انتقد رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين حسام خضر، الجمعة، من إهمال السلطة الفلسطينية للواقع السيئ داخل مخيمات اللاجئين في الضفة الغربية، في ظل الاستهداف الإسرائيلي المتواصل لأبناء المخيمات، الأمر الذي يُنذر باقتراب لحظة انفجار الأوضاع داخل تلك المخيمات.وأكد خضر، في تصريحات خاصة إلى "مصر اليوم، أن "هناك استهدافًا إسرائيليًا حقيقيًا للمخيمات، وهناك تجاهل رسمي من قِبل السلطة إزاء كثير من الظواهر السلبية التي تنمو وترتع داخل المخيمات، مثل تجارة المخدرات وانتشار السلاح بشكل ملفت للنظر، وانتشار ظاهرة السيارات المسروقة، وذلك إلى جانب ترك المخيمات بعيدًا عن أي اهتمام أو رعاية أمنية، واعتقد أن هذا جزءًا من مخطط كبير يستهدف المخيم كوحدة سياسية لها دلالاتها الوطنية، وأن المخيمات كانت ولا تزال الحاضنة الحقيقية للحركة الوطنية الفلسطينية، وهي الأقدر على مواصلة النضال مستقبلاً في حال المساس بأي من الثوابت الوطنية الفلسطينية، وأؤكد أن المشروع السياسي الفلسطيني السابق تلاشى بالكامل، وفشل كخيار إستراتيجي للشعب الفلسطيني، وبالتالي هكذا سقف لمشروع وطني وسياسي يتطلب تفكيك بؤر التوتر ومعاقل الحركة الوطنية"، في إشارة إلى مخيمات اللاجئين.وشدد رئيس لجنة الدفاع عن حقوق اللاجئين الفلسطينيين، على أنه "انتشار عدد من المظاهر السلبية في المخيمات، فإن السلطة الفلسطينية تُربي الجريمة في المخيمات، وترعاها بشكل رسمي، من خلال إهمالها وتجاهلها للمخيمات بحجة أنه يصعب الدخول إليها، لملاحقة تجار المخدرات والخارجين عن القانون"، فيما تساءل، "لماذا تدخل السلطة من أجل قطعة سلاح مع إنسان وطني وشريف، أو من أجل واحد من (حماس) أو (الجهاد الإسلامي)، ولا تأخذ بعين الاعتبار واقع المخيم ، فيما تجار الحشيش وحملة السلاح والسيارات المسروقة يسرحون ويمرحون، وعمليات القتل وترويع المواطنين تجري تحت أعين المؤسسة الأمنية الفلسطينية".وبشأن إذا ما كان هناك حالة احتقان داخل المخيمات تجاه السلطة، قال خضر "لا اعتبر أن هناك حالة احتقان، هناك تجاهل وازدراء من قبل السلطة لواقع المخيمات، وبالتالي يمكن في المستقبل أن يتم التعبير عن ذلك الواقع بكل مظاهر العنف التي ممكن أن تتوقعها".وعن إقدام بعض المسلحين في الآونة الأخيرة على حمل السلاح من داخل المخيمات في وجه الأجهزة الأمنية الفلسطينية، أكد الحقوقي الفلسطيني، أن " الذي جرى في مخيم جنين للاجئين ما كان حمل سلاح بقصد حمل سلاح ضد السلطة، بل هو تعبير عن أين دور السلطة أمام اقتحام إسرائيل كل يوم لهذا المخيم، وقتل أبنائه بدم بارد، وموقف السلطة غير مبرر ومُدان من كل ما يجري في المخيمات من أعمال، وعلى السلطة أن تهتم بواقع المخيمات وألا تتجاهله بالشكل القائم، هذا أولاً، وثانيًا على السلطة أن تتابع وتلاحق كل عناصر الجريمة في المخيمات والقائمين على تلك الجرائم مثل تجار الحشيش والمخدرات والكثير من تلك الجرائم، ولا يجوز أن نقول إن المخيم منطقة أمنيًا لا نستطيع دخولها، وكفى، فالانفجار قريب وآتٍ كما أراك الآن، والمخيمات وحدة عضوية واحدة، إذا الأمور خربت في مخيم راح تخرب في كل المخيمات، وإهمال السلطة يدعم هكذا وضع"، محذرًا السلطة من انفجار المخيمات في وجهها في أية لحظة.وقد حمّل الناطق باسم الأجهزة الأمنية الفلسطينية اللواء عدنان الضميري، الوضع السيئ في المخيمات إلى وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، "كونها تمارس سياسة إنهاء خدماتها للاجئين على أرض الواقع.وأكد الضميري، لـ"مصر اليوم"، أن "الأونروا" تنهي خدماتها ومسؤولياتها تجاه المخيمات، وهذا يؤثر سلبًا على الوضع داخل المخيمات، وأن المخيمات أكثر المناطق الفلسطينية ازدحامًا بالسكان، وأكثرها فقرًا وبطالة، والأخيرة تؤدي إلى إشكاليات كثيرة، وأن الأجهزة الفلسطينية تقوم بواجبها الأمني تجاه أهالي المخيمات وفق إمكاناتها، وأنها تواصل العمل على مدار الساعة لمحاربة الانفلات الأمني، الذي تسعى قلة قليلة من أبناء المخيمات إلى استغلاله، لافتًا إلى أن هناك إشكاليات عدة داخل المخيمات، مرتبطة مع بعضها البعض، تسعى الأجهزة الأمنية إلى حلها وإنهائها، والمخيمات في سلم أولوياتنا في المؤسسة الأمنية، ونتعاطى معها بكل مسؤولية، مشددًا على أنه يتحدث باسم المؤسسة الأمنية الفلسطينية، وليس باسم وزارات السلطة، وإذا ما هنالك تقصير تجاه المخيمات من عدمه.وقد أعدمت قوات خاصة إسرائيلية، فجر الثلاثاء، الشاب إسلام الطوباسي بعد مداهمة منزله في مخيم جنين، وأطلقت النار عليه وهو على الفراش، قبل أن تجره إلى خارج المنزل وتُجهز عليه قبل الإعلان عن وفاته في مستشفى نُقل إليه داخل إسرائيل، الأمر الذي أثار موجة من الغضب في صفوف المواطنين الذين خرجوا إلى الشوارع للتعبير عن احتجاجهم على السلطة وأجهزتها، بحجة أنها لا تحميهم من الاحتلال، حيث تم تكسير بعض المركبات والاعتداء على المحلات التجارية ومباني السلطة الوطنية، وقلع الأشجار المثمرة في الشوارع، فيما أثار ذلك رفض جميع الفصائل الفلسطينية، باعتباره أمرًا مرفوضًا، ولا يليق بتضحيات جنين ومخيمها.وقالت الفصائل الوطنية، في بيان صحافي، الأربعاء، إن الاقتحام الإسرائيلي المتكرر للمخيم، جاء نتيجة قرار سياسي لتنصل الاحتلال من حقوق وثوابت الشعب الفلسطيني، ومن أجل عودة المنطقة إلى المربع الأمني بمقاسات إسرائيلية، خصوصًأ أن التركيز في الآونة الأخيرة كان على المخيم والتصعيد عليه مستمرًا، في حين ثمّنت القوى الوطنية دور المؤسسة الأمنية الفلسطينية في الحفاظ على الممتلكات العامة والخاصة، ومحاربة الفوضى، داعية أبناء المحافظة كافة إلى الحفاظ على وحدة الصف