غزة – محمد حبيب
خصصت صحيفة "معاريف" العبرية، في عددها الصادر الأربعاء، تقريراً مطولاً عن شخصية القائد العام لكتائب "الشهيد عز الدين القسام" محمد الضيف، الذي تعتبره وزير الدفاع في حركة "حماس". وعنونت الصحيفة تقريرها المطول، الذي احتل صفحتين كاملتين بـ "محمد الضيف رجل حماس القوي: الواقع الجديد في غزة بعد عملية عامود الغيم". وأشار التقرير إلى أن "حماس في نهاية عام 2013 أصبحت تنظيم مختلف عما كانت عليه قبل عام، أي قبل عملية عمود الغيم، في تلك العملية تم اغتيال رأس الجهاز العسكري لحماس أحمد الجعبري وهذا الفراغ ملأه الشخص المعروف جيداً، ليس في غزة فقط وإنما في إسرائيل". وبيّن التقرير أن "محمد الضيف، المعروف أنه رأس الهرم وكقائد عام لكتائب القسام، الذراع العسكري الحماس، بعد نجاته من محاولات اغتيال عدة نفذها جيش الاحتلال، فقد فيها إحدى عينيه، وإحدى رجليه، وإحدى يديه، ووضعه الصحي ليس معروفاً". وبحسب الصحيفة فإن "الضيف ملازم لكرسي ذوي الاحتياجات الخاصة، ورغم إعاقته فإنه يصدر تعليمات وأوامر إلى المقاتلين، وهو القائد الفعلي، وهو من يقف خلف الجهود الرامية إلى إعادة نشاط كتائب القسام في الضفة الغربية، وإعادة بناء التنظيم العسكري فيها". وتوضح الصحيفة أن "الإعاقة في عيون رجال حماس لا تحول دون استمرار العمل، فالشيخ أحمد ياسين، الشخص الذي أسس حماس، والذي كان قائدها المطاع، قاد حماس وهو يمتطي كرسي العجلات، وأدار مقاومة مركزة ضد إسرائيل إلى أن تمت تصفيته". ونجح محمد الضيف، وفقاً لمعاريف، في إعادة هيكلة كتائب "القسام" من جديد، فقام بتعيين مروان عيسى قائداً لكتائب القسام، وتصفه إسرائيل برئيس الأركان، إضافة إلى نائب رئيس الأركان رائد العطار، الذي يقود العمليات شخصيًا. وحصل الجهاز العسكري لحماس على تعزيزات جوهرية منذ "عملية عمود الغيم"، مثل الأسرى الذين حررتهم "حماس" بموجب صفقة شاليط، الذين تزعم الصحيفة أنهم ضالعون بتغيير استراتيجيات القتال، على مستوى الكتائب في غزة. وكانت عقيدة القتال قبل عملية "عمود الغيم" ممارسة ضغط نفسي وحرب استتزاف ضد الجبهة الداخلية الإسرائيلية، عبر واسطة رذاذ من صواريخ "القسام"، والصواريخ طويلة المدى، بغية تحقيق انتصارات معنوية، ولكن "حماس" بعد التشاور مع "حزب الله" قررت الانتقال إلى إنتاج كميات كبيرة من الصواريخ بعيدة المدى، بغية امتلاك قوة نارية، تؤهلها للانتقال إلى استراتيجية مواجهات عسكرية عنيفة، تمتد لفترة زمنية قصيرة. وتزعم الصحيفة أن "حماس" تمتلك ترسانة من الصورايخ قصيرة ومتوسطة المدى المتطورة، والتي يتم توجيه بعضها بواسطة الليزر مثل صاروخ كورنيت المضاد للمدرعات، وصواريخ كتف مضادة للطائرات من طراز "ستريلا"، وهذه الصواريخ ستعرقل حركة المدرعات والطائرات الإسرائيلية في أية مواجهة مقبلة. ومن جانبها، أكّدت كتائب "الشهيد عز الدين القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، أن "العدو الصهيوني سيتفاجأ من شراسة المقاومة، وأدائها، إذا ما تجرّأ على دخول قطاع غزة". وورجحت مصادر خاصة داخل قيادة كتائب "القسام" أن يكون محمد الضيف، وذلك بالتزامن مع مرور الذكرى الأولى لعدوان الأيام الثمانية "حجارة السجيل"، "لدينا في قيادة كتائب القسام رؤية أكثر عمقًا من ذي قبل"، مبينًا أن "الأمور تبشر بخير بفضل الله عز وجل، وسندع الكلام عن أساليبنا القتالية للميدان وليس لوسائل الإعلام". على حد قوله. وشدد على الحق الكامل للمقاومة الفلسطينية ولكتائب القسام بامتلاك كل وسائل القوة والسلاح، بغية مواجهة ترسانة العدو الصهيوني الضخمة. وكشف عن أن "العدو الصهيوني طلب، في معركة حجارة السجيل، عبر وسطاء، وقف إطلاق النار، بعد 48 ساعة، ولكن كتائب القسام رفضت هذا الموقف، مستدركًا "بل كنا نريد إطالة المعركة أكبر قدر ممكن من الوقت" ووصف المتحدث أداء المقاومة، لاسيما كتائب "القسام"، أثناء المعركة الأخيرة بأنه "أداء متميز، وعلى قدر عال من المسؤولية، وقد ظهر ذلك جليًا في مفاجأة الاحتلال بإطلاق صواريخ متوسطة المدى، فنجحنا في قصف القدس المحتلة، وتل الربيع المحتلة، وكانت هذه المعركة هي المعركة الأكثر شمولية مع قوات العدو الصهيوني في الميدان، وليس أدل على ذلك من سرعة طلب العدو لوقف إطلاق النار بعد 48 ساعة". وعن تأثر كتائب "القسام" باغتيال القائد أحمد الجعبري، بيّن المتحدث "نحن حركة ولودة، ولم تتأثر الكتائب ولو مرة واحدة بأي عملية اغتيال كان ينفذها العدو الصهيوني"، مؤكّدًا أن "استشهاد أي قائد من قادتنا العظام مثل القائد الجعبري، والذي يعتبر تاريخه الجهادي صفحة مشرقة في تاريخ المقاومة الفلسطينية والعربية". في شأن تعامل الكتائب مع خروقات الاحتلال لاتفاق التهدئة عدة مرات، أوضح أن "الخروقات ما هي إلا جزء بسيط من هذا الكيان الغاصب، والمحتل لأرضنا، ولذلك فإن الأصل عندنا في التعامل مع هذه الخروقات أن تكون في شمولية، فهم أصل الخطر، وكيفية الاستعداد له، وهذا لن يكون إلا عبر السير في مشروع التحرير، لإزالة هذا الكيان الغاصب، ودحره عن أرضنا وعن مقدساتنا". وعن الاتهامات الموجهة إلى "القسام"، بانحصار أدائه في الدفاع عن قطاع غزة فقط، وأنه لا يبادر في العمليات الهجومية كما كان سابقًا، بيّن أن "في القسام لا يهمنا حديث البعض بشأن أداء الكتائب، فنحن نعدّ بصمت، وبشكل مرتب وعال المستوى ووفق خطة استراتيجية طويلة المدى ومن ضمنها خطط تكتيكية". وفي شأن تعامل كتائب "القسام" مع أي عدوان صهيوني متوقع على قطاع غزة، أوضح القائد العسكري أن "كتائب القسام والمقاومة الفلسطينية لن تتوانى للحظة واحدة للدفاع عن شعبنا الفلسطيني أمام أي عدوان صهيوني غاشم، ولكن حتى لا نخوض في طول وقصر مدة المعركة، فإننا فقط نذكر الجميع أن معركة حجارة السجيل كان العدو يريد إيقافها خلال 48 ساعة، وكنا في كتائب القسام نرفض هذا الموقف، بل كنا نريد إطالة أمد المعركة أكبر قدر ممكن من الوقت، حتى وصلت إلى ثمانية أيام، وكنا نريدها أطول من ذلك". وتطرق المتحدث إلى معاناة الأسرى قائلاً "أسرانا هم تاج رؤوسنا، وإننا لا تغمض لنا عين ولا يركن لنا جنب طالما بقوا خلف القضبان يعانون قسوة العدو المجرم"، مشيرًأ إلى أن "صفقة وفاء الأحرار ليست ببعيدة عن ذاكرة شعبنا الصامد، وكذلك أسرانا الأبطال، ولقد قلنا منذ ذلك الحين أننا قطعنا عهدًا على أنفسنا ألا نترك أسرانا في معتقلات العدو الصهيوني