حمل القيادي السابق في جماعة الإخوان المسلمين، المحامي مختار نوح، الرئيس محمد مرسي مسؤولية الأحداث كافة التي تشهدها مصر حاليًا، بداية من الاقتحامات وحتى القتل والتعذيب والسحل، مدينًا تصرفات الحكومة الحالية في أدائها السيئ، الذي لم تشهده مصر على مدار تاريخها. وشدد نوح على أن "الرئيس يتحمل المسؤولية وحده، حتى لو كان يتلقى تعليمات من أي أفراد خارج رئاسة الجمهورية، هناك رئيس يسمع كلام زوجته، وهناك أخر يسمع كلام جماعته، وهناك من يسمع كلام نفسه، ففي كل الأحوال قرارته مسؤوليته وحده". وقال القيادي الإخواني السابق لـ "مصر اليوم": "ما زالت مصر في مأزق حتى تكتمل الثورة، لأنه حتى الأن الثورة لم تحقق مطالبها، فهناك فشل ذريع فى قيادات البلاد، وفوضى، وفشل وزاري، ودستور ديكتاتوري، ورئيس يحكم بنظام ديكتاتوري، فمثلما يحدث في مصر يحدث في باقي الدول العربية التي قامت فيها ثورات الربيع العربي، ففي سورية يوجد صراع، وفي تونس هناك انقسام شعبي، وليبيا ما زالت دولة غير مستقرة تميل للعمالة الأميركية. وعن دور مكتب الإرشاد في قرارت الرئيس مرسي قال نوح: "لا يشغلنى ممن يتلقى تعليماته، نحن شاغلون أنفسنا بأمور لا قيمة لها ولا ينبغي أن نهتم بأشياء لا قيمة لها في الواقع، ولا يشغلنا الاهتمام بأي سياسات، نحن لدينا رئيس منتخب والمسؤولية تقع كاملة عليه كما منحها له الشعب، فهو حر، وبالتالي قد يستمع الرئيس إلى نصائح المقربين له كزوجته أو وزير العدل،  فحينذاك لا نقول ما رأيك في سياسية وزير العدل، إنما نقول ما رأيك في سياسية مرسي. فهو حر لكنه في النهاية مسئول أمام الشعب عن قراراته، فالرئيس الذي لا يعمل لمصلحة المصريين من الممكن أن يعمل لمصلحة طبقة أو فكرة أو عقيدة، فالرئيس الذي لم يخلص للوطن وللشعب ويضحي من أجل الحرية ويستقل في قراره السياسى، لا يستحق رئاسة مصر". وبشأن العنف الدائر في مصر والحديث الدائم عن مليشيات الإخوان، رأى القيادي السابق في الجماعة أن "وجود ما يسمى بالمليشيات أمر مستبعد، ولكن هناك تنظيم جماعي يتم على أساسه العمل بطريقة منظمة، فهذا التنظيم أطلق عليه مليشيات كما وصفه الشارع المصري، والإخوان لديهم عمل منظم مثل الضرب المنظم في مكان ما، وأرى أن العنف الآن أصبح هو الشيء الوحيد في مجتمعنا الذي يقترب من الانهيار، وأن النجاح الوحيد الذي تم بعد الثورة هو الانفلات والانقسام الذي تشهده البلاد، لافتًا إلى أن الدولة تتعرض إلى ظواهر عدة، فشل اقتصادي، وفشل اجتماعي قائم على تقسيم المجتمع إلى فئات وطوائف سياسية، وفشل أمني قائم على عدم احترام المنظومة الأدبية لحقوق الإنسان، وفشل ثقافي يعود إلى ثقافة المجتمع بصفة عامة، التي أصبحت ثقافة حزبية انقسامية". وعن تعامل الشرطة خلال المرحلة الماضية في عهد الوزير اللواء محمد إبراهيم قال نوح "كانت إلى وقت قريب قد استوعبت حقوق الإنسان والدرس، لكن يبدو أن الرئيس مرسي قد منحها حق القتل والتعذيب، وذلك بتغير الوزير أحمد جمال الدين وتعيين محمد إبراهيم، فتحول الأمر إلى ساحة تعذيب الأطفال والاختفاء القسرى والقتل والسحل"، مضيفًا أن "التحرش جاء ليغطي على كل هذه الجرائم: القتل والسحل والتعذيب، وحتى ينشغل الناس بتلك القضية ويتركوا القضايا المهمة، وما حدث في الاتحادية هو جرائم قتل وتعذيب، ولا يهمني انسحاب الشرطة أو بقاؤها، المهم أن هناك جرائم حدثت في عهد مرسي إن لم يظهر الفاعل فيها، فيكون هو الفاعل بصورة مباشرة". وفي ما يتعلق بـ "أخونة الداخلية" رأى نوح أن "موضوع الأخونة فتح على الحكومة أبواب جهنم، وسياسة مرسي في تعيين أهل الولاء والقرابة هي التي أفقدته مصداقيته، منذ اللحظة الأولى لتوليه الحكم، من المفترض أنه من الناحية الشرعية حاكم لكل المصريين يختار من بينهم من هو أكفأ، ومن الناحية الأخلاقية فلا بد أن يبتعد عن استخدام سلطاته لإحداث متغيرات في المجتمع لصالحه، ومن الناحية الدستورية فهو مفوض من الشعب بالإدارة فقط، وليس في تغيير الهيكلة الاجتماعية من أجل ذلك، فإنني أرى أن الفساد الذي صنعه مبارك قد أضيف إليه الفساد الذي صنعه مرسي، وهو وإن كان يشبه الفساد الأول إلا أنه أشد خطورة على البلاد منه، لأنه يتخفى وراء الدين. وبشأن الحوار الوطني قال القيادي السابق في الجماعة "إن الديكتاتورية لا تصنع حوارًا، ولا تهتم به، وأنا أعتقد أن النظام المصري الآن هو نظام ديكتاتوري، ويتمسك بأهداب الحوار من أجل تمرير المواقف، وهذه سياسة قد فات أوانها؛ لأن من نشاهدهم على الساحة الأن من أحزاب أو تيارات أو أفكار لا علاقة لها بالتظاهرات مطلقًا، إنما التظاهرات لها علاقة بالشعب، والنموذج الذي يخرج فيها لا يسمع كلام حزب أو ينصت لنتيجة مؤتمر، لافتًا إلى أن صراع التيارات الإسلامية هو حقيقة موجودة، ولكن سيزيد منها سياسة الاستعلاء التي تتبعها الحكومة، والتجاهل الذي يمارسه حزب الحرية والعدالة لمن منحهم الغالبية البرلمانية". وأضاف نوح أنه إذا كان أسلوب قطعة التورته قد نجح في ما سبق عند حصول الإخوان على أكثرية مقاعد البرلمان، فإن الواقع أثبت من خلال التظاهرات التي كانت عند جامعة القاهرة أن التيار السلفي أكثر عددًا من جماعة الإخوان المسلمين بأضعاف، وأنه هو في الحقيقة الذي يساند بقاء مرسي واستقرار الأوضاع، لأنه متيقين من أنه في الانتخابات المقبلة سيحصل على أصوات أكثر من أصوات الإخوان، وحينئذ سيفرض التيار السلفي شروطه، لأن هناك اعتقادًا سائدًا بين الإسلاميين أن كل من يكفر بالإخوان يتجه إلى السلفيين، لأنه لا يرى بديلاً للتعبير عن رأيه الإسلامي إلا أن ينحصر في الدائرة نفسها. وعن رأيه في المعارضة قال نوح "إن علاقة المعارضة بالشارع هي علاقة انسجام متى قامت المعارضة بالاستجابة إلى نداء الشارع، وهو الذي يقوم بالمعارضة، ومن أجل ذلك فإن تراجع جبهة الإنقاذ عن الحوار لم يكن عن عمق سياسي، ولا عن ذكاء اجتماعي، وإنما كان التزامًا بقرارات المعارضة، والأمر نفسه في بقية الأحزاب، أما من سار في ركب الحكومة الحالية أو ساهم فأنا أعتقد أنه سيقف موقفًا محرجًا أمام الجماهير في المستقبل القريب، والمعارضة ليس لها علاقة بالشارع المصري، فهي لم تتحكم في الدعوة إلى التظاهرات إلا عن طريق دعوة الشباب أولاً عبر موقع التواصل الاجتماعى "فيسبوك". وأكد نوح على أن "الكل خضع إلى فكرة التبعية الإسرائيلية الخارجية، بما في ذلك مؤسسة الرئاسة، وأعتقد أن هذا كان ثمنًا يتسابق الجميع إليه، ولا يجوز ادعاء البطولات الآن، فأعتقد أن الأمور لم تعد فى حاجه إلى دليل، فالأميركان الأن يتحدثون عن الوضع الداخلي المصري بمنتهى الجرأة والوضوح، فهم يوجهون التعليمات للمعارضة ولمؤسسة الرئاسة على السواء، ويكفي أن الصحف الحكومية تتفاخر بصفقة طائرات الـ "أف 16"، والتي تعبر عن التبعية الحقيقية للولايات المتحدة الأميركية، لأننا نعيش في بلد لم يستطع قادتها القدامى أن يصنعوا ولو بندقية آلية، أما قادتها الحاليون فقد انشغلوا بتدعيم ملكهم عن حماية وطنهم، وليست جريمة قتل الجنود المصريين ببعيدة، فنحن في حالة عجز حتى عن حماية حددونا من الدخول والخروج منها، أما العار كل العار فهو يكمن في أن إسرائيل تدخل الأراضي المصرية كما يدخل الإنسان "حديقة منزله"، فلا يجوز والحال كذلك أن نسأل عن الاستقواء بالخارج، فالمعارضة تعمل على توصيل صوتها إلى الخارج حتى تهز وضع مرسي لديهم، ومرسي وحكومته لا يستطعان أن يفعلا شيئًا إلا بإذن الخارج، والرسالة التي وجهتها ألمانيا إلى مصر في ذلك التجاهل الذي تعاملوا به مع مرسي جعل منه رجلاً حائرًا يتحدث كثيرًا عن حقوق الإنسان وعن احترام الحوار، مع أنه كان قبل هذا اللقاء بيوم يحذر الناس مهددًا بأصابعه، لافتًا إلى إن الإشارة بـأصابعه دليل على خوف مرسي، فالغرب وأميركا وإسرائيل إذا سحبوا غطاء الثقة عن أي فريق الآن - سواء كانت المعارضة أو الرئيس وحكومته - فإنهم سيهزون موقف الفريق الذي يتم سحب الثقة منه، ولا ننسى أن من بواكير أعمال مرسي هو الاستعطاف المقدم لصندوق الغرب، من أجل قرض مالي قدره 4.8 مليار دولار".