للقوات المسلحة الأردنية مراسم الاستعراض العسكري التي جرت بميدان الراية بالديوان الملكي الهاشمي بحضور الملكة رانيا العبدالله والأمير الحسين بن عبدالله الثاني ولي العهد وعدد من الأمراء والأشراف ورئيس الوزراء وزير الدفاع وكبار المسئولين من مدنيين وعسكريين والسفراء المعتمدون لدى البلاط الملكي وجمع من الفعاليات الوطنية والشعبية وممثلو وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية ومدعوون من دول عربية وأجنبية.

وانضمت فرقة من الهجانة والخيالة إلى الاستعراض ترافقها وحدات من المشاة وموسيقات القوات المسلحة حيث تجمع حشود من المواطنين لتحية هذه الوحدات كما حلقت تشكيلات من طائرات سلاح الجو الملكي العمودية تحمل راية الثورة العربية الكبرى وعلم المملكة وعلم القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية..وقام الملك عبدالله الثاني باستعراض طابور الوحدات العسكرية المشاركة في استعراض العلم التي اصطفت بانتظام يتقدمها حملة الأعلام.

ومقابل منصة الاحتفال الكبير التي مرت أمامها موسيقات القوات المسلحة قبل ثباتها في وسط الميدان .. انتظمت طوابير من كتائب الجيش العربي مثلت أقدم كتيبة في الجيش العربي (كتيبة الأمير الحسين بن عبدالله الثاني الآلية/1 الملكية) المعروفة بأم الجيش والتي ارتدى مشاركون منها لباسا تاريخيا يعرف بـ"لباس القدس" تذكيرا ببطولات الجيش العربي في الدفاع عن المدينة ومقدساتها وكتيبة المدرعات الثانية الملكية والتي بدأ الملك عبدالله الثاني خدمته العسكرية فيها كضابط دروع وتسلم قيادتها بالإضافة إلى كتيبة خالد بن الوليد المهام الخاصة/15 من لواء الملك الحسين بن علي للمهام الخاصة/30 ولواء حمزة بن عبدالمطلب (سيد الشهداء) الحرس الملكي.

وفي مشهد جمالي يحاكي وصول طلائع الثورة العربية الكبرى وتحرير الأراضي العربية .. استلمت الوحدة التي ترتدي لباس القدس من كتيبة أم الجيش راية الثورة العربية الكبرى من القائد الأعلى بعد أن دخلت إلى ميدان الراية محمولة من مجموعة من الهجانة في مشهد تاريخي يحاكي وصولها إلى الأراضي الأردنية قبل مائة عام.

وبدأت الوحدات المشاركة في (استعراض العلم) مرورها الواثق والمنضبط من أمام المنصة الملكية بنظام المسير البطيء ثم العادي على أنغام معزوفات من التراث العسكري والأغاني الوطنية التي ملأت الميدان حماسة ونالت إعجاب الحاضرين.

كما قدمت وحدة الهجانة ووحدة الخيالة استعراضا مشتركا جسد أهمية هاتين الوحدتين في جيش الثورة العربية الكبرى، قبل أن يبدأ عرض جوي في سماء العاصمة عمان نفذته تشكيلات مختلفة من طائرات سلاح الجو الملكي المقاتلة والعمودية والتي مثلت المقاتلات الحديثة والقديمة في إشارة إلى دورها التاريخي والتطور المستمر الذي شهده سلاح الجو الملكي الأردني.

وتتوالي احتفالات الأردنيين بمئوية الثورة العربية الكبرى التي أطلق رصاصتها الشريف الحسين بن علي من شرفة منزله في مكة المكرمة في 10 يونيو عام 1916 لتحرير الأرض والإنسان وتحقيق الدولة العربية المستقلة وإعادة السيادة العربية وإحياء القومية العربية الأصيلة وهو ما جعل العرب يؤمنون بهذه الأهداف وعملوا من أجل تحقيقها.

وقد نجحت الثورة العربية الكبرى في تكوين الحكومة العربية ، تشكيل مجلس الشورى العربي الأول ، إبراز الحق العربي وتأكيده من خلال الحضور العالمي ، والدخول إلى العقبة واحتلالها يوم 6 يوليو 1917 وهو ما شكّل تحولا في مسارها ، وتمكنت من هزيمة القوات التركية في معركة قوية في الطفيلة يوم 25 يناير 1918 ، وأحكمت الحصار حول معان وحالت دون اشتراك قوات كبيرة تركية في الحرب العالمية الأولى في ميدان الشمال وفلسطين.

كما ساعدت في الزحف نحو الأزرق والتخطيط لاحتلال دمشق ودخولها يوم 2 نوفمبر 1918 وإعلان الدولة العربية الأولى فيها بقيادة الأمير فيصل بن الحسين الذي سار في الخطوات الدستورية الكاملة لإعلان المملكة العربية السورية وقد تم ذلك يوم 8 مارس 1920 فارتفع العلم العربي الأول فوق دمشق ولأول مرة منذ أكثر من أربعة قرون في ساحة المرجة ذات المكان الذي تم فيه إعدام أحرار العرب.

والثورة العربية الكبرى هي مجموعة الأهداف الاستراتيجية التي تتعلق بالهوية العربية والسيادة والقومية العربية .. وهي مجموعة المراسلات التي ترقى إلى مستوى المعاهدات الدولية لإقرار الحقوق العربية وتوضيح حدود الدولة وهي مجموعة القوانين والأنظمة والتعليمات .. وهي الهيكل الإداري والتنظيمي للدولة الذي يُظهر العرب كأمة ذات حضارة عريقة وخبرة ومؤسسية .. وهي مجموعة الانتصارات والنجاحات في الميدان العسكري أو في حشد العرب وتأييدهم لأهداف الثورة .