هاجم رئيس "الحزب الليبرالي اليمني"منصور الصمدي ما أسماهم بـ"جماعات الإسلام السياسي" في اليمن بطرفيه السني والشيعي باعتبارهم, بحسب الصمدي خطرًا يقود بلاده إلى منزلق التشظي و الانقسام و الحروب الأهلية , مستشهدًا بما يحدث الآن في مصر وسورية و العراق و البحرين, فيما قال في حديثه لـ "مصر اليوم" لا شك أن عمليات التعبئة والتحريض الطائفي الذي تمارسه جماعتي الإسلام السياسي (السنة_والشيعة) في اليمن تمثل خطرًا محدقًا لأنها تقود البلاد إلى منزلق التشظي والانقسام و الحروب الأهلية، مهددًا أي جماعة أو تيار أو جهة تستهدف حزبه أو أي من الكوادر الليبرالية بالتصدي لهم بكل الطرق والأساليب القانونية وغير القانونية, على حد تعبيره, و واصفًا الأحزاب و القوى السياسية اليمنية بالضعيفة و الهشة والمتكررة في البرامج و الأهداف و التوجهات، و مؤكدًا في نفس الوقت أن معظمها تدار من قبل أفراد و جماعات الكثير منهم, حد وصفه, لا يفقهون من العمل السياسي و الحزبي شيء و كل ما يهمهم الحصول على مناصب للاسترزاق . كما نفى الصمدي مشاركة حزبه في مؤتمر الحوار الوطني اليمني المزمع عقده في 18 آذار/ مارس المقبل وقال " لن نشارك في مؤتمر الحوار لأن الواقع السياسي اليوم يؤكد أن مؤتمر الحوار فاشل مسبقًا بدليل أن هناك عدد من القوى السياسية خاصة الجنوبية ترفض المشاركة فيه". و عن  تقبل الشارع اليمني الإعلان عن تأسيس حزب ليبرالي قال الصمدي " في الحقيقة إننا وقبل إشهار الحزب كنا واضعين في حساباتنا أن تقابل الفكرة بانتقادات, لكننا فوجئنا أن الغالبية رحب بها بل وباركها وتفاعل معها – ومنذ الوهلة الأولى للإشهار انهالت علينا الرسائل والاتصالات التي تهنئ وتبارك من مختلف المحافظات والمدن اليمنية من المغتربين اليمنيين في عدد من دول العالم, وما فاجئنا أكثر أن عدة من تلك الرسائل جاءت من شخصيات اجتماعية وقبلية لم نكن نتصور أن مثلها يؤيد ويعي ماهية الفكر الليبرالي, هذا طبعا إلى جانب التفاعل الكبير الذي أبدته وسائل الإعلام المحلية والعربية والدولية والتي تعاطت مع خبر الإشهار بشكل غير مسبوق – وبصراحة هذا التفاعل والاهتمام الكبير أوصلنا إلى حقيقة هامة ربما الكثير يجهلونها وهي أن التيار الليبرالي داخل الشعب اليمني واسع وعارم وقوي وواعد بمستقبل كبير يظم قوى هائلة, وان الإنسان اليمني بفطرته وطبيعته بغض النظر عن التركيبة الاجتماعية والفكر الديني يعد ليبراليا لأنه يتعامل بواقعية كبيرة مع ظروفه اليومية, كما انه يمتلك فكرا متحررا, ربما ما أصابنا بالشلل هي أفكار دينية وثقافية وافدة من خارج المجتمع اليمني كـ"الوهابية – والشيعية" – لكن في حقيقة الأمر الإنسان اليمني ليبرالي بالفطرة". و بشأن اقتران مصطلحات "الليبرالي" و"العلماني" في الخطاب الديني بالكفر, و عن  تجاوزتم هذه العقبة  قال الصمدي في حديثه إلى "مصر اليوم" " هذه التفسيرات أو بالأصح الاتهامات تطلقها الجماعات الدينية خصوصا المتشددة, وباعتقادي أنها في الاصل ناتجة عن جهل هذه الجماعات بحقيقة هذا الفكر الانساني العظيم ومزاياه - الليبرالية فكر بشري مستخلص في الأصل من الأديان السماوية ومن التراث الفكري والثقافي الذي خلفة الرسل ومن جاء بعدهم من المفكرين والفلاسفة العظام - وضع كـلبنة أولى في سبيل تحقيق مبادئ العدل والمساواة والحرية والتعايش السلمي بين الناس دون النظر او التمييز بين الوانهم أو اشكالهم أو انتماءاتهم أو افكارهم - والليبرالية من منظورنا الاسلامي عبارة عن حركة وعي اجتماعية جاءت الى جانب التعاليم الاسلامية لتكمل مكارم الأخلاق وتحث الانسان على التفكر والإبداع والخلق والعمل كما تحث الناس على التراحم والتعاون والمساواة فيما بينهم, وباعتقادي ان هذه هي المظاهر التي يؤكد مطلقو فتاوى التكفير على ضرورة اقترانها بالمؤمنين، كما ان الليبرالية ليست فكرا مقدسا ولا جامدا ولا ثابتا إنما مر بمراحل مختلفة واغتنى بمفاهيم جديدة مختلفة، وبالتالي فإن عملية تطويعها وتكييفها وفق ما يتماشى مع قيم وتقاليد وأعراف مجتمعنا وديننا ومفاهيمنا أمر وارد لا شك فيه – ونحن لسنا ملزمين بتطبيق الليبرالية بكل مفاهيمها ومبادئها الغربية الحدية, هناك جملة من المبادئ والأسس والمنطلقات الرئيسة توحد كل المنتمين لهذا الفكر – لكن تبقى لكل مجتمع خصوصيته وهذه أحد أهم مميزات هذا الفكر أنه قابل للتبلور والتكيف وفق خصوصية كل مجتمع, ونحن حريصون على أن يكون لنا ليبراليتنا الخاصة – ربما ما يغيض هؤلاء في الليبرالية هو أنها ترفض فكرة سيطرة رجال الدين على المشهد السياسي, ولا أخفيك لدينا نخبة من الناشطين السياسيين والأدباء والمثقفين أخذوا على عاتقهم مهمة التأصيل للفكر الليبرالي من منضور يمني عربي, أي من وحي تراثنا الثقافي اليمني والعربي – بمعنى أننا نريد أن نثبت أن الليبرالية راسخة في التاريخ والتراث العربي, وان الليبراليون العرب رفعوا راية الحرية أمام التدخل الخارجي والاستبداد الداخلي ودعوا إلى الحرية ودولة القانون والعدالة في مناقشاتهم السياسية منذ أمد بعيد .. وباختصار طالما أننا مؤمنون بهدفنا ونبل رسالتنا, سنواصل مشوارنا ونحن واثقون أن الله معنا ولن يصيبنا أي مكروه سوى ما هو مقدر ومكتوب لنا". هذا و أجاب عن سؤال عن إذا كانت الأحزاب الدينية  هي الأكثر حضورًا وربما الأوفر حظًا في الوصول إلى السلطة والاستحواذ على الشارع أم لا " لا اعتقد ذلك ،صحيح أن هذه الأحزاب أو الجماعات حققت حضورا ملحوظا في الساحة خلال الفترة الماضية وتمكنت من تصدر المشهد السياسي والاستحواذ على الكثير من المراكز القيادية في الدولة – لكن ذلك لا يعني أنها الأكثر شعبية في الشارع أو صاحبة الأغلبية وان بإمكانها الوصول إلى السلطة .. حضورها هذا جاء نتيجة لاستغلالها الظروف الاستثنائية التي مرت ولا تزال تمر بها البلاد, والتي من خلالها جاءت التسوية السياسية وتم تقاسم السلطة, ونتيجة أيضا لما تحظى به هذه الأحزاب والجماعات من دعم مادي وسياسي كبير من قبل قوى وأطراف إقليمية ودولية مختلفة, وقيامها بتخصيص جزء كبير من ذلك الدعم للتسويق والترويج الإعلامي لنفسها ومحاولة الظهور أمام الآخرين بأنها الوحيدة التي تستحوذ على الشارع .. لكن في حقيقة الأمر وهذا ما ستؤكده وتثبته الفترة والانتخابات القادمة – حضور هذه الأحزاب والجماعات محدودا ومحصورا على المؤمنين بها عقائديا وهم قلة قليلة, وعلى العكس مما تعتقده وتتوهمه قيادات هذه الأحزاب بأنها استطاعت أن تكسب الشارع وتضاعف من شعبيتها خلال الفترة الماضية, فإنني استطيع الجزم بان ما قامت به من أعمال وممارسات خلال فترة الثورة وتحديدا داخل ساحات الاعتصام والتي اتسمت جميعها بالإقصاء والتهميش والقمع والمغالطة والاستحواذ, إلى جانب ما تقوم به اليوم من انتهاكات وقمع وتصفيات للناشطين السياسيين, إضافة إلى التمييز بين الجرحى – جميعا أفقدتها أعداد كبيرة من جماهيرها وخلقت حالة من السخط العام ضدها لدى الكثير من أنصارها ولدى الشارع اليمني عمومًا .. كما أن الفشل الذريع الذي منيت به الجماعات الإسلامية التي صعدت إلى الحكم في كلا من مصر وتونس وما تمارسه من قمع وانتهاكات وتصفيات بحق معارضيها – كشفت هي الأخرى حقيقة النوايا السيئة التي تضمرها الأحزاب الدينية للشعوب العربية عموما, وبالتالي فان الرهان على أن هذه الجماعات صاحبت الحض الأوفر في الوصول إلى الحكم خاطئ وغير واقعي". و عن سؤال بخصوص  طريقة تعاملهم مع الجماعات الدينية التي تعتبر الليبرالية كفرًا أجاب الصمدي " أولا كما قلت لك الليبرالية ليست كفر ولا علاقة لها بالإلحاد, ومن يعتبرها كذلك ليس سوى جاهل وأمي ومتطرف وأحمق فاقد لملكة التفكير الخلاق لا يفقه مما يدور حوله ومن الحياة بشكل عام شيء, وكل أفكاره وقناعاته مبنية على أقاويل ودعاوى ماضوية عتيقة, ولذلك نقول لهؤلاء: اقرءوا أولاً واطلعوا وابحثوا ودققوا عن ماهية هذا الفكر, وعندما تكتمل لديكم الصورة تعالوا ناقشوا وأطلقوا أحكامكم وفتاويكم – أما كيف سنتعامل معهم فنحن يمنيون مؤمنون بالله موحدون نعمل في ظل واقع ديمقراطي يحترم التعدد والتنوع والاختلاف, وهذا معناه أن العمل السياسي أو الحزبي ليس حكرا على احد, ونحن لسنا ملزمون بأخذ الإذن أو التصريح بمزاولة نشاطنا من احد, ومثلما نحن نحترم الآخرين بمختلف انتماءاتهم وقناعاتهم وتوجهاتهم وأفكارهم وإيديولوجياتهم يجب عليهم أيضا أن يحترمونا, كما أن العمل السياسي تنافسي والشعب هو من يقرر من هو الأصلح ومن هو الأجدر بإدارة شئونه, كما أننا نزاول نشاطنا بطريقة سلمية ولسنا ممن يحملون السلاح ولا نجيد أساليب التصفيات ولا علاقة لنا بالعنف, شعارنا السلام وليس لدينا مشكلة مع احد, الكل حبايبنا وإخواننا, وسنواصل مشوارنا على ذات النهج, لكننا وفي حال اكتشفنا أن أحد وقف في طريقنا أو سعى إلى عرقلة نشاطاتنا, أو استهداف احدنا – لن نسكت وسنتصدى له بكل الطرق والأساليب القانونية وغير القانونية الممكنة – وأحب أشير هنا إلى انه سبق وتلقينا تهديدات بالخطف والتصفية الجسدية أكثر من مرة, عبر اتصالات ورسائل مختلفة, وأخرى عبر أشخاص نقلوا لنا تلك التهديدات بشكل غير مباشر عن طريق النصح, وجميعها تطالبنا بالتخلي عن فكرة تأسيس الحزب, لكننا وبصراحة لم نلقِ لأياً منها بالاً, ولم نوظفها سياسياً وإعلاميًا كما يفعل البعض – نحن واثقون بأنفسنا ومؤمنين بأهمية وعظمة رسالتنا, ولن نخاف أحد". أما عن التكتلات الحزبية التي تشهدها الساحة اليمنية، و هل أن حزبه سينظم أي تكتل و مع أحزاب أخرى أجاب الصمدي " نحن ندرك أهمية التحالفات السياسية, ونعي أيضا أهمية وجدوى الأهداف والمكاسب السياسية الكبيرة التي يمكن تحقيقها من خلالها, وهذا الأمر يعد واحداً من الأجندة التي سنعمل عليها في المرحلة القادمة .. والحقيقة أننا حتى الآن لم نعقد أية اتفاقات مع أي حزب أو جماعة أو تيار, لأننا نرى أن هذا الأمر سابق لأوانه, ولان لدينا مهام وأولويات نحن عاكفون على استكمالها وانجازها في الوقت الحالي.. لكن ذلك لا يعني أننا نغفل هذا الجانب بل أننا على تواصل مع العديد من الأحزاب والتكتلات السياسية, ونحن عازمون على التحالف مع عدد منها خصوصا الفاعلة والمؤثرة على الساحة, وبالتحديد القريبة منها من الأفكار والمبادئ والتوجهات الليبرالية والمدنية .. ولدينا رؤى وأفكار جديدة نحن نثق أن بإمكاننا من خلالها أن نؤسس لتكتل سياسي قوي وفاعل ومؤثر لا يمكن لأحد تجاوزه". هذا و أوضح أن الحراك الحزبي بعد الثورة اعتقد أن المسألة تحتمل الجانبين بمعنى أن لها جانب ايجابي وآخر سلبي .. ايجابياتها تكمن في انها تساعد على خلق جو من التفاعل والحراك والحماس والمنافسة السياسية الجادة, وتحرك المياه الراكدة في الشارع السياسي, وتتيح أيضا للأفراد خيارات متعددة يستطيع من خلالها كل واحدا منهم اختيار ما يتناسب ويتوافق مع قناعاته وتوجهاته ويلبي تطلعاته ومصالحة, هذا طبعا إذا ما افترضنا إننا نعيش في مجتمع ديمقراطي وكلاٌ من هذه الأحزاب له إيديولوجيته وفكرة الخاص – أما سلبياتها فتنحصر في أن هذه الكثرة قد تتحول مع الأيام إلى إشكالية يصعب التمييز بين مكوناتها أو التعاطي معها, خصوصا عندما يكون غالبيتها مجرد مسميات هشة لا أهداف لها ولا برامج ولا أفكار – وهذا للأسف ما هو حاصل لدينا .. فغالبية الأحزاب في بلادنا سواء الجديدة منها أو القديمة عبارة عن كيانات ضعيفة تكرر بعضها البعض في التوجهات والأهداف والبرامج والسياسات, تدار من قبل أفراد وجماعات الكثير منهم لا يفقهون من العمل السياسي والحزبي شيء, وكل همهم منصب على الاسترزاق وكيفية تحقيق مكاسب ومصالح فردية رخيصة, وخير مثال على ذلك ما شهدناه مؤخراً عندما سارع عدد من الأحزاب الجديدة بتشكيل أنفسهم "وكلفتوا" أمورهم بشكل عشوائي وذلك بغية حصولهم على التراخيص والاعترافات من لجنة الأحزاب, وكل ذلك بهدف حصولهم على حصص من مقاعد لجنة الحوار – متناسين أن تأسيس حزب يعني تأسيس نظام سياسي جديد ووطن جديد - لذلك نؤكد أن تعدد هكذا كيانات بلا شك له انعكاسات سلبية خطيرة تهدد أي تجربة ديمقراطية في بلد في العالم، وباختصار بلادنا بحاجة إلى قوى سياسية جديدة لان اغلب القوى الموجودة بما فيها المسيطرة على الساحة السياسية والمالكة لسلطة صنع القرار - شاخت وهرمت ولم تعد قادرة على تقديم مشاريع سياسية هادفة وحقيقية تتماشى مع روح ومتغيرات العصر, وتستطيع من خلالها إقناع الآخرين للاتفاق حولها, قياداتها هي نفسها التي عرفتها بلادنا وشعبنا قبل ثلاثين سنة لم تتغير ولم تتبدل, وهذه القيادات هي الأخرى شاخت وفقدت ملكة التفكير الخلاق, استهلكت كل ما لديها من طاقات ورؤى وأفكار, ولم تعد قادرة على تقديم أي جديد يذكر، لذلك مطلوب من القوى التحررية الشابة والجديدة داخل هذه الجماعات والأحزاب تحمل مسئولياتها الوطنية, وإدراك أن استمرار مكابرتها وتغنيها بتراث وماضي أحزابها وقياداتها الجامدة لن يمكنها من الدخول إلى رحاب العصر بل سيبقيها أسيرة التخلف والعيش ضمن أوضاع من التحجر والجمود, مطلوب منها تحييد جميع القيادات العتيقة والهرمة وتولي مسؤولية إدارة هذه الأحزاب وتجديد برامجها ورؤاها, وإذا لم تتمكن من ذلك فليس أمامها سوى اختيار أماكنها ضمن الأحزاب السياسية الجديدة التي ترى أنها جديرة بحمل المشروع الوطني في المستقبل". و بشأن  تواصله مع الحراك الجنوبي أو جماعة أنصار الله قال الصمدي" نحن على تواصل مع كافة القوى والمكونات السياسية والشعبية في عموم المحافظات, وليس لدينا مشكلة أو تحفظ على أحد، والحراك الجنوبي كان حاضراً معنا من الوهلة الأولى لتأسيس الحزب, وقد انتخب الأخ عمر احمد عمر عضواً في اللجنة التحضيرية للحزب وهو في الأساس احد الناشطين الشباب في الحراك الجنوبي, كما أن العشرات من الحراكيين بينهم شخصيات قيادية أعلنوا انضمامهم للحزب, ولدينا عدد من الناشطين يتولون عملية استقبال طلبات العضوية وتسجيل المنظمين في قوائم الحزب, وفي الحقيقة نحن في الحزب الليبرالي مع مطالب كل الأقليات وكل الفئات والشرائح الاجتماعية وكل المظلومين في هذه البلد, وقد طالبنا القيادة السياسية والحكومة أكثر من مرة بسرعة إجراء إصلاحات سياسية جدية من شأنها أن تعيد الثقة للمواطنين وتعزز مسار المصالحة الوطنية وتشيع مناخات الاستقرار والتفاهم بين مختلف مكونات المجتمع أهمها كان"إعادة المبعدين العسكريين الجنوبيين الى وحداتهم في الجيش والأمن وتعويضهم تعويضا عادلاً عن كل ما تجرعوه من معاناة طيلة السنوات الماضية, والمسارعة أيضا بمعالجة ملف الأراضي في الجنوب" باعتبار هذين المطلبين أهم الأسباب التي أدت إلى تشكيل الحراك الجنوبي – أما فيما يخص جماعة أنصار الله فهؤلاء في الحقيقة لا نعرفهم". و علق الصمدي على  موقفه  من الحوار الوطني قائلاً" لن نشارك في هذا الحوار, ولم نطلب المشاركة, وان طلبت منا المشاركة سنرفض, ورفضنا ليس لأننا لا نؤمن بالحوار بل على العكس الحوار من وجهة نظرنا رسالة الإنسان إلى أخيه الإنسان رسالة تلتقي عليها التعدد والاختلاف, وعامل حاسم للبناء والنهوض من جديد, كما أننا ندرك أن أي تيار أو حزب يرفض الحوار مع غيرة لن يستطيع أن يؤدي رسالته الوطنية بالشكل المطلوب – ولكن رفضنا نابع من أدراكنا المسبق أن الترتيبات والتحضيرات الخاصة بمؤتمر الحوار هذا غير سليمة, وكما قلت لك نحن طالبنا القيادة السياسية والحكومة قبل فترة وعبر بيان رسمي بضرورة إجراء إصلاحات جدية تكون بمثابة تهيئة حقيقية وجادة لحوار وطني حقيقي فاعل ومثمر, منها (ما يتعلق بالمبعدين العسكريين, ومعالجة ملف الأراضي في الجنوب, وهيكلة الجيش وعزل قيادات النظام السابق العسكرية المسيطرة على الجيش والتي قامت بتقسيمه والمتمثلة في (احمد علي – وعلي محسن), ووضع حد لعملية التقاسم والمحاصصة في التعيينات للمناصب القيادية العليا في الدولة) وهناك حزمة من الإصلاحات التي رأينا أن من الضروري إجراءها قبل الجلوس على طاولة الحوار, إلا انه وللأسف لم يتم من ذلك شيء باستثناء صدور بعض القرارات التي وللأسف لا تزال مجرد كلام ولم تنفذ على ارض الواقع بعد – وحتى الآن وبعد أن أصبح هناك موعد زمني محدد للبدء بعملية الحوار كل معطيات الواقع السياسي تؤكد اتجاه البلاد إلى مؤتمر حوار فاشل مسبقاً بدليل أن هناك عدد من القوى السياسية خصوصا الجنوبية ترفض المشاركة فيه – ومع ذلك يبقى الأمل قائم في أن تحكم جميع القوى السياسية العقل وتراعي المصلحة الوطنية وتبادر إلى تقديم قوائم مرشحيها إلى الحوار, كما أن الأمل بنجاح الحوار قائم طالما وان المجتمع الدولي يشرف على المسألة بشكل مباشر – وعموما نحن في الحزب الليبرالي اخترنا دور المراقب على الأوضاع التي تشهدها البلد, لأننا في الأساس لا نزال عبارة عن مكون سياسي في طور التكوين والتأسيس ويحتاج إلى الكثير من الجهد والوقت والإمكانات حتى يكتمل بناءة ويرى النور كقوة سياسية حقيقية ومؤثرة". هذا تحدث الصمدي عن ما سيقدمه الحزب الليبرالي لتفادي صراع مذهبي يوشك اليمن أن يقع فيه " فكرة الحزب الليبرالي أساسا قائمة على مفاهيم الحرية والعدالة والمواطنة المتساوية والتمثيل الفردي للإنسان, وفي الفكر الليبرالي لا مجال للمفاهيم والأيديولوجيات القائمة على مصالح طبقية أو طائفية أو عنصرية, كما أن خلاصة ما ندعو إليه في الحزب هو العمل لما من شأنه خدمة الإنسان الفرد بصفته إنسان وتحقيق مصالحة بعيدا عن أية تفسيرات أو قولبة– وباعتقادي أن ذلك هو الحل الأمثل الذي من خلاله يمكننا أن نجنب بلادنا مخاطر وتبعات أية صراعات طبقية أو طائفية, لا شك عمليات التعبئة والتحريض الطائفي الذي تمارسه جماعتي الإسلام السياسي "السنة – والشيعة" في ساحتنا اليوم تمثل خطر محدق لأنها تقود البلاد إلى منزلق التشظي والانقسامات والحروب الأهلية, وكما تعرف ويعرف الجميع أننا سبق وجربنا الكثير من الحلول التي قدمتها القوى السياسية طيلة العقود الماضية, ولكن جميعها فشلت واصطدمت بواقع صلب, والآن الأزمة التي نعيشها تبدو أكثر تعقيدا, لذلك فان الليبرالية في ظل واقعنا اليوم أصبحت حاجة ملحة لابد من الأخذ بها .. لأنها المشروع السياسي الوحيد الخالي من مفاهيم الفرز والتصنيف للناس, والذي يتعامل مع الإنسان باعتباره إنسان لا أكثر ولا اقل - هذا إذا ما كنا فعلا حريصون على المصلحة الوطنية وجادون أيضا في تحقيق العدالة والمساواة والعيش الكريم لكل اليمنيين, و وأؤكد لك أيضا أن الصراعات التي تشهدها المنطقة العربية اليوم وفي مقدمتها "مصر, وتونس, وسورية, والعراق, والبحرين, وغيرها" لن تهدأ ولن تعرف المنطقة العربية بشكل عام طريقها إلى الاستقرار والسلم والتعايش الإنساني – إلا إذا ما اتخذت شعوبها النهج والفكر الليبرالي سبيلا لإدارة شؤونها". وعن إنجازات الحزب الليبرالي اليمني حتى الآن قال الصمدي " أستطيع القول أننا تمكنا خلال الفترة القليلة الماضية من تحقيق نجاحات جيدة خصوصا إذا ما قيست بحجم التحديات والصعوبات التي تواجهنا, حيث استقطبنا عدد كبير من الأعضاء من مختلف محافظات الجمهورية اغلبهم من النخب السياسية والأكاديمية والفكرية والأدبية والإعلامية, كما تمكنا وبمبادرات وجهود شخصية من إيجاد مكتب رئيسي للحزب في العاصمة "صنعاء", وأصبح لدينا مجاميع من الشباب والناشطين السياسيين والأكاديميين في اغلب محافظات الجمهورية وفي مقدمتها المحافظات الجنوبية يتولون عملية التعريف بالحزب وأهدافه واستقبال طلبات الانضمام إليه بمعنى أنهم صاروا يشكلون نواة لفروع الحزب في تلك المحافظات, وحققنا حضور إعلامي على المستوى المحلي والدولي لا بأس به, وأسسنا "المنتدى الليبرالي الأسبوعي" الذي أصبح يقام كل يوم اثنين أسبوعيا, وشاركنا أيضا في العديد من الفعاليات المحلية وقدمنا خلالها رؤية الحزب بشأن الكثير من القضايا الراهنة, هذا على المستوى المحلي, وعلى المستوى العربي والخارجي – تمكنا من التواصل والتنسيق وربط علاقات جيدة مع مختلف الأحزاب والمنظمات الليبرالية العربية وعدد من المنظمات الدولية المعنية بالفكر الليبرالي, كما شاركنا في ثلاثة مؤتمرات ليبرالية دولية عقدت في كلا من (تونس, ولبنان, والأردن) مثلنا فيها اليمن, وأصبح الحزب عضوا في التحالف العربي للحرية والديمقراطية "شبكة الليبراليين العرب", وأيضا شاركنا في تأسيس وإشهار «التحالف الليبرالي للخليج والمحيط الهندي» الذي ظلم عدد من الأحزاب والمنظمات الليبرالية في كلا من(السعودية, والكويت, واليمن, وجزر القمر) وانتخبت أنا نائبا لرئيس التحالف, ولدينا العديد من الأجندة والبرامج وسيتم الإعلان عنها في حينه. و أشار الصمدي  إلى  الأنشطة التي ينفذها الحزب في الفترة الراهنة " أما ما يتعلق بأنشطتنا الحالية فنحن مركزون على استكمال عملية التأسيس للحزب, ولا نقصد بالتأسيس هنا استكمال الإجراءات القانونية والحصول على الترخيص والاعتراف الرسمي من لجنة الأحزاب فقط – وإنما نقصد استكمال التأسيس لبنية وأرضية الحزب بشكل عام, حيث إننا عاكفون على الحشد والتسويق والترويج والتعريف بمشروع الحزب على كافة المستويات, وبصراحة لسنا على عجلة من أمرنا بل إننا حريصون على العمل بهدوء وروية لان المسالة في نظرنا كما قلت لك ليست ترخيص فقط .. بل أنها في الدرجة الأولى متعلقة بكيفية إحداث تغيير حقيقي في الوعي وفي القناعات الفردية للناس – نحن حريصون على عدم تكرار التجارب الفاشلة للأحزاب الأخرى, فقبل أن يكون هناك حزب لابد من التغيير العميق في ذهنية المجتمع في اتجاه تحرري حضاري يواكب متغيرات العصر - أي إحداث تغيير فعلي في وعي المجتمع وإبدال مفاهيمه بشأن العلاقات الأساسية بين الإنسان وغيرة من الناس وبينة وبين الواقع الذي يعيشه, وبالتالي فإننا عاقدون العزم على التأسيس لثقافة جديدة في المجتمع تنطلق من مفاهيم وقيم العلم والفكر شاملة لكل الممارسات والعادات والمعتقدات العقيمة التي لم تعد تتماشى مع متغيرات الحاضر". و بخصوص اعتقاده  أن القوى السياسية اليمنية مؤمنة بالدولة المدنية أم أنها تزايد بهذا المصطلح "الدولة المدنية" فقط أجاب الصمدي " للأسف أن هذا المصطلح أصبح من أكثر المصطلحات استخداماً في وقتنا الحالي من قبل مختلف الشخصيات السياسية والحزبية والعسكرية القبلية والجماعات الدينية ورموز النظامين "السابق والحالي" وكل القوى التقليدية في بلادنا بشكل عام – حيث أن كل واحد منهم يؤكد ان مساعيه وتحركاته وأنشطته جميعها تصب في سبيل تحقيق الدولة المدنية .. حتى اختلط الأمر على العامة من الشعب فلم يعودوا يدركون كيفية التمييز بين أنصار المدنية وأعداءها – تجد الشيخ يستقل سيارته وخلفه سيارة أخرى بها عشرة مرافقين مدججين بالأسلحة يجوبون الشوارع العامة متجاوزين إشارات المرور يعتدون على هذا ويشتمون ذاك ويمارسون كل ماله صلة بالهمجية والفوضى والعبث, وتفاجأ بهذا الشيخ عندما يتحدث بشكل رسمي يقول وبدون أي حياء أو خجل " نحن نسعى إلى تحقيق الدولة المدنية الحديثة" – لذلك فإن المشكلة تكمن في أن غالبية هؤلاء يجهلون مفهوم المدنية بمعناة الصحيح .. لا يدركون أن المشيخة ومراكز النفوذ القبلي والمناطقي والاقتصادي والعسكري التي يمثلونها – تتقاطع مع المفهوم الحقيقي للمدنية, لا يعون أن التعصب الأهوج الديني والطائفي والتمييز العنصري والمناطقي والفئوي - ضد المدنية, لا يفقهون أن مخالفة القوانين والأنظمة والقفز على الواقع وعمليات الإقصاء والتهميش والمصادرة لحقوق وحريات الآخرين وسياسة البسط والنهب والاحتكار الاقتصادي والمغالطات التي يتباهون بممارستها - ضد المدنية – لا يعلمون أن الدولة المدنية تعني أن يحكمها المدنيين وليس المشايخ أو العسكر أو رجال الدين أو المتنفذين, وتسود فيها المساواة بين الناس والعدالة في الحقوق والواجبات بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون أو القبيلة وأن الجميع فيها سواسية أمام القانون – لا يعرفون أن الدولة المدنية تحترم الحريات الفردية بشتى أشكالها وأنواعها بما فيها حرية ممارسه الشعائر الدينية وحرية الاعتقاد, وأنها ترفض تحويل السياسة إلى صراع بشأن العقائد الدينية أو الشرائع السماوية -  لذلك فان المشكلة تكمن في أن كل واحد منهم يفسر مفهوم المدنية على هواه وكما يقولون "كلاً يغني على ليلاه" .. وبالتالي فإن الأدوات غير المدنية لا يمكن أن تنتج دولة مدنية" . و في الختام نفى الصمدي وجود معوقات يمكن أن تواجههم " ليست هناك أية معوقات نحن نمارس نشاطنا بشكل علني وواضح, والعائق الوحيد الذي يواجهنا هو عدم توفر الدعم المادي للحزب, فنحن نعمل بإمكاناتنا الذاتية, وكل من يعملون معنا يبذلون جهودهم بشكل طوعي, ومشروع الحزب جاء أصلا بمبادرات فردية وليس بإيعاز من جهة أو طرف كان وبصراحة وبعكس ما هو متعارف عليه في ساحتنا السياسية اليوم نحن لسنا نتبع(إيران, ولا السعودية, ولا قطر, ولا تركيا, ولا النظام السابق, ولا أي شيخ, أو تاجر, أو أي شخصية أو جهة نافذة) وكل هؤلاء وغيرهم من الجهات ومراكز القوى التي تقف وتمول المشاريع السياسية في ساحتنا المحلية اليوم جميعهم في نظرنا حاملين لمشاريع تآمريه مقيتة ورخيصة لا علاقة لها بالهم الوطني ولا بالمطالب والاحتياجات الشعبية, ولا يسعون سوى إلى تكريس ثقافة التخلف والحقد والكراهية ونشر كافة المفاهيم التي تجر البلاد إلى المجهول – ولأننا لم ننجر ولم نوالي أياً منهم فإننا لانزال نعمل في ظل إمكانات يمكن أن نقول عنها صفر - هذه الجهات لا يمكن أن تمنحك أي تمويل إلا إذا ما حولت نفسك إلى أداه تديرها وتسيرها في سبيل تحقيق مآربها وأهدافها الشخصية - وبصراحة نحن نرفض التبعية وحريصون على عدم الوقوع في براثن التمويلات المشروطة, وقد أكدنا أكثر من مرة أننا بحاجة إلى دعم وتمويل ولكن دون شروط, وذلك لأننا نريد أن نؤسس لمشروع سياسي وطني نقي مشروع للمستقبل للأجيال القادمة مشروع لأجل الإنسان اليمني  ومن اجل أن يعيش بكرامة ويمارس حريته وحياته بشكل عفوي غير مأسور بإعاقات فكرية أو ثقافية أو مجتمعية – ذلك هو التحدي والعائق الأبرز والوحيد الذي يواجهنا في الوقت الراهن, ونحن مدركون ان صعوبات جمة تنتظرنا في قادم الأيام, لكننا ورغم كل ذلك متفائلون كثيرا وسنمضي قدما بمشروع الحزب الليبرالي اليمني مهما كانت التحديات والظروف, وأملنا كبير في ان يلتف حولنا ويعمل معنا كل الخيرون من أبناء هذا الوطن.