غزة – محمد حبيب
أكد نائب رئيس الحكومة الفلسطينية في غزة م.زياد الظاظا أن حكومته تتابع ببالغ القلق تحركات الجيش المصري على الحدود مع القطاع وشروعه بإقامة منطقة عازلة ، مشيراً إلى أن "هدم الأنفاق الحدودية دون وجود بدائل يساهم في تشديد الحصار على غزة الأمر الذي لا يخدم سوى الاحتلال الإسرائيلي ". وأعرب الظاظا في مقابلة خاصة مع "مصر اليوم" عن "رفضه للمبررات التي تسوقها السلطات المصرية الحاكمة، لتبرير إنشاء المنطقة العازلة مع غزة"، مشدداً على أن ا"لشعب الفلسطيني لا يحمل إلا الحب لمصر وشعبها العظيم". وأوضح أن "الحكومة في غزة تتفهم الأوضاع الأمنية في مصر ولكن لا تتفهم الإجراءات التي تتم على الحدود الجنوبية لقطاع غزة ومحاولة مشاركة الاحتلال في تشديد الحصار، سيما أن القطاع ما زال درعاً واقياً لحماية الأمن القومي المصري والعكس صحيح". وأكد الظاظا في هذا السياق أن "المتغيرات في المنطقة العربية سواء كانت الايجابية منها أو السلبية انعكست بشكل كبير ومباشر على الشعب الفلسطيني والحكومة الفلسطينية في قطاع غزة"، مشدداً على "أن غزة لديها براعة في كسر الحصار". وقال الظاظا إن "الحكومة تحاول التعامل بقدر الإمكان مع هذه الانعكاسات لأنهاء الواقع الذي يعيشه القطاع، مع محاولة التأقلم معها". وأشار إلى أن "متغيرات هذه المرحلة حملت أولويات فرضتها على الحكومة الفلسطينية بعد تشديد الحصار على الشعب في قطاع غزة سياسياً واقتصادياً ومالياً، إضافة لمنع التواصل مع العالم". وجدد الظاظا تمسك حكومته "بإقامة منطقة تجارية حرة على الحدود التي تفصل قطاع غزة مع مصر، كبديل وحيد لهدم الأنفاق المنتشرة على الحدود الجنوبية للقطاع، لإدخال الاحتياجات اليومية من سلع وموادّ غذائية للغزيين". كما شدد الظاظا على ضرورة "إعادة فتح معبر رفح الحدودي مع مصر، ليكون بوابة اقتصاد وتنقل للمواطن الفلسطيني"، مضيفاً:"أي مشكلة يريدون الحديث عنها بإمكانهم التفاهم عليها بعد إعادة فتح المعبر مباشرة". ولكن الظاظا عاد ليؤكد أن "هذه ليست المرة الأولى التي يشتد فيها الحصار على الشعب الفلسطيني في غزة "الذي ابتدع طرق نوعية دفعت لأن يعترف العالم كله ويفتخر أن غزة عنوان للعزة والكرامة". وبشأن التهديدات الأخيرة ومحاولة الشيطنة على قطاع غزة، أشار الظاظا إلى أن "محاولات زج الشعب الفلسطيني والحكومة وقوى المقاومة، تأتي من جهات أخذت طريق الاستسلام وسيلة لها وانقلبت على الشرعية عام 2007." وأكد أن "محاولات شيطنة غزة فشلت بعد ظهور الوثائق التي كشفتها حماس"، مشدداً على "أن الشعب الفلسطيني يتعامل مع وسائل التحريض بنوع من الحكمة والاتزان". وعن محاولات التشويه الداخلية كحركة "تمرد" وغيرها، كشف أن "هؤلاء يدارون من جهاز الأمن في الضفة بشكل مباشر"، موجها نصيحته لهم بالقول:"إنكم تسيرون إلى المجهول وعودوا إلى رشدكم" مؤكداً على حفظ الحكومة للحريات. وفي الشأن الداخلي أكد نائب رئيس أكدت الحكومة الفلسطينية التي تديرها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) أنها تدعم وبقوة باتجاه تحقيق المصالحة الفلسطينية وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني. وقال الظاظا “نحن ندعم وبقوة وندفع وبقوة نحو الوفاق الوطني الفلسطيني والمصالحة الفلسطينية، ولكن الأطراف الأخرى (حركة فتح) ما زالوا يستقوون بالخارج ويفاوضون الاحتلال الصهيوني على حساب الوفاق والمصالحة”. وأضاف “نحن جاهزون لتطبيق اتفاق المصالحة الفلسطينية فوراً، والتعامل بإيجابية مع كافة القضايا من موقع المسؤولية والجدية والقوة وليس من موقف ما يظنه البعض أن الحكومة والفصائل في قطاع غزة تعيش مأزق”. وفي الشأن السوري، وتحديداً في ما يتعلق بالتهديدات الأمريكية بشن عدوان عسكري ضد دمشق، قال الظاظا: “نحن ننظر بعين الخطورة والقلق لما يحدث. الشعب السوري يستحق الحياة والتعامل معه بطريقة حسنة وأن لا تكون هناك معالجة أمنية للمشاكل الداخلية الموجودة في سوريا”. وأكد الظاظا أن حكومة حماس ترفض أي تدخل عسكري في سوريا وأي دولة أخرى في العالم، داعيا إلى حل سياسي وعبر الحوار بعيداً عن أي تدخل عسكري. وفي ما يتعلق بتأثر قطاع غزة في حال شن عدوان أمريكي على سوريا وإمكانية فتح جبهة مع “إسرائيل” من قبل بعض الفصائل الفلسطينية، قال: “الفصائل الفلسطينية في غزة أكثر وعياً وأكثر إدراكاً لمسؤولياتها وإدارة المقاومة مع الاحتلال الصهيوني”، موضحاً أن بوصلة الفلسطينيين تتجه نحو القدس والأقصى وتحرير فلسطين.