عاد أحد قيادات القبائل العربية في دارفور علي كوشيب إلى واجهة الأحداث من جديد بعد أن اتهمته منظمة "هيومن رايتس ووتش" بالتورط في أعمال قتال جديدة في دارفور، وبعد أن جددت المدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية، فاتو بنسودة في تقرير بشأن الوضع في دارفور قدمته أمام مجلس الأمن الدولي أخيرًا، طالبت فيه بضرورة إلقاء القبض على كوشيب للتحقيق معه، وكانت المحكمة قد أصدرت في نيسان/ إبريل 2007 مذكرتي اعتقال بحق كوشيب بتهمة ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية في دارفور. هذا و استغرق الوصول إلى كوشيب الذي يتواجد بعيدًا عن المدن وسط أهله، ويعيش في أرياف وبوادي دارفور و لا توجد له غير صور تعود لبداية الأزمة في دارفور (2003م), ومحاولة إقناعه بالحديث بعض الوقت فالرجل لا يحبذ الحديث  ولا يعرف عنه الميل إلى التصريحات، لكن رغم ذلك نجح "مصر اليوم"  في الحديث  مع الرجل المثير للجدل وطرح عليه بعض الأسئلة بشأن ما يدور في الإقليم وعلاقته بالأحداث ورده على اتهامات المحكمة. وبدأ على كوشيب حديثه بالتأكيد على حقيقة ينبغي أنه لم يقم بارتكاب جرائم في دارفور "أنا لم أرتكب جرائم، الذي قمت به هو أنني كنت أدافع عن المواطن في وجه عدوان الحركات"، وتابع "إن الأوضاع في الإقليم لا تبدو مستقرة، والسبب في ذلك يعود إلى مؤامرات الحركات".  وأتهم كوشيب رئيس "حركة تحرير السودان" عبد الواحد محمد نور بأنه يقيم في الفنادق الأوربية ولا يعرف ما يدور في دارفور فقد ظل بعيدًا عن هموم الناس ، وبكل أسف يدعي أنه يتبني قضاياهم، هذا ليس صحيحا، فهو يتاجر بقضايا أهله وينفذ رغبات تل أبيب والولايات المتحدة الأميركية، كما اتهم كوشيب الحركات الدارفورية المسلحة بأنها ليست لها قضية، إن كان لديها مطالب فعلا، يجب أن تتحد أولا وتحدد مطالبها بطريقة معقولة ومقبولة،  ما يحدث الآن لا يؤشر على ذلك ، الحركات تريد  الفوضى ونسف أي محاولة لتحقيق السلام ، لن نتركها تفعل ذلك . وفي سؤال لـ"مصر اليوم" إن كان يتزعم مليشيا في دارفور تقوم بارتكاب جرائم وتعتدي على الأبرياء " أجاب لا أقوم بأي عمل مخالف للقانون، قلت لك كل الذي أقوم به لا يتعدى حماية الناس البسطاء".  وفي سؤال آخر إن كان يري أن التعايش بين القبائل في دارفور مهدد الآن ، أجاب، "نعم التعايش مهدد فقد تعرض هذا التعايش لاختبارات صعبة" ، وعلق كوشيب ردًا على حديث مدعية العامة للمحكمة الجنائية الدولية بضرورة القبض عليه للتحقيق معه بشأن  جرائم في دارفور قائلا :" أنا لا أحبذ الرد على حديث كهذا ، المحكمة عرف غيري عنها أنها ليست حريصة على تحقيق العدالة، أنظر حولنا لترى ما يرتكب من جرائم هل تسمع للمحكمة رأيًا أو صوتًا أو مطالبة بتحقيق مع من يقوم بتلك الجرائم؟ هذه ليست محكمة و الأمر لا يستحق الحديث أكثر". ووجه كوشيب رسالة للقبائل العربية في دارفور وللقبائل الأخرى بالانتباه لمخططات نسف الأمن وتفكيك النسيج الاجتماعي في دارفور، وتفويت الفرصة على المتربصين بوحدة وأمن دارفور. عليهم ترك المشاكل القبلية والعمل على تقوية النسيج الاجتماعي والمحافظة عليه وهم يعيشون في إقليم واحد وذلك يتطلب منهم المحافظة على بيئة ومكان تعايشهم.