الخرطوم -عبد القيوم عاشميق
اتهم زعيم كتلة المعارضة في البرلمان السوداني إسماعيل حسين حكومة بلاده بالعجز في التعاطي مع إفرزات السيول والفيضانات التي تأثرت بها الولايات أخيراً، وقال حسين في لقاء مع "مصر اليوم" إن الحكومة غرقت مثلما غرقت البيوت والمنازل، مضيفاً أن الحفاظ على حياة المواطن وأمواله وممتلكاته من أولويات الحكومة، وأضاف أن أمطار وسيول هذا العام ليست الأولى ففي كل عقد من الزمان كانت هناك سيول وفيضانات، والأمر الطبيعي أن تحتاط الحكومة وتخطط لتخفيف أثارها، وقال حسين لا أحد يلوم الحكومة "إن جاءت معدلات الأمطار عالية وفوق المعدلات المألوفة، لكنها تسأل عن التدابير الهندسية والفنية والإغاثية لدرء أثار الأمطار والفيضانات عندما تحدث وتخفيف أثرها على حياة المواطنين، وقال زعيم المعارضة في البرلمان السوداني، على سبيل المثال عندما حدث بركان في في جزيرة يابانية استطاعت الحكومة اليابانية إجلاء الألاف خلال 48 ساعة من الجزر القريبة حتي لايتاثروا، نحن ليس لدينا جزر، لدينا خلل في عمليات التخطيط وفشلت الأجهزة الحكومية في تصريف مياه الأمطار، ومعلوم أنه إذا فاضت المجاري تتحول الطرق نفسها إلى مصارف، وانتقل حسين إلى الحديث عن خلل مفاهيمي عند الحكومة في تعريف الكارثة نفسها، متي تكون، وكيف نتصدى لها، مشيراً إلى أن والي الخرطوم الدكتور عبد الرحمن الخضر وولايته من أكثر الولايات تأثراً، قال إن ماحدث في الخرطوم ليس بكارثة، وأيضا سانده البعض في الحكومة القومية في تعريفه للكارثة بأنها تحدث عندما نفقد أكثر من نصف السكان، وهنا يظهر الفارق الشاسع بين رؤية الحكومة ورؤية الأخرين، إن الحكومة بتعرفها الغريب للكارثة تجد نفسها في حل من الأمر تماماً، وهنا تكمن المأساة. ويقول زعيم المعاضة في البرلمان، وهذا الخلل ترتب عليه سلوك غيرمسؤول من جانب الحكومة الولائية والمركزية، كما اتهم زعيم المعارضة الإعلام بأنه انساق لرغبات الحكومة التي تسيطرعليه ففشل تبعاً في عكس صورة الكارثة للرأي العام، مضيفا أن الفضائيات الأجنبية، ومن بينها "الجزيرة" نقلت وبموضوعية وشفافية الأوضاع على حقيقتها وكان ذلك من أسباب تجاوب المانحين، مشيداً بادوار الحكومة القطرية ومبادرتها بتسيير جسر جوي ضخم لمساعدة ألاف المتأثرين، وقال حسين، لاتلام الحكومة إن طلبت العون الخارجي، فالدول العظمى ومن بينها الولايات المتحدة الأميركية بقدرتها الاقتصادية الهائلة عندما تضر بها الأعاصير فانها تناشد العالم ليهب لمساعدتها. وفي سؤال لـ"مصر اليوم" إن كان لديه إحصائية بأعداد المتأثرين وحجم الأضرار والخسائر، أجاب، الأرقام متباينة، هناك حديث عن تأثر 43 ألف أسرة، الأرقام تبدو أكثر من ذلك، بالتأكيد ، لأن هناك أكثر من 250 ألف منزل تأثرت كليا أو جزئياً، الأمر خطير، ومن المتوقع أن تحدث تأثيرات بيئة وصحية سالبة بظهور الأمراض، مضيفاً كيف تتزاحم قيادات الحكومة على القنوات ومحطات الإذاعات للتحدث عن أدوارها وماقامت به، فمن الطبيعي أن يكون هؤلاء في المناطق المتأثرة بين الناس، يتدافعون مع غيرهم لتخفيف معاناتهم، ووصف مشاركة بعض الأحزاب ومنظمات المجتمع المدني بأنها عبرت فعلاً عن قيم التكافل ونصرة الضعيف، وإحياء لسنة النفير، وكل هذا من القيم السودانية، وكان أولى للحكومة أن تبني على هذه القيم، وفي سؤال لـ"مصر اليوم" إن كانت كمعارض يستثمر الوضع الراهن لإظهار الحكومة بالعاجزة رغم ماقامت به، أجاب زعيم المعارضة في البرلمان السوداني إسماعيل حسين، الأمر ليس كذلك، لا أسعي لتحقيق نقاط ، أؤكد لك أن الأمر ليس بسجال بين الحكومة والمعارضة على الإطلاق، هذه قضية إنسانية بالدرجة الأولي، وبالتالي لامجال للمزايدة السياسية فيها، وأضاف، هناك نقطة لابد من ذكرها، وهي أن الحكومة سجلها في التعامل مع المنظمات العاملة في السودان غير جيد، رغم أن هذه المنظمات جاءت لتخفيف أثار السياسات البائسة التي انتهجتها الحكومة في إدارة شؤون البلاد، وأدت هذه السياسات إلى النزوح واللجؤ مثلما يحدث الأن في ولايات دارفور والنيل الأزرق وجنوب كردفان، وعاد حسين ليقول: لايمكن إتهام المنظمات بضمور إحساسها الإنساني، لكن عدم الثفة في التعامل مع الحكومة انعكس على موقف هذه المنظمات، وطالب حكومة بلاده بطلب الدعم من المانحين ومنظمات الأمم المتحدة، فهذا حق لأن السودان من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة، وعندما تحدث كارثة لديه الحق في تلقي أو طلب المساعدات، خاصة وأن هطول الأمطار لم يتوقف والخريف مستمر، ولابد أن تتحمل الحكومة المسؤولية، وعليها أضاف تعويض المتضررين، كما أن قضية الأضرار التي تسببها الأمطار والسيول لابد من معالجتها بصورة علمية وهندسية متقنة حتى لاتتكرر، كيف للحكومة أن تستعين ببيت خبرة سويسري لمساعدتها في وضع دراسات لتصريف مياه الأمطار؟ توجد كفاءات وطنية وقدرات عالية، عشرات الجامعات تخرج من كليات الهندسة سنوياً مئات المهندسين المهرة، ففي كل عام لو وضعت الحكومة لبنة صحيحة وهكذا العام الذي يليه سنعبر إلى الأمام، وفي سؤال أخر عن دور البرلمان، قال إسماعيل حسين، البرلمان لاحول له ولاقوة، وهو الأن في عطلة وحتي لو كان منعقداً فليس بيده مايفعله، النظام الحاكم لم يترك له قيمة حقيقية، لايستطيع البرلمان محاسية الجهاز التنفيذي، لذا لايلام البرلمان، وناشد حسين الحكومة على المستوى المركزي والولائي بأن تتحمل المسؤولية فإن لم تستطع أن تكون كذلك فلتذهب غير مأسوف عليها، فالشعب السوداني قادر على أن يأتي بمن يتحمل المسؤولية.