"هيئة الهلال الأحمر" الإماراتي

أكّد أمين عام "هيئة الهلال الأحمر" الإماراتي، الدكتور محمد عتيق الفلاحي أن "الهيئة" تعمل في جميع الساحات، وتجد قبولاً من كل الجهات، لأنها تمثل دولة الإمارات التي تتميَّز بعلاقات طيِّبة ومثالية مع مختلف الدول والشعوب ومواقفها معلومة لدى الجميع، فهي تتحرّك في كل الاتجاهات بدوافع إنسانية بَحْتة، وليس لأيَّة أغراض أخرى، وهذا ما جعلها تحظى بهذا القبول والاحترام، الذي وفَّر عليها الكثير من العناء في التواجد في المناطق والساحات الملتهبة.

وأشار إلى أن العمل في مثل هذه المناطق، خاصة أثناء الكوارث والنزاعات، محفوف بالكثير من المخاطر بالنسبة لعمال الإغاثة والخدمات الطبّية، مضيفا : واجهت فِرَقنا ووفودنا بعض الصعوبات التي تمَّ تجاوزها - بحمد الله و توفيقه.

وأشار إلى أن "الهيئة" أصبحت في فترة بسيطة من الجمعيات الوطنية المانحة في الحركة الدولية، كما أصبحت عضواً في مجلس إدارة "الاتحاد الدولي لجمعيات الهلال الأحمر والصليب الأحمر" لدورتين متتاليتين، إلى جانب عضويتها في عدد من اللجان المتخصّصة لـ "الاتحاد".

ونوَّه الفلاحي إلى الدور الحيوي لـ "الهيئة الوطنية لإدارة الطوارئ والأزمات والكوارث"، وقال إنها معنيَّة بإدارة الأزمات عند حدوثها والاستعداد الجيِّد والكفاءة والجاهزية.

وأوضح أمين عام "هيئة الهلال الأحمر" الإماراتي، أن التركيز في وقت الكوارث والأزمات، يكون على الإغاثة العاجلة التي تتضمَّن المجالات الغذائية والصحية والإيوائية،  مشيراً إلى أن "الهيئة" تعمل حالياً في عدد من الساحات التي أصيبت بنكبات وكوارث إنسانية في الآونة الأخيرة، فقد حركت فرقها الإغاثية ومساعداتها إلى نيبال، لتقديم الدعم والمساعدة في المجالات الغذائية والإيوائية والصحّية، إلى المتضرّرين من الزلزالين اللذين ضرباها، والتخفيف من وطأة الكارثة عن كاهلهم، كما تعمل على دعم الأوضاع الإنسانية في اليمن الشقيق، إضافة إلى التواجد المستمر وسط اللاجئين السوريين في دول الجوار السورية، ومساعدة النازحين العراقيين في كردستان العراق، كما تواصل تقديم المساعدات إلى الأشقاء في فلسطين تحسيناً لظروف حياتهم.

وقال إن الميزانية السنوية لـ "الهلال الأحمر" مرنة ومتحرّكة، وليست ثابتة، وهي تعتمد على حجم الكوارث والقضايا الإنسانية في السنة المعيَّنة، وبالتالي، ليس هناك سقف محدَّد لمساعداته وبرامجه، وذلك نسبة لأنها تنفّذ من تبرّعات المُحسنين والمانحين، وهم الذي يحدّدون أين تذهب تبرّعاتهم وكيف تُصرف، لافتاً النظر إلى أن تمويل برامج "الهلال الأحمر" ومشاريعه يأتي من تبرّعات المانحين والمُحسنين والخيِّرين، وأن"الهيئة" تحرص على تنفيذ رغبة المتبرّع، وتصرفها على البرنامج أو المشروع الذي يحدّده المتبرّع بنفسه، لأنها وسيط بين المُحسن والمحتاج.

وأشار محمد عتيق الفلاحي، إلى أن عمل "الهلال الأحمر" يقوم على مبادئ إنسانية متَّفق عليها عالمياً، منها الإنسانية، وعدم التحيّز والحياد والاستقلال والخدمة التطوعية والوحدة والعالمية، وهذه كلها مبادئ تؤكّد أن المساعدة تقدَّم إلى مَن يستحقّها، دون أيَّة اعتبارات، والحاجة هي المعيار الوحيد للمساعدة.

وحول الآلية التي يتمّ من خلالها اتخاذ القرارات في شأن تقديم المساعدات الإغاثية إلى مستحقيها، أوضح أن لدى "الهيئة" عدد من الآليات، تعتمد طبيعة كل واحدة منها على نوع الكارثة أو الأزمة.

 وقال: لدينا لجنة عليا للمساعدات الدولية، تجتمع بصورة دورية، وتنظر في الطلبات المقدَّمة إليها، سواء من الأفراد أو الهيئات والجمعيات الخيرية في العديد من الدول، وتصدر قراراتها وتحدّد حجم المساعدة المقدَّمة ونوعيتها.

وأوضح أن "الهلال الأحمر" يعتمد بشكل أساسي في تنفيذ برامجه الميدانية على المتطوّعين، وأن لديه كادراً تطوّعيّاً  قوامه 3443 متطوّعاً مؤهَّلاً في كل التخصّصات للعمل في حالات الطوارئ والأزمات ، ونعمل على استقطاب المزيد وتدريبهم وتأهيلهم من خلال دورات متخصِّصة في هذا الصدد، إلى جانب العاملين والموظفين الدائمين من مختلف الخبرات، لكن بالطبع إن نسبة المتطوّعين هي الأكبر.