السفير السوداني عبد المحمود عبد الحليم

وصف السفير السوداني لدى القاهرة عبد المحمود عبد الحليم زيارة الرئيس عمر البشير إلى مصر، للمرة الأولى في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي، بالهامة والتاريخية، لتعزيز العلاقات بين البلدين.

وأوضح عبد المحمود، في حديث إلى "صوت الإمارات"، أنَّ "الزيارة سوف تبحث جميع القضايا المشتركة بين البلدين، لاسيما قضية الأمن المائي، وسد النهضة الأثيوبي، وتعزيز العلاقات الاقتصادية بين البلدين".

وفي شأن قضية حلايب وشلاتين، وتصريحات البشير عن أنها سودانية، أبرز السفير عبد المحمود "نرى أنَّ قضية حلايب لا تحل إلا بالحوار، ولدى قيادتي البلدين حكمة كبيرة في التعامل مع هذه القضية، عبر الحوار والتراضي بين البلدين، وهذا هو موقفنا، فمشكلة حلايب لا تعالج عبر الإعلام بأي حال من الأحوال، وإنما تعالج بحكمة قيادة البلدين".

وأشار إلى أنّ "الرئيس السوداني عمر البشير أكّد أنّها لن تؤثر على العلاقات بين البلدين، وأنّ السودان لا يمكنه الدخول مع مصر في حالة حرب، حلايب ليست هي عنوان العلاقات المصرية السودانية، فهناك دول كثيرة بينها مشاكل حدود لكن العلاقات بينها ممتازة ومستمرة".

وعن تطورات سد النهضة، بيّن السفير السوداني أنّ "موقف بلاده صريح وواضح جدًا"، مشيرًا إلى لقاء وزير الخارجية المصري سامح شكري ونظيره السوداني علي كرتي، منذ أيام، حيث حددا موعد زيارة الرئيس، وناقشا التطورات الإيجابية بشأن ملف سد النهضة، وأعربا عن الرضا في شأن تلك التطورات.

وأضاف "جاء ذلك بعد الاجتماع المهم والحاسم الذي عقد في الخرطوم، وكانت نتائجه إيجابية، وتم الاتفاق فيه على إنشاء لجنة وطنية فنية من الدول الثلاث، لبحث أبعاد إنشاء السد، وتداعياته، واختيار مكتب استشاري دولي للمساعدة في هذه الاستشارات"، موضحًا أنّ "هناك اجتماعًا سيعقد عقب زيارة البشير لمصر، لتحديد اسم الشركة الاستشارية التي ستقوم بالدراسات بشأن سد النهضة لمساعدة البلدان الثلاثة".

وفي شأن موقف السودان من مصر بعد سقوط حكم "الإخوان" وتولي السيسي الرئاسة، أكّد السفير أنه "ليس هناك موقف حساس بالنسبة للسودان تجاه جماعة الإخوان المسلمين".

ولفت إلى "نحن نتعامل مع الدولة المصرية، واعتبرنا أنَّ ما حدث في مصر شأن داخلي، لذلك نحن لا نتدخل في خيارات الشعب المصري، ويسعدنا أن تحدث التنمية والتقدم والاستقرار في مصر، فاستقرار مصر من استقرار السودان، وكل استقرار السودان من استقرار مصر، والبلدان يرتبطان بعمق أمني واستراتيجي، ويوجد مصير مشترك لشعبي البلدين، لذلك خياراتنا كانت واضحة، وأعلنا منذ اللحظة الأولى أنَّ ما يجري هو شأن داخلي، لا يمكننا التدخل فيه بأي حال من الأحوال، ونحن تعاملنا مع مصر تعامل دولة مع دولة، لذلك نحن ندعم ما يجري في مصر، التي تعلم شواغل السودان، ولا تتدخل في الشؤون الداخلية للسودان". 

وأردف السفير السوداني لدى القاهرة "يوجد تنسيق مشترك للحفاظ على الأمن المشترك وتأمين النقاط الحدودية بين البلدين، ما يضرّ مصر يضرّ السودان والعكس صحيح أيضًا".