عمان ـ صوت الإمارات
دعا الملك عبدالله الثاني عاهل الأردن إلى تبني منهج شمولي لمواجهة التنظيمات المتطرفة .. مشيرا إلى أنها وجوه متعددة لعملة واحدة فسواء كانت " القاعدة أو داعش أو بوكو حرام أو حركة الشباب " سيقوم الجميع بإعلان ولائه لأسوأ تنظيم يعلن عن نفسه من بينهم أيا كان اسمه فالغثاء يطفو على السطح دوما.
ونقلت وكالة الأنباء الأردنية " بترا " اليوم عن الملك عبدالله في مقابلة مع قناة " فوكس نيوز " الأميركية استعرض خلالها أبرز التحديات التي تواجه منطقة الشرق الأوسط ومواقف بلاده حيالها.. " أن المشكلة هي انتشارهم دولي وأن المجتمع الدولي لا يدرك أنه يجب التعامل معهم على هذا الأساس فاليوم نحن نركز على داعش في سوريا والعراق ولكن في الوقت نفسه يجب أن نتبنى منهجا شموليا خلال العام الحالي.
وبشأن مشاركة الأردن في التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ضد " داعش " والتحالف الذي تقوده المملكة العربية السعودية ضد المتمردين الحوثيين في اليمن .. قال الملك عبدالله الثاني .. إننا في حرب ضد هؤلاء الخوارج كما نسميهم باللغة العربية منذ عدة سنوات ولكنني لا أعتقد أن الكثير من المسلمين أدركوا ذلك منذ البداية .. مضيفا أنهم خوارج ولا أود وصفهم بالمتطرفين لأنهم يعتبرون ذلك وسام شرف ولا أعلم ما يمثله هؤلاء الأشخاص..إنهم خارجون عن الإسلام وديننا منهم براء.
وأكد أن المتطرفين يستهدفون المسلمين قبل أتباع الديانات الأخرى وقتلوا من المسلمين أكثر من أتباع أي دين آخر لذا فإن هذه الحرب هي حربنا وأعتقد أن هذا يشكل تحديا للغرب والولايات المتحدة الأميركية حيث يحاول هؤلاء الخوارج إدامة الانطباع بأن مشاركة الغرب في أي شيء في هذه المنطقة يعد بمثابة حرب صليبية وهي ليست كذلك..إنها حرب الإسلام ضد هذه الفئة و يجب أن ينظر إلى الموضوع بشكل أوضح.
وحول رؤية إيران من منظور أردني .. قال الملك عبدالله الثاني .. إن لدى إيران الكثير من الأوراق و منها ورقة الملف النووي التي تحمل قدرا من الأهمية للولايات المتحدة والتي يتم مناقشتها حاليا..ولكن لإيران دورا في العراق وبإمكانها التأثير على الأمور في البلد..كما أنها تدعم النظام في سوريا و" حزب الله " في لبنان و في سوريا ولديها وجود في اليمن والقرن الأفريقي..بجانب تأثيرها في أفغانستان ووجود بعض التوتر بينها وبين باكستان على الحدود..لذا فعندما تتعامل مع إيران عليك أن تأخذ كل هذه الأوراق بعين الاعتبار لتفهمها جيدا وأن تربط بين هذه النقاط جميعا.. مؤكدا أن كل تلك المسائل تعد عناصر عدم استقرار ويجب مناقشتها مع الإيرانيين فيما لا يمكنك مناقشة كل مسألة على حدة.
وحول تقييمه للتحالف العربي الذي يشارك الأردن فيه في ظل تهديد المتمردين الحوثيين المدعومين من إيران في اليمن..قال العاهل الأردني إنه عندما كان قائدا للقوات الخاصة قبل عدة سنوات كان منخرطا في برامج تدريب القوات الخاصة في اليمن ولذا فإنه يدرك حجم التعقيدات هناك وأنه من الأفضل إيجاد حل سياسي لهذه المسألة.
وبشأن حضور الولايات المتحدة في المنطقة..أوضح الملك أن بلاده تربطها بالولايات المتحدة علاقات تاريخية وثيقة وازدادت عمقا مع الوقت لأنها تتعاون بشكل وثيق في عدة قضايا .. مرحبا بتطور علاقات الولايات المتحدة مع مصر و المغرب..مشيرا إلى الحاجة الماسة لتعزيز تلك العلاقات لمواجهة خطر " بوكو حرام و حركة الشباب " في ظل التحديات التي يواجهها الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي في سيناء و ليبيا.
وأضاف أن جلالة الملك محمد السادس ملك المغرب شريك قوي في التصدي للخوارج أي التنظيمات الإرهابية خاصة في غرب أفريقيا و تربطه علاقات جيدة مع الولايات المتحدة.
وبشأن استمرار انهيار سوريا التي تحد الأردن من الشمال و يتدفق منها غالبية اللاجئين نحوها .. بين الملك عبدالله أن هناك حربين الوقت نفسه إحداهما ضد النظام والثانية ضد " داعش ".. مؤكدا " داعش " هو المشكلة الرئيسية حاليا فهناك الآن حرب ضد " داعش " في الشرق وحرب ضد النظام في الغرب ويوجد قوات معتدلة من الجيش السوري الحر وهناك فوضى على الحدود مع تركيا في الشمال وهكذا عليك أن تتوصل إلى حل لهذه القضايا.
ودعا إلى إعادة تعريف المعارضة المعتدلة.. وإيجاد أشخاص في الداخل وإن نجحت في ذلك عليك أن تتوصل إلى حل سياسي لأنه إذا استمر الوضع كما هو عليه ستواصل الدولة السورية الانهيار.
وقال إنه مازال هناك الكثير من العمل لمواجهة " داعش " في سوريا والعراق .. لافتا إلى قضية الشرق الأوسط القديمة الجديدة بين الإسرائيليين والفلسطينيين وإمكانية التقدم نحو حل الدولتين.