لندن - صوت الإمارات
حذر سيوم مسفين كبير المفاوضين وممثل منظمة "إيجاد" في جنوب السودان ، في محادثات السلام بين الأطراف المتحاربة في جنوب السودان والتي تستضيفها إثيوبيا، هذه الأطراف من استمرار القتال .. وطالبها بضرورة وقف أساليب المماطلة في بمسائل إجرائية ، لأنه بذلك لن يستطيع أي طرف الانتصار في أرض المعركة ، على حد تعبيره.
وإيجاد أو الهيئة الحكومية للتنمية هي منظمة شبه إقليمية في إفريقيا ومقرها دولة جيبوتي ، وتأسست في عام 1996 فحلت محل السلطة الحكومية الدولة للإنماء والتصحر (IGADD) التي أنشئت عام 1986 ، وكان إنشاء السلطة الحكومية عام 1986 هدفه مقاومة الجفاف والتصحر الذي يعاني منه عدد من الدول الإفريقية مثل: جيبوتي ،والسودان ،والصومال ،وكينيا ، وغيرها وفي عام 1996 اجتمع الدول الأعضاء في نيروبي واتفقوا على تعديل ميثاق المنظمة وتغيير اسمها إلى الهيئة الحكومية للتنمية.
وذكرت صحيفة الاندبندنت البريطانية ، أن مسفين وهو إثيوبي الجنسية، ممثل مجموعة إيجاد الإقليمية، كان يعرب عن الإحباط المتزايد لدى دبلوماسيين دوليين وإقليمين إزاء إخفاق كلا الطرفين المتحاربين في إنهاء القتال الذى أدى إلى مصرع أكثر من عشرة آلاف شخص وجعل الدولة التي يبلغ تعداد سكانها 11 مليون نسمة أقرب إلى المجاعة.
وقال إذا التزمتم بالسلام، فلن يتحقق السلام عبر أفواه البنادق وإنما بالجلوس حول مائدة المفاوضات.
وأوضحت الصحيفة أن محاولة إيجاد تأتي في إطار محاولة المنظمة تكثيف الضغوط على كلا الجانبين المتحاربين بعد تجدد القتال في ولاية أعالي النيل المنتجة للبترول فى أحدث انتهاكات لاتفاق وقف إطلاق النار الذي وقعه الجانبان في مطلع العام الجاري .
وقد زعم كلا الجانبين تحقيق مكاسب في المعارك التي اندلعت الأسبوع الماضي بين قوات الرئيس سيلفا كير والجنود الموالين لنائبه السابق ريك مشار في منطقتي رينك وماجوك ،فقد أكد متحدث باسم قوات الحكومة أن القوات تسيطر تماما على المنطقتين وأن القوات قتلت 164 من قوات التمرد، وأن متحدثا باسم قوات التمرد نفى ذلك تماما.
وتجدر الإشارة إل أن أكثر من مليون شخص قد فروا من منازلهم منذ تجدد المعارك في شهر ديسمبر الماضي في جنوب السودان.
وكانت إيجاد قد دعت الأطراف المتناحرة في جنوب السودان لإجراء جولة ثانية من المفاوضات يوم 10 فبراير الماضي في إثيوبيا.
وفي بيان صدر في نيروبي دعا مبعوثي الهيئة الذين عقدوا سلسلة اجتماعات مع قادة من كينيا وأثيوبيا لمشاركة المعتقلين السياسيين الذين تم إطلاق سراحهم للمشاركة في محادثات السلام .
وقال البيان "خلال تلك الاجتماعات التي عقدت في اديس ابابا ونيروبي طرح المبعوثون خططهم وسعوا أيضا لمعرفة توجيهات القادة قبل الجولة الثانية من الوساطة التي ستركز على الحوار السياسي والمصالحة الوطنية".
وقال المبعوث الخاص إنه سيتم نشر فرق المراقبة والتحقيق في مواقع متنوعة في جنوب السودان بناء على تقرير التقييم الخاص باللجنة الفنية المشتركة.
وبدأت محادثات السلام برئاسة إيجاد في مطلع يناير الماضي . وقال الوسطاء إن هناك جهودا جادة ؛لاتخاذ العديد من الخطوات من الطرفين بعد توقيع الاتفاقيات.
وتسعى اتفاقية وقف إطلاق النار التي تم توقيعها في أديس أبابا لتخفيف حدة النزاع السياسي في أحدث دول العالم بين الرئيس سيلفا كير ونائبه السابق ريك مشار الذي عُزل من منصبه في يوليو عام 2013 وتم اتهامه لاحقا بالتخطيط لمحاولة إنقلاب.
وتصاعدت حدة التوتر يوم 15 ديسمبر عام 2013 وتحولت إلى نزاع شامل بين القوات الموالية للجانبين ؛ما أدى لنزوح أكثر من مليون شخص من منازلهم بالإضافة لوجود ضعف هذا العدد مرتين تقريبا في أمس الحاجة لمساعدات إنسانية.
وقال المبعوثون الذين عقدوا محادثات مع الرئيس الكيني اليكي اوهورو كينياتا ورئيس الوزراء الأثيوبي هيلماريم ديسلاجن إنهم يحاولون إشراك جميع الأطراف في محادثات السلام ومعرفة آرائهم فيما يتعلق بإطار عمل وشكل وتنظيم الجولة الثانية من المفاوضات.
وفي نيروبي التقى مبعوثون من بينهم سيوم ميسفين من أثيوبيا ولازروس سومبيوو من كينيا 7 معتقلين تم إطلاق سراحهم من قيادة حركة التحرير الشعبية السودانية في نيروبي لمعرفة آرائهم حول رغبتهم في تحديد شكل المرحلة القادمة.
وقالوا "كانت الاجتماعات موسعة ومثمرة. وقوبلت مبادرة ايجاد بترحيب وتقدير وكذلك الإنجازات العملية التي حققها المبعوثون والتي تشمل توقيع اتفاقية وقف إطلاق النار والأعمال العدائية".
وقال الوسطاء إن المعتقلين المفرج عنهم أعربوا عن التزامهم بالمشاركة في عملية الوساطة التي ترأسها ايجاد من أجل تحقيق حوار سياسي ومصالحة وطنية في جنوب السودان.
"أ.ش.أ"