دمشق - صوت الإمارات
تمكنت قوات النظام السوري بغطاء جوي روسي من التقدم الاثنين على جبهات عدة بعد اشتباكات هي "الاعنف" مع الفصائل المقاتلة منذ مطلع الشهر الحالي، فيما دعا الاتحاد الاوروبي موسكو الى "الوقف الفوري" لضرباتها ضد المعارضة المعتدلة.
واعلنت القيادة العامة للجيش السوري في بيان الاثنين ان القوات المسلحة احرزت "نجاحات مهمة في عملياتها العسكرية المتواصلة ضد التنظيمات الارهابية" في محافظات حماة (وسط) وحلب (شمال) واللاذقية (غرب).
واكدت في بيان نقلته وكالة الانباء الرسمية "سانا" سيطرة وحداتها "على بلدات وقرى كفرنبودة وعطشان وقبيبات ومعركبة وام حارتين وتل سكيك وتل الصخر والبحصة في ريف حماة الشمالي".
وتعد بلدة كفرنبودة ذات موقع استراتيجي بالنسبة الى النظام الذي يحاول التقدم للسيطرة على مدينة خان شيخون الواقعة على طريق دمشق حلب الاستراتيجية.
لكن المرصد السوري لحقوق الانسان نفى سيطرة قوات النظام على بلدة كفرنبودة مشيرا الى استمرار اشتباكات بين قوات النظام والفصائل المقاتلة هي "الاعنف في سوريا منذ بدء الحملة الجوية الروسية في 30 ايلول/سبتمبر".واكد مدير المرصد رامي عبد الرحمن "سيطرة قوات النظام على الحي الجنوبي من كفرنبودة تحت غطاء جوي من الطائرات الحربية الروسية التي شنت اكثر من عشرين غارة منذ الصباح".
وبحسب عبد الرحمن، "في حال تمكنت قوات النظام من السيطرة بالكامل على كفرنبودة، يصبح بامكانها التقدم للسيطرة على مدينة خان شيخون التي تعد خزانا بشريا لجبهة النصرة في محافظة ادلب وتقع على طريق حلب دمشق الدولية".
وتشن قوات النظام هجوما متزامنا على طرفي هذه الطريق في محاولة لـ "تشتيت مقاتلي الفصائل والتقدم الى ريف ادلب الجنوبي".
ويسيطر "جيش الفتح" الذي يضم جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سوريا) وفصائل اسلامية ابرزها حركة احرار الشام السلفية على كامل محافظة ادلب ويخوض منذ اشهر مواجهات عنيفة ضد قوات النظام للسيطرة على سهل الغاب في محافظة حماة.
وتعد سهل الغاب منطقة استراتيجية وهي ملاصقة لمحافظة اللاذقية التي تتحدر منها عائلة الرئيس السوري بشار الاسد وتعد معقلا للاقلية العلوية على الساحل السوري.
ويشن الجيش السوري منذ السابع من الشهر الحالي عملية برية واسعة مدعوما بغطاء جوي من الطائرات الروسية، لاستعادة مناطق في وسط وشمال غرب البلاد، تخضع بمعظمها لسيطرة فصائل اسلامية ومقاتلة.
وتمكنت قوات النظام من السيطرة منذ بدء الهجوم البري المدعوم بغطاء جوي روسي على تسع بلدات وقرى محيطة بمدينة خان شيخون، في موازاة سيطرتها على خمس قرى في محافظة اللاذقية الساحلية، ابرزها الجب الاحمر، وفق مصدر عسكري.
في شمال البلاد، سيطرت قوات النظام الاثنين على المدينة الحرة الواقعة على اطراف مدينة حلب بتغطية جوية روسية بعد اشتباكات مع الفصائل المقاتلة.
واكد الجيش السوري في بيانه ان "النجاحات التي حققتها قواتنا المسلحة منذ بدء العملية والضربات المركزة لسلاحي الجو والمدفعية ادت الى خسائر كبيرة فى صفوف التنظيمات الارهابية وانهيار الروح المعنوية للارهابيين وفرار اعداد كبيرة منهم باتجاه الحدود التركية".
في موازاة ذلك، اعلنت وزارة الدفاع الروسية الاثنين ان سلاح الجو قصف 53 "هدفا" لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا في الساعات الاربع والعشرين الماضية، ودمر معسكرا للتدريب في بلدة المسطومة(ادلب) ونقطة عبور يستخدمها التنظيم في قرب بلدة سلمى (اللاذقية).
وتؤكد موسكو ان ضرباتها الجوية تستهدف المجموعات "الارهابية" في سوريا. ولكن على غرار النظام السوري، يصنف الكرملين كل فصيل يقاتل نظام الرئيس السوري بشار الاسد بـ"الارهابي" بخلاف دول الغرب التي تواصل انتقاد روسيا لشنها ضربات ضد مواقع فصائل مقاتلة تصنفها بالـ"معتدلة".
وبعد اعلان واشنطن الجمعة انهاء برنامجها الرامي لتدريب المعارضة السورية المعتدلة لقتال تنظيم الدولة الاسلامية، اعلنت وحدات حماية الشعب الكردية وعدد من الفصائل العربية المقاتلة توحيد جهودها العسكرية في اطار "قوات سوريا الديمقراطية".
في بروكسل، اتهم الامين العام لحلف شمال الاطلسي ينس ستولتنبرغ الاثنين روسيا بالاسهام في اطالة امد النزاع في سوريا من خلال دعمها الرئيس بشار الاسد ضد المعارضة المعتدلة.
وقال في مداخلة امام برلمانيي الحلف الاطلسي المجتمعين في ستافنغر (جنوب غرب النروج) "ان على روسيا ان تحارب تنظيم داعش في سوريا وعدم مساندة الاسد".
وتابع "ان المشكلة هي انهم لا يركزون جهودهم على محاربة تنظيم الدولة الاسلامية بل انهم يقاتلون ايضا فصائل المعارضة المعتدلة ويدعمون نظام الاسد. ذلك ليس من شأنه سوى اطالة امد الحرب".
وتشهد سوريا نزاعا بدأ في منتصف اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 240 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح ملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.