دبي ـ صوت الإمارات
قال الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم رئيس هيئة دبي للطيران الرئيس الأعلى لمجموعة طيران الإمارات إن الناظر إلى المشهد الاقتصاد العالمي اليوم سرعان ما يرصد توجهين من شأنهما تحديد معالم مستقبل العالم أولهما تسارع وتائر العولمة والتكامل عبر الحدود وما ينطوي عليه من مبادلات وتعاون وتنسيق فيما بين الدول والمؤسسات..
وثانيهما هو الاعتماد على مبادىء التميز والابتكار والريادة والتنافسية للحصول على حصص أوفر في الأسواق العالمية وتوظيف الفرص التي تتيحها تلك الأسواق وبما يرفع معدلات النمو الاقتصادي مؤكدا أن الإمارات بشكل عام ودبي بشكل خاص قد استوفت هذين الشرطين.
ولفت سموه إلى أن دبي قد تبنت " الابتكار " كنهج جديد لمسارها التنموي الطموح وأنها قد اتخذت خطوات جادة باتجاه ترسيخ الابتكار في مختلف مفاصل الحياة الاقتصادية والاجتماعية بغية اللحاق بركب التطور الاقتصادي الذي بلغه العالم المتقدم .. مشيرا إلى أن هناك استحقاقات لتحقيق هذه الرؤية أهمها اقامة الشراكات وتعزيز التعاون مع شركائها من دول العالم الناجزة في مجال الابتكار وتطوير البنية التحتية والتشريعية للابتكار.
ونوه سمو الشيخ أحمد بن سعيد آل مكتوم الى أن حكومة الإمارات قد تبنت رؤية طويلة الأجل في علاقاتها التجارية الدولية وخاصة مع آسيا وأن اليابان تأتي في مقدمة تلك الدول واصفا العلاقات الاقتصادية بين البلدين بـ"النموذج" للعلاقات المتوازنة والتي تسعى الى تحقيق المصالح المشتركة مؤكدا أنها مرشحة للمزيد من النمو والتنوع خلال السنوات القادمة لاسيما مع توجه دبي لتكون المدينة الأكثر ابتكارا والأعلى تنافسية في العالم .
وأشاد سموه بمبادرة مجلس دبي الاقتصادي بتأسيس شراكات وتعزيز التعاون مع مراكز صنع القرار الاقتصادي وكبرى مؤسسات الأعمال اليابانية ومن بينها هيئة التجارة الخارجية اليابانية مؤكدا ان هذا التوجه يترجم توجهات حكومة دبي في توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية مع اليابان لاسيما في المجالات المستجدة كالتقنية والابتكار اضافة الى مجالات التدريب والتأهيل ما سيساهم ذلك في تنفيذ خطة دبي 2021 والمشاريع التي يجري تنفيذها لاقامة معرض إكسبو 2020.
جاء ذلك التصريح على خلفية اتفاقية الشراكة التي وقعها مجلس دبي الاقتصادي مع هيئة التجارة الخارجية اليابانية " جيترو " وذلك في حفل نظمه المجلس مؤخرا بمقره .
وقع الاتفاقية عن المجلس سعادة هاني الهاملي الأمين العام لمجلس دبي الاقتصادي في حين وقع عن الهيئة اليابانية السيد ماسايوشي واتانابي مدير ادارة مكتب الهيئة بدبي وذلك بحضور ممثلي الهيئة السيد تسونيو كاتو نائب الرئيس التنفيذي والسيد آساو أندرو والسيد جونيشي تاكاميا والسيد ماسارو نيوشورا والسيد ساتوشي هاشيميتو مدير في مكتب الهيئة بدبي إلى جانب الفريق الفني للامانة العامة لمجلس دبي الاقتصادي .
وانطوت الاتفاقية على عدد من مجالات التعاون أهمها ايجاد قنوات مبتكرة لتعزيز التعاون والعلاقات الثنائية بين دبي واليابان وتبادل المشورة والبيانات والخبرة حول مختلف القضايا التي تهم اقتصاد دبي واليابان خاصة السياسات ذات الآثار الايجابية المباشرة على الاقتصاد المحلي وتقديم الدعم للمؤسسات الحكومية المعنية للتعاون وتخطيط وتطوير البحوث في المجالات الرئيسية وسبل تمويل الاستثمارات واقامة المشاريع المشتركة وتبادل الدعوات للمشاركة في الأحداث والفعاليات التي يقيمها كل من الطرفين للآخر.
وأشار سعادة هاني الهاملي الى أن الامارات اليوم تعد أحد أكبر الشركاء التجاريين لليابان في المنطقة وثامن أكبر شريك تجاري لليابان على مستوى العالم سواء من جانبي الاستيراد والتصدير.
وشهدت التبادلات التجارية بين البلدين نموا ملحوظا خلال السنوات الماضية حيث بلغت حوالي 187 مليار درهم / 52 مليار دولار / عام 2014 وتعد الامارات أكبر تجمع لليابانيين في المنطقة.
أما بالنسبة للتجارة بين دبي واليابان لفت الهاملي الى أنها قد اتخذت مسارا موازيا للتبادل التجاري بين الامارات واليابان فخلال عشرة سنوات تضاعفت تجارة دبي مع اليابان كما تنوعت المنتجات في إطار هذه المبادلات التجارية منوها إلى أن الامارة تحتضن اليوم أكثر من 300 من الشركات اليابانية الرائدة في السوق العالمية حوالي نصفها تعمل في المنطقة الحرة بجبل علي لوحدها.
وأعرب الهاملي عن أمله في تفضي اتفاقية الشراكة الموقعة بين "المجلس" و "الهيئة" الى تعزيز العلاقات الاقتصادية والعلمية والتقنية بين دبي واليابان لاسيما من خلال تقوية أواصر العلاقات بين مجتمعي الأعمال فيهما وتعزيز دور الشركات اليابانية العاملة في الدولة في المشاريع الانمائية التي تقوم بها الحكومة وفي إطار الاستعدادات الجارية لاستضافة معرض إكسبو 2020.
من جهته قدم السيد تسونيو كاتو نائب الرئيس التنفيذي لهيئة "جيترو" نبذة عن الهيئة حيث ذكر أنها منظمة تابعة للحكومة اليابانية تأسست في عام 1958 وتعمل على تعزيز التجارة والاستثمار المتبادل بين اليابان وبقية العالم لتعزيز الصادرات اليابانية في الخارج وتتمتع الهيئة بشبكة عالمية تغطي أكثر من 70 مكتبا إقليميا في الخارج وأكثر من 40 مكتبا في اليابان.
ولفت إلى أن الهيئة تركز بشكل أساسي على تشجيع الاستثمار الأجنبي المباشر في اليابان ومساعدة الشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم اليابانية لتطوير فرص الأعمال العالمية كما تعمل الهيئة على تسهيل التجارة والاقتصاد العالميين وكذلك النمو في البلدان النامية بالتعاون مع المنظمات الدولية حيث تقدم أبحاثا عن الاقتصاد العالمي والتجارة والاستثمار كما تقوم الهيئة باجراء العديد من الدراسات تقدم نتائجها إلى الحكومات المعنية.
ثم استعرض السيد كاتو أهم التطورات في الاقتصاد الياباني مشيرا إلى أن الحكومة اليابانية تسعى الى جذب الاستثمارات الأجنبية في البلاد وخاصة من خلال تقوية العلاقات الاقتصادية والتجارية مع شركائها في العالم.
وادراكا بالحاجة الى توطيد العلاقات الاقتصادية والتجارية بين اليابان ودبي فقد شرعت الهيئة بتأسيس مكتب لها في دبي في عام 1981 ليكون بوابه لها ليس على مستوى دولة الامارات فحسب بل في منطقة الخليج العربي والشرق الأوسط حيث يتولى المكتب التنسيق الكامل مع مقرات الهيئة في اليابان بهدف اكتشاف فرص الاستثمار والتجارة وتوسيع الأعمال.
وأعرب كاتو عن اعجابه بالتطور الكبير الذي بلغته دبي في مختلف المجالات وبتجمع الشركات اليابانية الكبرى في الامارة وذكر أن دبي تعد مركزا حيويا للأعمال وأنها مدينة آمنة ونقطة عبور للتجارة اليابانية والدولية الى الشرق الأوسط وأفريقيا.