المحكمة الاتحادية العليا

استمعت دائرة أمن الدولة في المحكمة الاتحادية العليا، الاثنين، إلى شاهدي الإثبات في القضية المتهم فيها (م.ع.هـ) بالسعي للانضمام إلى تنظيم "داعش"، والتخطيط للقيام بأعمال متطرفة ضد مؤسسات ومرافق عامة، ومحاولة تهديد حياة إحدى الشخصيات المهمة، وقال الشاهد الأول، من جهاز أمن الدولة، إن التحريات والتحقيقات مع المتهم أكدت أنه وزوجته بايعا زعيم تنظيم "داعش"، أبوبكر البغدادي، عبر الإنترنت ثم نصب نفسه أميرًا للتنظيم في الدولة.

وذكر الشاهد الثاني بتورط المتهم في محاولات للتدريب على صناعة المتفجرات عبر مواقع إلكترونية تابعة لجهات متطرفة.

وقررت تأجيل نظر القضية إلى جلسة 22 شباط/فبراير المقبل، لسماع المرافعتين النهائيتين للنيابة والدفاع.

ومثل المتهم أمام المحكمة برئاسة القاضي محمد جراح الطنيجي، الاثنين، بحضور محاميه محمد العزعزي، واستمعت المحكمة الى أقوال شاهدي الإثبات في القضية.

وذكر الشاهد الأول، يعمل في جهاز أمن الدولة، إن التحريات رصدت نشر المتهم معلومات ومقاطع فيديو وصورًا على شبكة الإنترنت تروج لتنظيمات متطرفة، خصوصًا تنظيم القاعدة، وتشتمل على تهديد لقيادات الدولة، وبعد ضبطه أفاد بأنه تأثر بالفكر الجهادي منذ عام 2003، نتيجة استماعه إلى خطب أبومصعب الزرقاوي وأبوبكر البغدادي، وتواصل مع عدد من الذين يترددون على المنتديات الخاصة بالتنظيمات المتطرفة، بينهم شخص يدعى عمر وثانٍ يدعى الكردي، وثالث يدعى الشيشي، ثم التقى المدعو عمر خلال أداء عمرة في المملكة العربية السعودية، والذي دله على وسيلة للانضمام إلى "داعش" غير أن المتهم تردد في الذهاب إلى مواقع التنظيم في سورية والعراق.

وأضاف أن المتهم حاول التأثير في المقربين منه، خصوصًا زوجته التي نجح في استقطابها من خلال اطلاعها على مقاطع فيديو، منها إصدارات "المنارات البيضاء"، التابعة لمنظمة النصرة في سورية وغيرها من إصدارات للقاعدة في أفغانستان وبلاد الرافدين.

وتابع أن المتهم أسس حسابات باسم "الكتيبة الإعلامية للجهاد" على موقع إلكتروني يسمى "الحسبة"، وموقع "المنبر الجهادي" وموقع "المأسدة" وجميعها تدعو إلى استقطاب عناصر جديدة للتنظيمات المتطرفة.

وذكر الشاهد، إن المتهم قام بمبايعة البغدادي بترديد قسم المبايعة عبر الإنترنت، ثم طلب من زوجته ترديد المبايعة له وللتنظيم، ونصب نفسه أميرًا للتنظيم المتطرف في الإمارات.

وأشار إلى أن المتهم بحث عبر مواقع "يوتيوب" عن كيفية صناعة المتفجرات، وقام بمحاولات عدة لتحقيق ذلك بعد أن وفر المواد المستخدمة لهذا الغرض (تم ضبطها لديه)، لافتًا إلى أن المتهم تعرف على شخص يدعى (مصلح)، وهو أحد أعضاء تنظيم القاعدة في اليمن، وقدم له أموالًا تراوح بين 800 ألف درهم ومليون درهم لدعم التنظيم المتطرف.

وواصل أن المتهم استمع الى خطب المدعو "أبومحمد العدناني" أحد قادة داعش، الذي قال فيها "من لم يستطع الالتحاق بالتنظيم في الشام والعراق فليجاهد من مكانه"، ولذا سعى مع زوجته للقيام بأعمال إرهابية داخل الدولة.

وأضاف أن المتهم وضع خططًا عدة ودرس أماكن داخل الدولة لاستهدافها مثل حلبة ياس، وأحد المتاجر الكبرى في جزيرة ياس، والحافلات التي تنقل السائحين الأجانب في مدينة أبوظبي، كما سعى لاغتيال إحدى الشخصيات الوطنية الكبيرة في الدولة، وأفاد الشاهد بأن المدعو "مصلح" قبل فراره إلى اليمن حذر المتهم من احتمال القبض عليه فكان رد المتهم "الله هو الحافظ".

وأفاد الشاهد الثاني، خبير إلكتروني بدائرة القضاء في أبوظبي، بأن فحص جهاز الحاسوب الخاص بالمتهم أظهر أن المتهم كان يبحث عبر تصفح الإنترنت وبشكل يومي في مواقع إلكترونية تدله على طرق تصنيع المتفجرات، وحرق الألمنيوم الذي يتحول إلى متفجر في حال محاولة إطفائه، ومادة "سي 4" المتفجرة.

وأضاف أن الحاسب الآلي للمتهم كان يحتوي على عدد من برامج الحماية التي تمنع تسرب أي نوع من الفيروسات أو احتمال تسلل آخرين لوضع المعلومات في ذاكرته، كما تم العثور على مقطعي فيديو يحتويان على مادة لتعليم كيفية صناعة المتفجرات، إضافة إلى العديد من الملفات، التي احتوى بعضها على خطب لقيادات من داعش، وملفات أخرى احتوت على مجلات وأخبار تخص التنظيم، وملف باسم "برامج" احتوى على برامج عدة منها فيديو يشير الى كيفية تشفير الرسائل.