أكد عبدالحكيم عبدالناصر نجل الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، في حديث خاص لـ"مصر اليوم"، أنه يسعي حاليًا إلى تجميع شمل جميع الأحزاب الناصرية في حزب ناصري واحد قوي، يستطيع تنفيذ كل الأهداف التي كان ينادي بها والده ويؤمن بها، مضيفًا "هل الشعب بعد رحيل عبد الناصر لم يجد زعيم حتى الآن رغم مرور كل هذه السنوات؟ ألا يوجد شخص حتى الآن تتجسد فيه هذه الحالة الفريدة من نوعها، التي تتركز أهدافها في البحث عن عدالة اجتماعية وكرامة وطنية؟".وقال نجل الزعيم الراحل: لا يوجد أي شخص جسّد هذه الحالة، بل على العكس تم الانقلاب عليها، بل أصبح المجتمع يفرق بين الناس ويهمش الطبقات ويعمل على عدم التكافئ الاجتماعي وزيادة الفقر، ومن جاؤوا بعد عبدالناصر كسروا ما كان ينادي به الزعيم، والسؤال الذي يطرح نفسه: هل جمال عبدالناصر هو الوحيد الذي قنن وحجم جماعة "الإخوان" المسلمين لذلك حاولوا تشوية صورته؟"، مضيفًا ""الإخوان المسلمون دائمًا يتهمون جمال عبدالناصر بأنه هو السبب وراء إعدام الكثير منهم، وعلى رأسهم سيد قطب، وكان غيرهم أشطر في تشوية صورة والدي عبدالناصر، فالجماعة بدأت عملها من عصر النقراشي حتى عهد مبارك، وفي أحد الأحاديث للدكتور عبدالمنعم أبو الفتوح، قال فيه: إن أكثر العصور تعذيب للإخوان المسلمين كانت في عهد مبارك، هما مشكلتهم الأساسية مع جمال عبدالناصر، هو العهد الوحيد الذي لم يستطيعوا أن ينفذوا فيه كعادتهم إلى المجتمع، بمعنى أن الإخوان المسلمين ينفذون إلى المجتمع من خلال ثلاث أشياء، هي الفقر والجهل والمرض، فجماعة (الإخوان) كل ما تفعله الآن هي أن تنفذ من خلال الفقراء وجهلهم ومرضهم بأن تذهب وتعطي للفقراء بعض السكر والزيت لكي ينتخبوهم، لكن أيام عبدالناصر كان هناك مشاريع سواء للتعليم أو الصحة أو أن يكون الفلاح مالك لأرضه يزرعها وينتج من خلالها، وبالتالي لم يستطع الإخوان المسلمون أن ينفذوا في عهد عبدالناصر". وتابع نجل ناصر، "عالم مثل أحمد زويل هو خريج أحد المدارس التي أسستها "ثورة 23 يوليو" في قرى البحيرة، فالفارق كبير بين الثورتين، الإخوان المسلمون كانوا يعلمون حجمهم جدًا في عهد عبدالناصر، ولم يستطيعوا أن يجدوا نقطة ضعف يدخلون من خلالها مثل هذه الأيام، فكيف يقولون للشعب وقتها؟ كيف ينفذ للشعب؟ يقولون حكمكم كافر، وفي عهد جمال عبدالناصر أنشأت إذاعة القران الكريم، وقام بعمل اسطوانات للقرآن المسموع، جمال عبدالناصر أنشا منظمة المؤتمر الإسلامي وحدّث الأزهر الشريف، ويكفي أن في حكمه لم تشهد حادثة فتنة طائفية واحدة"، مضيفًا "إذا كانوا يقولون إنه تم اضطهادهم في فترة عبدالناصر، فكان رد فعل عندما حاولوا اغتياله في العام 1954، طبيعي إذا أي جماعة حاولت اغتيال أي رئيس دولة أن تُحاكم، وفي العام 65 الذي يتغنوا فيها والتي أعدم فيها السيد قضب، فهذا كان نظام تدمير لأنه عمل شبكة من الاغتيالات، وشبكة من التفجيرات، وقلب نظام الحكم، فكان رد فعل من الرئيس وقتها - وليس تربص كما يدعون- وفي عام 65 لم يشغل أحد باله بجماعة "الإخوان" المسلمين، لأن الشعب والحكومة كان لديه هدفها، وكانت البلاد قد انتهت من الخطة الخمسية الأولى، وتم تحويل مجرى نهر النيل، وتم تحقيق أعلى نسبة من التنمية". وعن حكم الإخوان الآن وكيف يرى مصر في هذا التوقيت؟"، قال عبدالحكيم "أنا للمرة الأولى أرى مصر وهي معرض لأكبر انقسام لم يحدث في تاريخنا على الإطلاق، وهذا الانقسام سيؤدي إلى مستقبل غير مبشر بالخير، إذا لم تعالج هذه الأمور، فلو استمر المشروع الناصري كيف كان وضع مصر الآن؟ ولماذا لم يتكاتف أبناء عبدالناصر لاستمرار مشروعه؟ لقد تم تدمير مشروع عبدالناصر من بعد حرب 73، وعندما اتبعنا المسار الأميركي، ولو لم يحدث هذا، كان زمان مصر من أوئل الدول المتقدمة، فدول شرق أسيا كانت يأتون إلى مصر في الستينات، يتعلمون من التجربة المصرية، وبشهادة مسؤولة المفوضية الأوروبية مارجريت أنستون، قالت: لو كان المصريون استمروا في برنامج عبدالناصر، لأصبحت مصر من الدول المتقدمة". ردًا على سؤال بشأن كونهم أبناءً لجمال عبدالناصر، ماذا يفعلون؟ وهل سيتولون هذا المشوار من جديد الذي بدأه؟، أوضح نجل الزعيم الراحل "توجد مبادرة سيعلن عنها يوم ميلاد عبدالناصر، بتجميع جميع الأحزاب التي تنتمي إلى فكر ناصر في حزب واحد قوي للمستقبل، ولكنني غير متفائل بوجود الوضع الحالي في مصر وحكم (الإخوان) المسلمين على الإطلاق، لأنه لو انتهت (ثورة 25 يناير) بالوضع الذي نعيشه الآن، تكون الثورة قد فشلت، وحكم مبارك كان أفضل اليوم، فالذي يحكم مصر هو اليمين المتطرف ولا يوجد عدالة اجتماعية ونعيش في أحضان أميركا، ومرسي يرسل رسائل لليهود يقول فيها صديقي العزيز".