وزارة الصحة

شكّلت وزارة الصحة ووقاية المجتمع لجنة طبية مختصة للتحقيق في وفاة رضيع مواطن جراء عملية ختان بمستشفى حكومي في خورفكان، بعدما تقدم والد الرضيع ببلاغ يتهم الطبيب الذي أجرى العملية بالتسبب في وفاة طفله الأول، والنيابة العامة تنتظر تقرير الطبيب الشرعي حول سبب وفاة الرضيع.

وبدأت الواقعة عندما جلس المواطن حميد علي سعيد (23 عاماً)، وزوجته خارج غرفة العمليات في انتظار انتهاء عملية الختان لرضيعهما "علي" الذي يبلغ من العمر شهراً واحداً، وعلى غير العادة طال انتظارهما وبدأ القلق والحيرة يتسللان إليهما، خصوصاً أن عملية الختان لا تستغرق في الغالب سوى بضع دقائق، وزاد من حيرتهما أن أطفالاً أجروا عملية الختان وخرجوا، ورضيعهما مكث في غرفة العمليات نحو ساعتين.

وأكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع، أنه تم تشكيل لجنة طبية مختصة من قبل الوزارة للوقوف على أسباب وفاة الرضيع، لافتة إلى أن المعلومات لديها غير واضحة حول الواقعة حتى الآن.

وأوضحت أنها في انتظار استكمال الإجراءات للتأكد من الحقائق حول أسباب الوفاة.

وذكر المواطن حميد سعيد، (من مدينة البدية التابعة لإمارة الفجيرة)، إنه رزق بمولوده الأول (علي) منذ شهر، واستبشر خيراً بقدومه، خصوصاً أنه أضفى على حياة الأسرة البهجة والسرور، لافتاً إلى أن الرضيع كان يتمتع بصحة جيدة ولا يعاني أي مشكلات صحية، ما جعله يفكر في إجراء عملية الختان له، ومنذ أسبوع اصطحب زوجته ورضيعه وتوجها إلى مستشفى حكومي في خورفكان من أجل إجراء عملية الختان.

وأضاف أن الطبيب المختص أبلغه بأن عملية الختان بسيطة، وشرح له كيفية إجرائها، ثم فحص الرضيع وتأكد أنه لا يعاني أية أمراض، وطمأنه إلى أن العملية ليس لها أي مضاعفات، وتكاد تكون معدومة الآثار الجانبية.

وتابع الأب: "عندما دخل (علي) غرفة العمليات جلست مع زوجتي في انتظار عملية الختان، ومرت الدقائق بطيئة مملة، وكانت أصعب دقائق عشتها في حياتي، وظللت أتابع كل من يدخل أو يخرج من غرفة العمليات"، لافتاً إلى أن "الأمور كانت تبدو طبيعية في البداية، وبعد فترة شعرت بحالة من الاضطراب داخل غرفة العمليات، لحظتها بدأ ينفد صبري خصوصاً أن بعض الأسر حضرت وأجرت عملية الختان وغادرت، بينما رضيعي مكث في غرفة العمليات نحو ساعتين".

وأضاف الأب أنه لم يحتمل طول الانتظار، وبدأ يسأل كل من يراه خارجاً من غرفة العمليات "أين ابني (علي)؟"، ولا يتلقى إجابة شافية، وحاول دخول غرفة العمليات وشاهد الممرضات في حالة استنفار واضطراب، مشيراً إلى أنه بعد ساعتين من الانتظار القاتل تم إخراج ابنه من غرفة العمليات مغطى بأغطية ثقيلة عدة، ولاحظ أنه شاحب اللون يتنفس بصعوبة بالغة.

وتابع أنه أسرع إلى الطبيب الذي أجرى العملية وسأله عن وضع ابنه الصحي فأكد له "أنه لايزال تحت تأثير المخدر ويحتاج إلى بعض الوقت إلى حين استعادة وعيه بعد زوال تأثير المخدر"، لافتاً إلى أنه "حين تم نقله إلى قسم الأطفال تم وضعه في غرفة العناية المركزة إلا أن طبيب الأطفال بدأ بمشادة كلامية مع طبيب الجراحة الذي أجرى العملية، وفي هذه الأثناء بدأ نبض (علي) يقل ويعاني ضيق التنفس، ما جعل الأطباء يجرون عملية إنعاشه".

وذكر الأب: "انتابني شعور غامض وأنا أشاهد الرضيع يخرج دم من فمه وأنفه وأماكن عدة، ولم يتوقف النزيف حتى فارق الحياة بعدها بـ10 دقائق، وبوفاته فقدت فرحة ابني الأول، وحتى الآن أعاني وقع الصدمة النفسية وتأثيرها القاسي علي أنا وزوجتي".

وتابع الأب: "لم يكن يخطر ببالي وبال والدته أن نفقد ابننا بهذه السرعة ومن أجل عملية ختان، ولم نكن نتوقع أن تتحول أفراحنا إلى دموع وأحزان على فراق طفلنا الأول، ومنذ هذه اللحظة نعيش حالة صدمة وإنكار للواقع المؤلم".

وأكد أنه فتح بلاغاً بالواقعة في نيابة خورفكان لمعرفة المتسبب في وفاة ابنه ومعاقبته، موضحاً أن نتيجة الطبيب الشرعي ستحدد الأسباب الحقيقية وراء الوفاة، وأنه سيظل يتابع الإجراءات المتخذة من قبل وزارة الصحة ووقاية المجتمع.

وذكرت النيابة العامة في خورفكان أنها ستباشر التحقيقات فور صدور نتيجة الطبيب الشرعي الذي سيحدد أسباب الوفاة الحقيقية، وبيان ما إذا كان هناك خطأ طبي نتج عنه وفاة الرضيع.