فيما تفيد أنباء غير رسمية بتقدم القوات الحكومية في مالي إلى شمال البلاد واقترابها من معقل المتمردين الإسلاميين المتطرفين، أعرب فصيل من هؤلاء المتمردين عن رغبته في وقف إطلاق النار من أجل إجراء مباحثات مع الحكومة.أعلنت مصادر متطابقة لوكالة فرانس برس الجمعة (25 يناير/ كانون الثاني 2013) أن مقاتلين إسلاميين قاموا ليلة أمس الخميس "بزرع ديناميت" على جسر استراتيجي قرب حدود النيجر، على الطريق المؤدية إلى غاو، إحدى المدن الرئيسية شمال البلاد.وأضافت المصادر أن عملية التلغيم تستهدف واحداً من الطرق التي يمكن أن يسلكها الجنود التشاديون والنيجريون التابعون للقوة الأفريقية التي يتم نشرها حالياً.من جهة اخرى، قالت مصادر عسكرية إن القوات الحكومية في مالي تقدمت في شمال البلاد الجمعة ووصلت إلى بلدة هومبوري، الواقعة على بعد 160 كيلومتراً جنوبي بلدة جاو، معقل المتمردين الإسلاميين، وذلك بعدما أجبرت غارات جوية فرنسية المتشددين على التراجع.وذكرت المصادر، التي طلبت عدم تسميتها، لوكالة رويترز أن القوات الحكومية تقدمت بعدما سيطرت على بلدة دوينتزا بوسط البلاد يوم الاثنين الماضي. لكن وزارة الدفاع في مالي لم تؤكد صحة هذه الأخبار بشكل رسمي بعد.يأتي ذلك في أعقاب ظهور مؤشرات على انشقاق في تحالف الجماعات الإسلامية، الذي يحتل شمال مالي، إذ قال مفاوض بارز من جماعة أنصار الدين المتمردة، التي ساعدت في السيطرة على الشمال من أيدي الحكومة المالية العام الماضي، إنه الآن جزء من فصيل، يمسي نفسه الحركة الإسلامية لأزواد، يريد إجراء محادثات ويرفض تحالف الجماعة مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي، وهو جناح القاعدة في شمال أفريقيا.ولم يتضح بعد عدد المقاتلين الذين انضموا إلى الحركة الجديدة. لكن الإعلان عن تشكيلها سيشجع المفاوضين الدوليين الذين سعوا طويلاً إلى تفريق التحالف الإسلامي الذي تعتبره واشنطن وغيرها من القوى الغربية تهديداً أمنياً خطيراً.وقال العباس آغ أنت الله - الذي ينتمي للطوارق – لوكالة رويترز من معقل جماعة أنصار الدين في بلدة كيدال بشمال شرق مالي: "يجب وقف إطلاق النار حتى يمكن إجراء محادثات"، مضيفاً أن الحركة الجديدة ستركز على طلب الحكم الذاتي لموطن الطوارق في شمال البلاد.وتقصف الطائرات الحربية الفرنسية منذ نحو أسبوعين مواقع المتمردين ومركباتهم ومخازنهم في وسط وشمال مالي، بينما تتجمع القوات الأفريقية لشن تدخل عسكري تدعمه الأمم المتحدة. وأوقفت هذه الضربات تقدم المتمردين نحو الجنوب. كما تمكنت القوات الفرنسية والمالية البرية من استعادة السيطرة على عدة بلدات، بعد تفادي المتمردين القتال المباشر وتركهم سياراتهم ليختبئوا في مناطق جبلية.وغطت مزاعم سكان وجماعات حقوقية بأن القوات الحكومية المالية أعدمت عدداً من الطوارق والعرب المتهمين بالتعاون مع المتمردين على أنباء تقدم القوات الفرنسية والأفريقية. لكن الجيش المالي نفى هذه المزاعم.وما يزال الإسلاميون يسيطرون في الشمال على بلدات كبيرة، مثل تمبكتو وغاو وكيدال. ويجمع تحالفهم كلاً من جماعة أنصار الدين وتنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي وحركة التوحيد والجهاد في غرب أفريقيا، فيما يقدر عدد مقاتليهم بنحو ثلاثة آلاف.