بلجراد ـ وكالات
تهمت الحكومة البلغارية حزب الله الشيعي اللبناني بالوقوف وراء اعتداء دام وقع في 18 تموز/ يوليو في شرق بلغاريا أدى إلى مقتل خمسة سياح إسرائيليين ومواطن بلغاري بالإضافة إلى والانتحاري منفذ الاعتداء.قال وزير الداخلية البلغاري تسفيتان تسيفانتوف اليوم الثلاثاء (الخامس من فبراير/ شباط 2013) في مؤتمر صحفي بصوفيا "لدينا معلومات عن تمويلات وعن انتماء شخصين لحزب الله" أحدهما منفذ الهجوم. وأضاف الوزير "يمكن أن نستخلص من ذلك أن الرجلين اللذين تم التعرف على هويتهما، ينتميان إلى الجناح العسكري لحزب الله"، موضحا أنه "كان بحوزتهما جوازات سفر كندية واسترالية .. وعاشا في لبنان منذ 2006 و2010".وسرعان ما صدر رد فعل من الإدارة الأميركية. فقد طلب المستشار الخاص للرئيس باراك اوباما لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان المرشح لإدارة وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية من الدول الأوروبية اتخاذ "إجراءات وقائية" لكشف البنى التحتية لحزب الله وشبكاته من العملاء ومنابعه المالية. وأكد برينان أن هذا الهجوم يثبت أن حزب الله "يشكل خطرا متفاقما لا على أوروبا فحسب، بل على العالم بأجمعه أيضا".من جانبه دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الاتحاد الأوروبي إلى "استخلاص النتائج بشأن الوجه الحقيقي لحزب الله". وقال في بيان وزعه مكتبه إن "الهجوم في بورغاس (بلغاريا) كان هجوما على تراب أوروبي ضد دولة عضو في الاتحاد الأوروبي. نأمل بان يستخلص الأوروبيون النتائج اللازمة"، في إشارة إلى طلب إسرائيل من الاتحاد الأوروبي وضع حزب الله على لائحته للمنظمات الإرهابية.وأكد نتانياهو أن ما أعلنته بلغاريا هو "تأكيد جديد لما كنا نعلمه من قبل، بأن حزب الله وأسياده الإيرانيون يديرون حملة إرهاب عالمية عابرة للبلدان والقارات". وكانت إسرائيل اتهمت منذ وقوع الحادث إيران بالتحريض عليه وحزب الله اللبناني بتنفيذه. وهو ما نفته طهران كليا.وتعليقا على ذلك شددت وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون على ضرورة إجراء دراسة "جادة" للاتهامات البلغارية. وقالت اشتون في بيان "يجب إجراء تقييم جاد لنتائج التحقيق، لأنه يتعلق باعتداء ارتكب على الأراضي الأوروبية وأدى إلى مقتل وإصابة مدنيين أبرياء". وأضافت "من الضروري التدقيق في نتيجة التحقيق. والاتحاد الأوروبي ودوله الأعضاء ستدرس الرد المناسب وفقا لكل عناصر التحقيق".من جهته قال وزير الخارجية البلغاري نيكولاي ملادينوف إن بلغاريا "سترفع نتائج التحقيق إلى شركائها الأوروبيين وسناقش معهم الإجراءات الكفيلة بتجنب هجمات إرهابية مماثلة في المستقبل". وتحادث الوزير البلغاري هاتفيا مع نظيره اللبناني عدنان منصور، كما استقبل سفراء الدول العربية في صوفيا لاطلاعهم على نتائج التحقيق في الاعتداء. من جانبه أعلن رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي الثلاثاء أن بلاده ستتعاون مع بلغاريا "لجلاء ملابسات" التفجير. ويرى المحللون أن اتهام حزب الله قد يقدم للولايات المتحدة حجة قوية لإقناع الاتحاد الأوروبي الذي يضم بلغاريا بإدراج هذا الحزب الحليف القوي لإيران وسوريا في قائمته السوداء للمنظمات الإرهابية. واعتبر تفجير حافلة كانت تقل إسرائيليين في مطار بورغاس على ساحل البحر الأسود في بلغاريا أعنف اعتداء يستهدف إسرائيليين خارج بلدهم منذ 2004. ووقع الاعتداء عندما اقترب شاب يحمل كيسين أحدهما على ظهره والآخر على بطنه من حافلة كانت تقل سياحا إسرائيليين من مطار بورغاس إلى فندقهم. وأقام المتهمان إضافة إلى شخص ثالث، لم تحدد هويته، في بلغاريا بأوراق مزورة. والمتهمان دخلا بلغاريا وخرجا منها بهويتيهما الحقيقيتين لكنها استخدما أوراقا مزورة خلال إقامتهما كما أوضح وزير الداخلية.