وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف يلتقي مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة -

أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، الاثنين 29 فبراير/شباط، وحدة موقف روسيا والجزائر من ضرورة منع تدفق أسلحة ومسلحين إلى سوريا والعراق كشرط لوقف العنف في كلا البلدين.

وفي أعقاب محادثات أجراها لافروف مع الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة قال لافروف: "إن موقفنا المشترك يتلخص في ضرورة تنفيذ قرارات المجموعة الدولية لدعم سوريا، والتي وافق عليها مجلس الأمن الدولي، على أكمل وجه ومن دون طرح أي شروط مسبقة، وانطلاقا من أن منع نشاطات تنظيمي داعش وجبهة النصرة بشكل فعال يتطلب منع تهريب الأسلحة والمسلحين إلى سوريا والعراق".

وأفاد لافروف بأنه بحث مع عبد العزيز بوتفليقة، وبصورة مفصلة، قضايا الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وقد أعرب الرئيس الجزائري عن دعمه الكامل لسعي روسيا لتشكيل جبهة واسعة لمكافحة الإرهاب بناء على مبادرة طرحها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من منبر الجمعية العمومية للأمم المتحدة في سبتمير/أيلول الماضي، إضافة إلى دعمه لجهود روسيا الرامية إلى تحقيق التسوية السورية في إطار المجموعة الدولية لدعم سوريا التي تترأسها روسيا والولايات المتحدة.

وفي مستهل لقائه مع عبد العزيز بوتفليقة أكد له سيرغي لافروف تمسك موسكو باتفاقات توصل إليها الرئيسان الروسي والجزائري.

وفي وقت سابق من الاثنين أجرى سيرغي لافروف محادثات مع نظيره الجزائري رمطان لعمامرة أكد في أعقابها إن مواقف البلدين متطابقة حول ضرورة تسوية الأزمات على أساس القانون الدولي.

وقال الوزير الروسي: "إننا متفقون حول ضرورة الاتباع الصارم لمبادئ القانون الدولي لدى تسوية كافة الأزمات مع احترام سيادة الدول ووحدة أراضيها وحق الشعوب في تقرير مصيرها".

وتابع لافروف: "إننا نقدر موقف الجزائر ودعمها الثابت للجهود التي تبذل في سياق مجموعة دعم سوريا". وأعاد إلى الأذهان أن هذه الجهود التي تحظى بتأييد مجلس الأمن الدولي، ترمي إلى تخفيف الوضع الإنساني في سوريا مع وضع حد للعنف، وضمان الالتزام بنظام وقف الأعمال العدائية، والشروع في حوار شامل بمشاركة جميع السوريين.

كما أشاد الوزير بمساهمة الجزائر في تسوية أزمتي مالي وليبيا، مؤكدا تطابق مقاربات موسكو والجزائر لدى تحقيق مهام التسوية.

كما تناول الوزير في تصريحاته الوضع في أسواق النقط، وهو من المسائل الرئيسية المدرجة على جدول أعمال زيارته إلى الجزائر.

وذكر بأنه قد تم إطلاق حوار بين منتجي النفط، داعيا إلى إيجاز توازن بين مصالح مستوردي النفط ومصدريه.
وأردف قائلا: "لقد تم إطلاق حوار بين منتجي النفط من داخل "أوبك" وخارجها على مستوى وزارات الطاقة. وتجري الدول حديثا مهنيا".

وأضاف أن عددا كبيرا من العوامل تؤثر على الأوضاع في أسواق المحروقات، داعيا  دول "أوبك" والدول المنتجة للنفط خارج المنظمة إلى أخذ هذه العوامل بعين الاعتبار.

واستطرد قائلا: "وفيما يخص الغاز، فنحن نتعاون بصورة وثيقة مع الجزائر والدول الأخرى التي تشارك في عمل منتدى الدول المصدرة للغاز".
كما شدد الوزير الروسي على أولوية مهمة تطبيق الاتفاقات الرامية إلى دفع تطبيق البيان الروسي-التونسي الموقع في عام 2001 حول التعاون الاستراتيجي، قدما إلى الأمام. وأضاف: "إننا اتفقنا أن هناك فرصا ممتازة لتكثيف عمل اللجنة الحكومية المشتركة الخاصة بالتعاون التجاري والاقتصادي والعسكري التقني. وأولينا اهتماما خاصا بضمان البيئة الأكثر ملاءمة لتعزيز الشراكة مع الأخذ بعين الاعتبار تنامي المخاطر في المنطقة".

وخلال لقاء جمعه مع رئيس الوزراء الجزائري عبد المالك سلال كشف لافروف عن تحضيرات جارية لعقد اجتماع بين رئيسي حكومتي البلدين قريبا، ونقل لسلال التحيات من نظيره الروسي دميتري مدفيديف.

قبل بدء جلسة المحادثات بينهما، قام وزيرا الخارجية الروسي والجزائري بغرس "شجرة صداقة" في حرم وزارة الخارجية الجزائرية.

وأوضح الصحفيون الذين حضروا المراسم، أن "شجرة الصداقة" عبارة عن شجرة زيتون. وتبادل الوزيران الآراء حول طرقهم المفضلة لتناول الزيتون.