أكد مدير الإدارة العامة لمرور القاهرة، اللواء حسن البرديسي، في حديث خاص لـ"مصر اليوم"، أن "الأزمات المرورية المتكررة في مصر يرجع سببها الرئيس إلى السلوك البشري في الأساس"، مشيرًا إلى أن  "القاهرة الكبرى تمتلئ بمواقف السيارات الأجرة، وأماكن الانتظار العشوائية، وأسواق الباعة الجائلين". وأضاف البرديسي، "خلال العام الماضي حررنا ما يقرب من مليون و600 ألف مخالفة"، مشيرًا إلى أن "هذا يعنى  أن هناك 16 مليون شخص ارتكبوا مخالفات". وأشار إلى أن "نوعية المخالفة التي تُرتكب تختلف من شخص لآخر، فيمكن أن تحدث المخالفة رغمًا عن المواطن، ولا تؤثر في حركة المرور، مثل: نسيان رخصة القيادة، أو عدم تجديدها، وهناك مخالفات، مثل: السير عكس الاتجاه، وكسر الإشارة، وهؤلاء نسبتهم 97% مما تم ضبطه"، واصفًا الأمر بـ"الكارثة، لذا فالسلوك هو الأساس في أية أزمة مرورية". وضرب البرديسي مثالًا بالكثافات المرورية التي تحدث في دول العالم، مثل: أميركا، ولندن، أو حتى دبي في الإمارات، في ساعات الذروة، موضحًا أن "الأفراد يلتزمون بالتعليمات المرورية، وقد يظل المواطن في أحد الإشارات المرور لمدة نصف ساعة". ويرى البرديسي، أن "حل أزمة السلوك لن تحدث إلا عبر الثقافة والتعليم وحملات التوعية"، مشيرًا إلى أن "إدارة مرور العاصمة ستقوم بتدشين حملة توعية قريبًا؛ لزيادة الوعي خلال الفترة المقبلة". وقال البرديسي، إن "مصر تُعاني من مشكلة في تخطيط الطرق والكباري والأنفاق، والتي صُممت بطريقة خاطئة من الأساس"، مشيرًا إلى أن "كوبري أكتوبر طوله أكثر من 12 كيلومترًا، فإذا تعطلت سيارة واحدة يجد المواطن نفسه في أنبوب لا يستطيع الخروج منه، والأمر ذاته بالنسبة لنفق الأزهر، فإذا حدث أي عطل يُصيب محور صلاح سالم كله بالشلل، وهو من أكبر الطرق الرئيسة في العاصمة المصرية". وتحدث مدير مرور العاصمة، عن مشكلة أخرى، وهى أماكن الانتظار، قائلًا أن "القاهرة وحدها تضم 600 ألف مكان، ولكن لا يتم الالتزام بها؛ حيث يترك المواطنون سياراتهم صف ثان وثالث"، لافتًا إلى أن "هذه المشكلة تفقد السيولة المرورية للشارع بنحو 33%". ولفت إلى أن "السيارات التي يستخدمها المصريون جزءًا كبيرًا منها متهالك، وينتج عنه أعطال مستمرة، تتسبب في توقف حركة المرور، وتنبعث عنها عوادم كثيرة تضر بصحة المواطنين، حيث لا يهتم أحد بعمل الصيانة لسيارته". وأكد البرديسي، أن "إدارة المرور تشن حملات شبه يومية لفرض الانضباط المروري في الشارع ، حيث أسفرت جهود تلك الحملات عن ضبط (1294) مخالفة مرورية متنوعة " مشيرًا إلى أنه "تم ضبط مخالفات انتظار خاطئ، ومخالفات القيادة دون رخصة قيادة، ومخالفة القيادة دون رخصة تسيير،  ومخالفة القيادة دون لوحات معدنية". وأوضح البرديسي أن "خطط الخروج من الأزمة المرورية، بدأت بتركيب كاميرات مراقبة في الميادين التي تُعانى من اختناق مروري، على مراحل عدة، ويجرى استكمال باقي المرحلة بالتنسيق مع محافظ القاهرة"، مشيرًا إلى أنها "ساعدت في تحديد أماكن التكدس المروري، بالإضافة إلى تزويد اللوحات المعدنية للسيارات بشريحة ذكية؛ لتحرير المخالفة من خلال الكاميرات دون تدخل العنصر البشري". وعن ميدان التحرير والأزمة المرورية في منطقة وسط البلد، أشار البرديسي إلى أن "الكتل الخرسانية في شارع القصر العيني ومحيط التحرير قرار إزالتها سيادي في المقام الأول، وإزالة كل الإشغالات على الطريق أمر جيد سيساعد في القضاء على التكدس في هذه المنطقة الحيوية".