محمد بن أحمد البواردي

أكد محمد بن أحمد البواردي، وزير دولة لشؤون الدفاع، أن دول وجيوش العالم تواجه تحديات كثيرة متنوعة في القرن الحادي والعشرين، الذي يحمل بين ثناياه أنماطاً وتهديدات لا متماثلة، لاسيما وأن التنظيمات، والميليشيات، والحروب بالوكالة، باتت تمثل أحد أخطر أنماط الحرب اللا متماثلة، أو غير التقليدية بين الجيوش، إذ أصبحت تمتلك أسلحة وأدوات عسكرية قادرة على خوض المجابهات الشرسة مع الجيوش.

وذكر إن الإمارات لعبت دوراً مشهوداً في التصدي لتلك التحديات المستقبلية، ووضعت استراتيجية ممنهجة لمواكبة المتغيرات الحديثة والتطورات التي تشهدها المجالات العسكرية.

وجاء ذلك خلال حوار أجرته معه مجلة "درع الوطن" بمناسبة انعقاد المؤتمر الثاني لوزارة الدفاع بعنوان "القادة لحروب القرن الحادي والعشرين"، الذي ينطلق برعاية كريمة من صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، رعاه الله، يوم الأحد المقبل الموافق 22 أكتوبر/‏تشرين الأول وتناول الحوار الذي أجراه المقدم ركن يوسف جمعة الحداد، رئيس تحرير المجلة، في مضمونه، أهمية وأهداف هذا الحدث الكبير، لاسيما وأنه سيضيف تراكماً إلى المخزون المعرفي لدى القادة والمؤسسات المعنية بالأمن الوطني في الدولة، فضلاً عن المتغيرات والتطورات التي يشهدها القرن في المجال العسكري بمختلف مساراتها.

وفي ما يلي نص الحوار:

* في ضوء انعقاد مؤتمر "القادة لحروب القرن الحادي والعشرين"، ما هي أبرز أهداف المؤتمر والمخرجات التي تتوقعونها منه؟

- لا شك في أن انعقاد مثل هذه المؤتمرات ضرورة حيوية بالغة الأهمية لإعداد قادة المستقبل، وتوفير المعرفة اللازمة لهم من خلال الاطلاع على أحد أهم النظريات المعرفية في المجال العسكري، والاحتكاك العملي مع القادة والخبراء والمتخصصين في دول أخرى، لاسيما في ظل الطبيعة بالغة التغير والتعقيد لمصادر التهديد الاستراتيجي القائمة، والناشئة، والمحتملة، وكذلك التحديات المتحولة والمتجددة في عالمنا، وبما يمكن من تعزيز الوعي الاستراتيجي للقادة، وينعكس بالتالي على مخزون الخبرات لدى قادة وأفراد قواتنا المسلحة، ومن ثم الإسهام في بلورة مصادر التهديد المحتملة وإعداد خطط الاستجابة المناسبة.

ويسعى المؤتمر إلى جانب ما سبق، إلى تحقيق أهداف استراتيجية أخرى مثل تعزيز التفاعل بين المؤسسات المعنية بالأمن الوطني في دولة الإمارات، وبناء فهم مشترك لمصادر التهديد المحتملة، ودراسة تأثيراتها، وسبل التعاطي معها.. والمؤكد أن هذا المؤتمر سيضيف تراكماً إلى المخزون المعرفي لدى القادة والمؤسسات المعنية بالأمن الوطني في الدولة، لاسيما على صعيد فهم البيئة الاستراتيجية للصراعات الإقليمية والدولية، ورصد تأثيراتها المحتملة في المصالح الاستراتيجية للدولة وبقية دول مجلس التعاون، والأمن القومي العربي في الإطار الأوسع والأشمل، باعتبار أن الأمن الوطني لدولة الإمارات جزء لا يتجزأ من الأمن الوطني لدول مجلس التعاون والأمن القومي العربي.

* ما هي برأيكم أبرز التحديات التي تواجه كلاً من الدول والجيوش في هذا القرن؟

- التحديات في القرن الحادي والعشرين بشكل عام، تتسم بقدر هائل من التشابك والتداخل والتعقيد، كانعكاس لمستوى تعقد العلاقات الدولية وشبكات المصالح الثنائية والمتعددة بين الدول والتكتلات الأمنية والسياسية، وغير ذلك.. وفي مجال عملنا الاستراتيجي، وشقه الأمني والعسكري، هناك تحديات تواجه الجيوش في مختلف الدول، وفي مقدمتها التحولات التي طرأت على أنماط التهديدات ببروز التهديدات اللا متماثلة، حيث يمكن القول إن التنظيمات، والميليشيات، والحروب بالوكالة، باتت تمثل أحد أخطر أنماط الحرب اللامتماثلة، أو غير التقليدية بين الجيوش وتنظيمات باتت تمتلك أسلحة وأدوات عسكرية قادرة على خوض المجابهات الشرسة مع الجيوش، فلم يعد ينقص هذه الميليشيات سوى أنظمة القتال الجوي كي تضاهي الجيوش النظامية في قدراتها القتالية، وخططها العملياتية، وهذا الأمر يمثل تحدياً بالغ الخطورة على الأمن والاستقرار العالمي، ويجب العمل على مجابهته، والتصدي له.

وهناك أنماط أخرى من التهديدات غير التقليدية، مثل حروب الجيل الخامس، التي تعد الحروب غير النظامية أحد مظاهرها، وليست كلها، فهناك أدوات أخرى للأجيال الجديدة من الحروب على الصعيد الإعلامي، والدعائي، والاقتصادي، لاسيما ما يتعلق بالحروب السيبرانية، التي أصبحت احد أخطر مظاهر التهديد الاستراتيجي المحتمل للأمن الوطني للدول في القرن الحادي والعشرين.