غزة – صفا
قال الناطق باسم كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة حماس إن المقاومة ضربت في الحرب الأخيرة أهدافا محددة في "إسرائيل" وكلها عسكرية، بينما 95% من الأهداف التي ضربتها "إسرائيل" مدنية. وأضاف أبو عبيدة في تصريحات لـ"الجزيرة نت" " معظم الأهداف التي قصفناها في المعركة الأخيرة أهداف عسكرية، بمعنى أنها مواقع عسكرية أو مطارات عسكرية أو قواعد لسلاح الجو الصهيوني أو قواعد برية، وكلها أعلنا عنها في حينها وبأسمائها". وأكد أن الاحتلال يتكتم على أكثر من 90% من أماكن سقوط الصواريخ، هو فقط يتحدث عن مناطق يدعي أنها مدنية، "وهذا جزء من سياسة الاحتلال نحن ندركها تماما، فهو لديه استراتيجية ثابتة من عشرات السنين بإخفاء الخسائر العسكرية في صفوفه". وأكد أن تقدماً كبيراً طرأ على أداء المقاومة الفلسطينية -وخاصة كتائب القسام- على كافة الأصعدة، مشدداً على أن المنحى التصاعدي كان سابقة وكان مفاجئا للاحتلال. وشدد على أن الحرب الأخيرة والحرب التي قبلها أثبتت أن سياسة الردع وقوة الردع الموهومة لجيش الاحتلال سقطت وأصبحت جزءا من التاريخ ولم يعد لها أي أثر. وبين أبو عبيدة أن القسام لديه ألوف كثيرة من الجنود تتوزع على أقسام متخصصة، وتنتشر في مختلف مناطق فلسطين ومنها الضفة، ولا يقتصر وجودها على غزة. وذكر أن أكبر تشكيلات القسام هي وحدة المرابطين، وهم الذين يرابطون على ثغور قطاع غزة بشكل يومي منذ بداية الانتفاضة وحتى اليوم، وأضاف " هناك وحدات أكثر تخصصا عددها بالتأكيد أقل، ولكن كل جندي في الكتائب نظامي، وهناك أناس في الاحتياط". وبين أن قطاع غزة هو الأبرز في هذه المرحلة من حيث الوجود ومن حيث حرية العمل والحركة والعدد وما شابه ذلك، مؤكداً أن " هذا لا يلغي وجودنا في الضفة الغربية ولا يمكن أن نتخلى عن وجودنا في الضفة كجزء لا يتجزأ من فلسطين". وأكد أن كتائب القسام تنسق مع كافة فصائل المقاومة العاملة على الساحة الفلسطينية خاصة الأذرع العسكرية وعلى أعلى مستوى، وأضاف " طبعا لا يخفى أن هناك تباينا سياسيا كبيرا في الساحة من حيث المناهج والبرامج، لكن نحن في مجال عملنا العسكري المقاوم ننسق مع كل الفصائل التي تعمل بالمقاومة المسلحة للاحتلال على أعلى المستويات قبل وأثناء هذه المعركة وبعدها كذلك". وتابع " هناك غرف عمليات مشتركة موجودة في قطاع غزة تجمع هذه الفصائل وتنسق، فالاحتلال أبدى دهشته من التزام الفصائل في وقت واحد بوقف إطلاق الصواريخ، وكذلك التزامها بالبدء بالمواجهة في وقت واحد". وحول نقاط نجاح المقاومة قال أبو عبيدة :" لم يكن هناك إرباك في صفوفنا، حافظنا على مستوى عال للنيران حتى اليوم الأخير، كان أداؤنا تصاعديا، استخدمنا أسلحة نوعية لأول مرة، ضربنا أهدافا عسكرية نوعية لأول مرة، أملينا شروطنا في اتفاقية وقف إطلاق النار التي سعت لها إسرائيل". وأضاف " كما أن استخدام كتائب القسام أسلحة نوعية تستخدم لأول مرة في تاريخ المواجهة مع الاحتلال من قبيل ضرب آليات على الحدود مع قطاع غزة، واستهداف بوارج في البحر، واستهداف طائرات في سماء قطاع غزة، وتوسيع مدى الصواريخ إلى هذا الحد، كل هذه القضايا كانت نقاط إنجاز ونجاح للمقاومة الفلسطينية، وكانت في المقابل نقاط فشل أمني واستخباري وعسكري للاحتلال الصهيوني". وأكد أن التقديرات التي يطلقها الاحتلال حول حجم الترسانة العسكرية لدينا غير دقيقة وغير صحيحة، مشدداً على أن الأرقام التي يتحدث عنها أقل بكثير مما تمتلكه المقاومة. وبين أن القسام لديه استراتيجية ثابتة هي جزء أساسي من عقيدته القتالية، وهي الإعداد وخاصة التصنيع المحلي، " فنحن نسعى لتصنيع السلاح داخليا بكل الإمكانات المتاحة رغم شحها، وهذا أمر ربما يعد ضربا من المستحيل في القياسات المادية المتعارف عليها، لكنها استراتيجية ثابتة ستتواصل، وقد أثبتت نجاعتها وكانت ضربة مفاجئة للاحتلال". وأكد أن المقاومة لم ولن تسقط من حساباتها أي ورقة قوة يمكن أن تستخدمها في مواجهة الاحتلال بما في ذلك العمليات الاستشهادية والجهادية، " وما حدث في تل أبيب "عملية تل أبيب" خلال المعركة الأخيرة خير شاهد على ذلك" وقال :" نحن لا نذيع سراً إذا قلنا إننا نسعى إلى امتلاك الأسلحة والوسائل القتالية من كل مكان متاح في العالم، كل مكان يمكن أن نحصل منه على سلاح سنسعى للحصول عليه، وهذا من حقنا وواجبنا، بل هو من واجب العالم والدول العربية والإسلامية أن تمدنا بالسلاح".