القاهرة - صوت الامارات
أكد الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ضرورة أن يكون تشكيل أي تحالف دولي لمكافحة التطرف شاملا ولا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها.
وصرح السفير إيهاب بدوي المتحدث الرسمي با سم الرئاسة المصرية بأن السيسي أكد خلال اجتماعه مع وزير الخارجية الاميركي جون كيري صحة التقديرات المصرية إزاء التطورات التي تشهدها المنطقة حاليا ..مشددا على ضرورة أن يكون أي تحالف دولي لمكافحة التطرف شاملا ولا يقتصر على مواجهة تنظيم بعينه أو القضاء على بؤرة إرهابية بذاتها ولكن يمتد ليشمل كافة البؤر الإرهابية سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في إفريقيا.
كما نو ه السيسي إلى أهمية تدارك الأبعاد الجديدة التي بدأت تطرأ على صراعات المنطقة والتي تستهدف تأجيج الخلافات الطائفية والمذهبية وهي الصراعات الناجمة عن تهميش بعض المذاهب أو الطوائف وإقصائها ..معربا عن أمله في أن تتمكن الحكومة العراقية الجديدة من تحقيق التوازن والشمول بين كافة أطياف الشعب العراقي.
وحذر الرئيس المصري من تبعات ا نخراط المقاتلين الأجانب في بعض دول الصراع بمنطقة الشرق الأوسط ولاسيما سورية والعراق ودورهم في تأجيج الصراع من جهة فضلا عما يمثلونه من خطر حال عودتهم إلى دولهم الأصلية من جهة أخرى.
وقال المتحدث المصري ان كيري اشار إلى أن هناك بعض الموضوعات التي قد تمثل عائقا في بعض الأحيان أمام استئناف التعاون بين القاهرة وواشنطن وفي مقدمتها الشق الحقوقي الخاص بحرية التعبير عن الرأي واحتجاز ومحاكمة بعض الصحفيين وهو الأمر الذي يحول في بعض الأحيان دون قيام الكونجرس بالتصديق على المساعدات الأميركية المقدمة إلى مصر.
وفي هذا الاطار أوضح السيسي أن مصر تؤسس لدولة القانون التي تحترم القضاء ولا تعقب على أحكامه كما تحترم وتطبق مبدأ الفصل بين السلطات وأنها حريصة في ذات الوقت على تطبيق دستورها الجديد بكل ما يحمله من حقوق وحريات والتزامات أقرها الشعب المصري.
وعلى صعيد آخر أشار كيري إلى أن استراتيجية مكافحة الإرهاب يتعين ألا تقتصر على الجانب الأمني والعسكري لكن تشمل أيضا الجانب الديني والثقافي حيث اتفقت رؤى الجانبين حول أهمية تفعيل دور الأزهر الشريف في التعريف بخطر هذه الجماعات المتطرفة وإيضاح مخالفتها لحقيقة الدين الإسلامي والعمل على نشر قيم الإسلام الحقيقية بسماحتها ووسطيتها واعتدالها.
وأوضح الرئيس السيسي أن العامل الاقتصادي والتنموي يجب أن يحتل أهمية كبيرة في ا ستراتيجية مكافحة التطرف إذ أن الفقر يمثل بيئة خصبة لنمو الإرهاب والفكر المتطرف ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان أن يعمل المجتمع الدولي على تحسين الأوضاع الاقتصادية الاجتماعية لدول المنطقة فضلا عن تجفيف منابع الدعم المالي الم قد م للجماعات المتطرفة من ق بل بعض الأطراف.
وفيما يتعلق بالقضية الفلسطينية اتفقت رؤى الجانبين على ضرورة التوصل إلى تسوية نهائية للصراع الفلسطيني الإسرائيلي الممتد ..معتبرين أن تلك التسوية هي السبيل الوحيد للحيلولة دون تكرار ما حدث في غزة مؤخرا كما أنها تعد عاملا مهما للقضاء على البيئة المواتية لنمو الإرهاب والفكر المتطرف حيث عو ل الوزير الأمريكي على الدور المصري لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني.
وكان جون كيري قد اكد التزام واشنطن بدعم مصر فى كل المراحل الانتقالية التى تمر بها بدءا من الاصلاحات الاقتصادية وصولا الى الانتخابات البرلمانية المقبلة وان تفى بكل تعهداتها لتحقيق الاستقرار فى المنطقة .
وقال خلال مؤتمر صحفي مشترك مع وزير الخارجية المصري سامح شكري " انه اكد للرئيس السيسي تقدير واشنطن لدور مصر فى الوساطة لوقف اطلاق النار فى غزة ومازلنا نتناول الطريق الذى سيسلكه الطرفان للعمل من خلال القاهرة لاستمرار وقف اطلاق النار".
واشار الى انه تم التباحث بشأن ضرورة دعم الحكومة المنتخبة فى ليبيا .. موضحا ان مصر وامريكا يتفهمان ضرورة الدفع من اجل الوصول لحل سلمي للشعب الليبي الذى انتخب حكومته الى جانب ضرورة حل النزاع بالحوار البناء الحاسم ..قائلا " ان ما نعرفه ان هناك انتخابات قد جرت والجميع عليه احترام هذه الانتخابات".
ووصف كيري " داعش " بانها منظمة شريرة ووحشية لا تعرف اى حدود وتدعى انها تحارب باسم الاسلام وفى الواقع ليس لها صلة به ..مشيرا الى ان ما تقوم به داعش مرفوض من جانب الاغلبية الساحقة من المسلمين فى العالم .
وشدد وزير الخارجية المصري على ان مواجهة التنظيمات المتطرفة مسئولية جماعية على كل المجتمع الدولى .. مطالبا بضرورة منع كافة صور التمويل والتواصل مع هذه التنظيمات والعمل على احتواء مثل هذه التنظيمات واهمية وجود توافق وتفاهم بين اعضاء المجتمع الدولي للقضاء على هذه التنظيمات.