نائب الرئيس اليمني خالد محفوظ بحاح

أكد نائب الرئيس اليمني خالد محفوظ بحاح إن قوات الشرعية تسيطر حاليًا على أكثر من 80% من البلاد، وصارت على مشارف صنعاء، مؤكدًا أن الأمور كانت ستصبح مختلفة، لو أن الصراع كان يمنيًا يمنيًا، لكن تدخل إيران أطال أمد القتال.

وأوضح أن الحكومة الشرعية كانت لديها رغبة حقيقية في السلام، وذهبت بنية صادقة إلى جلستي المفاوضات اللتين نظمتهما الأمم المتحدة في جنيف، لكن ميليشيات الحوثيين لا تملك قرارها الذي يأتي من إيران، فتعنتت في الجلسة الأولى، وما فعلته في الجلسة الثانية أنها غيرت رباطات العنق، ولم تغير العقلية.

وكشف، خلال جلسة حوارية بالقمة العالمية للحكومات أدارها، الإعلامي تركي الدخيل، أن الجماعات الإرهابية، مثل القاعدة وأنصار الشريعة، لم تستهدف قوات الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح، أو ميليشيات الحوثيين، ما يؤكد أنها مدعومة من جانبهم، وتركز هجماتها على المدن التي تسيطر عليها الحكومة الشرعية فقط.

وذكر بحاح إن قوات الشرعية صارت على مشارف صنعاء، بل سيطرت على أماكن فيها، فيما أن تعز على طريق التحرير من الميليشيات المسلحة وفلول صالح، عازيًا التأخر في تحريرها إلى طبيعتها الجغرافية، وازدحامها بالسكان، لكن يمكن القول بأنها شبه محررة، وسيتم قريبًا فك الحصار المفروض على أهلها من قبل تلك الميليشيات، التي تفتقد كل القيم الإنسانية والأخلاقية، لدرجة عدم السماح بتوصيل الغذاء والدواء إلى المحاصرين بالداخل.

وحول حدة الصراع في عدن، أوضح بحاح أن العملية العسكرية تبدو ساخنة في مدن مختلفة منها عدن، عازيًا ذلك إلى رغبة الحكومة الشرعية في تطهير المدن من الجماعات الإرهابية، مشيرًا إلى أن مدينة المكلة على سبيل المثال كانت محمية بقوات قوامها 20 ألف جندي نظامي، لكنهم انسحبوا بطريقة مريبة ومشبوهة أمام 60 عنصرًا إرهابيًا، وتبين أن هذه القوات من أتباع صالح.

وأكد بحاح أن الجماعات المتطرفة، سواء القاعدة أو أنصار الشريعة وغيرهما، لم تستهدف المناطق التي يوجد فيها الحوثيون أو أتباع صالح، بل إنهم لم ينفذوا هجمة حقيقية في الفترة التي سيطرت فيها ميليشيات التمرد على عدن، وبمجرد تحريرها بدأت العمليات الإرهابية، ما يؤكد أن الإرهاب مدعوم من الحوثيين وصالح. وأفاد بأن القتال الدائر حاليًا حول صنعاء ومأرب وعدن سبقته دعوة للسلام، لكنها لم تجد استجابة من الحوثيين فتقدمنا عسكريًا، ثم ذهبنا إلى اجتماع جنيف 1، ولم نجد استجابة كذلك، فتأكدنا أنها ليست ميليشيات يمنية، بل تفكر وتقرر من إيران.

وشرح أن الوضع كان سيختلف كثيرًا، لو أن الصراع الدائر كان يمنيًا يمنيًا، لكن للأسف لا تملك هذه الجماعات قراراتها، وحينما ذهبنا إلى جنيف 2، توقعنا تغيرًا في التفكير لكننا فوجئنا بأنهم غيروا رباطات العنق، لكن العقلية لم تتغير.

وحول التعداد الحقيقي للجيش اليمني، قال بحاح "نواجه مشكلة كبيرة في ذلك، إذ اكتشفنا أن الأعداد الكبيرة الموجودة في قوائم الرواتب تمثل جيشًا وهميًا، وهذا يكشف الفساد الذي كان موجودًا، ونحاول من جانبنا الآن بناء جيش وطني، يعتمد على طبيعة اليمني المقاتل بطبعه، فيخضع لتدريب سريع لمدة 45 يومًا، ثم ندفعه إلى القتال، لكن في المستقبل القريب سيتم إنشاء أكاديميات عسكرية متخصصة".

وبين أن "الجيش اليمني وطني، ولا يقف في صف صالح أو الميليشيات، وكلما تقدمنا على الأرض تنضم إلينا قوات من الجيش"، مشيرًا إلى أن دول الخليج كانت حاضرة منذ بداية الأزمة اليمنية في عام 2011، ورعت المحادثات التي دارت من أجل التسوية، وتم إعداد مسودة للدستور، ووصلنا إلى أبعد من ذلك بالانتخابات وتشكيل حكومة وطنية، لكن نكث صالح والميليشيات الحوثية العهد، ما دفعنا إلى الخيار العسكري لإيقاف التهور والعبث الذي حدث بعد سقوط صنعاء في 2014.

وأكد أن "الوضع الحالي لا يسمح بهذه الرخاوة السياسية، ولدينا مساران متوازيان هما السلام والقتال من أجل السلام"، مشيرًا إلى أن الحوثيين لم يلتزموا بأيٍّ من بنود قرار مجلس الأمن 2216، بل أخلوا بالبند الأول الذي يجسد حسن النية في أي عملية سياسية، ولا يتطلب كثيرًا من التنازلات، مشيرًا إلى أن الطرف الانقلابي ليس مستعدًا، ويجب أن يكون هناك إلزام من جانب الأمم المتحدة والأشقاء، لمنع تدخل إيران.