شاب فلسطيني يرفع علم الجزائر

رشا حرز الله هنا عند حاجز بيت إيل العسكري شمال مدينة البيرة، حيث المواجهات في أوجها مع جنود الاحتلال الاسرائيلي، وفيما بعض الشبان منشغلون بإشعال الإطارات المطاطية، وبعضهم بإلقاء الحجارة، وآخرون يرفعون العلم الفلسطيني، يرسم شابان مشهدا يوميا مثيرا، فيسحبان من حقيبتيهما أعلاما لدول يحبها الفلسطينيون، أحدهما للجزائر، والآخر لتونس، توشحا بهما، وانضما لأقرانهم في مواجهة الجنود المدججين بالحديد والنار.

المشهد ليس يتيما، فخلال المواجهات مع الاحتلال بالقرب من حاجز حوارة جنوب مدينة نابلس مثلا، رفع الفلسطينيون الأعلام ذاتها، وفي مناطق أخرى مختلفة.

يحس الشاب 'ج م'، أن الجزائر بلده الثاني، بعد فلسطين، لدرجة أن أصحابه في الميدان يلقبونه بـ 'الجزائري'، لأنه دائما يرفع علم الجزائر في المواجهات.

يقول الفلسطيني الجزائري الذي يغطي ظهره بعلم الجزائر: 'بهذه الطريقة البسيطة، يمكن أن نشكرهم على دعمهم ووقوفهم معنا.. نحن لن ننساكم ايها الجزائريون'.

ويعرف 'الجزائري' الذي فضل ذكره بهذا الاسم، حبا بالجزائر وخوفا من ملاحقة الاحتلال، أن الجزائريين يحرصون بمعظم مناسباتهم، على رفع العلم الفلسطيني، إذ نجده على مدرجات جماهير منتخب الجزائر لكرة القدم في مواجهاته العربية والدولية، كذلك في المسيرات، وفي التفاصيل اليومية.    

'الجزائري' يحدثنا عن رسالة وصلته من أحد الأصدقاء في المملكة المغربية، أوصاه فيها برفع علم المغرب خلال المواجهات، معتبرا أن مثل هذا التوجه لدى الشباب الفلسطيني والعربي يهدف الى 'إعادة البوصلة إلى القضية الفلسطينية'.

شاب آخر فضل هو الآخر، عدم ذكر اسمه الحقيقي، خوفا من مطاردة الاحتلال له، ويمكن أن نسميه 'التونسي'، لأنه لف رأسه بعلم تونس، وقال: 'رفعت العلم التونسي في المواجهات، بغية لفت أنظار أخواتنا العرب، إلى القضية الفلسطينية، وما يحصل من اعتداءات وحشية يقوم بها جنود الاحتلال تجاهنا'.

ويضيف 'التونسي': 'أن الأمر لاقى تفاعلا حقيقيا، فمن خلال الصور التي تم تداولها عبر مواقع التواصل الاجتماعي والتعليقات المرافقة لها، وحجم المشاركات لتلك الصور يبدو الأمر جليا'.
ولا يتوقف الملثم بعلم تونس، عند هذا الحد، ولكنه سيقوم بشراء أعلام لدول عربية أخرى، كما يقول، خاصة تلك التي تحتضن اللاجئين الفلسطينيين: كالعراق، والأردن، ولبنان، وسوريا. مؤكدا 'أن هذه الفكرة تعيد بوصلة الشعوب العربية نحو فلسطين وقضيتها'.

ويراقب الفلسطينيون الملثمون بأعلام عربية، التعليقات على الصور التي تنشر في مواقع التواصل الاجتماعي، ويشعرون بالفخر من حجم التضامن في التعليقات.

يقول الفلسطيني التونسي: 'هناك الكثير من الصفحات التونسية التي تداولت صورتي بالعلم التونسي، وهناك أصدقاء لي من تونس أرسلوا لي رسائل يقولون إن فلسطين حاضرة دائما، وهم يدعموننا ويقفون إلى جانبنا، هذا يجعلني أشعر بأننا لسنا وحدنا'.

ويظهر التضامن التونسي مع فلسطين واضحا، من خلال رفع العلم الفلسطيني جنبا إلى جنب مع العلم التونسي، في كافة المؤسسات التربوية الإعدادية والثانوية في الجمهورية التونسية، استجابة لدعوة النقابة العامة للتعليم الثانوي، وبث الأناشيد الفلسطينية عبر الإذاعات الداخلية.

'الجزائري والتونسي' فلسطينيان، استطاعا إثارة عاطفة أبناء البلدين، حتى قال الكثيرون منهم إنهم شاهدوا أنفسهم يقاومون الاحتلال من خلال وجود علمهم في ميدان المواجهات، ومن ضمن التعليقات اللافتة، دعوة من جزائري لدمج العلمين الفلسطيني والجزائري بعلم واحد يعتمد لدى البلدين.