اختبارات السلامة والأمان للمناطيد

أثار حادث سقوط منطاد سياحي في منطقة المدام في الشارقة، السبت الماضي، تساؤلات عدة حول معايير السلامة والأمان التي تطبقها الشركات المالكة لهذه المناطيد، ومدى الرقابة الحكومية المفروضة عليها، خصوصاً أن كل بالون منها يحمل ما يزيد على 20 شخصاً في كل رحلة.

ونشر مواطنون ومقيمون، عبر حساباتهم على منصات التواصل الاجتماعي، صوراً لحادث المنطاد التابع لشركة في دبي بعد سقوطه في المدام، وطالبوا بمراجعة معايير السلامة المطبقة في تلك البالونات منعاً لتكرار حوادثها.

وتم رصد ثلاثة حوادث وقعت خلال السنوات الأخيرة لمناطيد سياحية، أدت إلى وفاة شخصين وإصابة 20 شخصاً. وأكدت الهيئة العامة للطيران المدني أنها تفرض مستويات رقابة عالية على شركات المناطيد، بدءاً من إصدار التراخيص، وحتى التأكد من تطبيق معايير الأمن والسلامة خلال رحلاتها، وأبرزها الصيانة الدورية للمعدات، وتحديد مناطق الطيران، والظروف الجوية، وعدد الركاب على المنطاد.

ويذكر أن 10 شركات تقريباً تقدم خدمات رحلات المنطاد في الدولة. ووفقاً لتصنيفات محركات البحث العالمية الخاصة بالأنشطة السياحية، ومنها "تريب أدفايزور"، فإن ثلاثاً منها هي الأكثر نشاطاً وجودة في مستوى الخدمات التي تقدمها للعملاء.
وتراوح قيمة رحلة المنطاد للشخص البالغ بين 800 و1100 درهم، وتقل عن هذا الرقم بواقع 100 إلى 200 درهم للأطفال، وتستمر لمدة 60 دقيقة من لحظة الإقلاع حتى الهبوط.
وتختلف الخدمات التي تقدمها الشركات، فبعضها يقتصر على الرحلة بالمنطاد، فيما تشمل عروض أخرى 60 دقيقة طيران بالمنطاد، إضافة إلى وجبة إفطار للركاب، وجولة وجلسة في أحد المخيمات الصحراوية، تراوح مدتها بين ساعتين وثلاث ساعات.

وتبدأ الرحلة بتجمع الركاب عند نقطة طيران المنطاد في الشركات كافة، في نحو الخامسة والنصف فجراً، لتقدم لهم محاضرة توعوية حول معايير الأمن والسلامة الواجب اتباعها أثناء سير الرحلة. ويبدأ الطيران بالمنطاد في السادسة صباحاً تقريباً.

وحول تفاصيل الرحلات، ذكرت شركة "بالون أدفانشر الإمارات" أن "برنامج الرحلة يبدأ بنقل العميل من مقر إقامته بحافلات الشركة، والوصول إلى نقطة التجمع عند الخامسة والنصف، وخلال الطيران بالمنطاد نحرص على المرور على أهم المعالم الصحراوية التي تتيح للعميل مشاهدة جمال المنطقة في توقيت شروق الشمس".
وذكر مدير الشركة، آدم مايكل، إن إجراءات الرحلة تشمل تقديم محاضرة لمدة نصف ساعة، يشرح فيها الطيارون والفنيون للركاب معايير الأمن والسلامة الواجب اتباعها، ومنها أماكن الوقوف، والملابس المناسبة، وضرورة عدم حمل أية حقائب داخل المنطاد.

وأكد أن عمليات الطيران يقوم بها طيارون ذوو كفاءة وخبرة عالية، ولديهم عدد ساعات كبير في الرحلات المشابهة، كما يوجد في كل رحلة فنيون مختصون في عمليات الأمن والسلامة وحماية الركاب في حالات الطوارئ.
وبينت شركة "سندباد" لرحلات المنطاد أن العميل عند حجزه للرحلة يتسلم، بشكل مباشر أو عبر البريد الإلكتروني، رسالة تضم الاشتراطات والواجبات المطلوب منه الالتزام بها، وتشمل ارتداء ملابس مريحة، وعدم حمل حقائب (يمكن تركها في الحافلة التي تقله من مقر إقامته لنقطة الطيران)، وحمل الأوراق الثبوتية (الهوية، أو جواز السفر، أو رخصة القيادة، أو أية بطاقة تثبت هويته) أو صورة عنها، ويحدد لهم أن الوزن الأقصى للشخص المسموح له بركوب المنطاد هو 125 كيلوغراماً.

وذكر أخصائي الحجز في الشركة، وقاس سليم، إن الرسالة التي يتسلمها العميل الراغب في حجز رحلة تشمل قائمة بالأشخاص الممنوع ارتيادهم لهذا النوع من الرحلات. وهم: الحامل لأكثر من ثلاثة أشهر، والأطفال دون الخامسة من العمر، والمسنون الذين يتجاوزون 70 عاماً، والأشخاص الذين أجروا عملية جراحية خلال الشهور الستة السابقة لرحلة الطيران، وأي شخص لديه إصابة كسر في يده أو قدمه، أو يعاني ألماً في رقبته، والأشخاص الذين لديهم خوف مرضي من المرتفعات.