باريس ـ أ.ف.ب
اعتقلت الشرطة الفرنسية الثلاثاء رجلا اعتنق الاسلام مع صديقته السابقة في فرنسا في اطار التحقيق حول المساعدة التي قد يكون حصل عليها "الجهادي" محمد مراح الذي قتل في اذار/مارس سبعة اشخاص بينهم اربعة يهود. واوضحت مصادر الشرطة انه تم اعتقال الرجل وهو من الغجر في مكان اقامته في ألبي وصديقته السابقة في تولوز بجنوب غرب فرنسا. واودعا بسرعة في الحبس على ذمة التحقيق. وقد استمع الى اقوال المرأة التي اوقفت في حي ايزارد في تولوز حيث كان يقيم محمد مراح، في مقر الشرطة في هذه المدينة.اما الرجل الذي وصف بانه من الغجر الحضر ومعروف من القضاء لوقائع حق عام، واعتنق الاسلام، فقد اعتقل في مكان لم يحدد بدقة. وقال احد المصادر ان الرجل "قد يكون قدم مساعدة لمراح لتنفيذ الوقائع" بدون ان يوضح طبيعة المساعدة. وقد تكون صديقته السابقة علمت بالامر ولم تقل شيئا. وحذرت مصادر مقربة من التحقيقات من الاستنتاج المتسرع بان الموقوف قد يكون "الرجل الثالث" المزعوم الذي اشير اليه منذ بداية التحقيق. فهذا "الرجل الثالث" يعتقد انه كان موجودا في السيارة نفسها التي استخدمها محمد مراح وشقيقه عبد القادر عند سرقة الدراجة النارية التي استخدمت لارتكاب جرائمه. واكدت مصادر مختلفة مطلعة على الملف ان "الرجل الثالث" الذي يبحث عنه اختفى. لكن المحققين الذين يسعون منذ البداية لمعرفة ما اذا كان محمد مراح تصرف بمفرده ام انه كان له شركاء، يحاولون ايضا معرفة كيف كان المجرم الذي كانت موارده المعروفة زهيدة، يمول نفسه او كيف حصل على اسلحته. وقال احد المصادر عندما توجهت وكالة فرانس برس اليه بالسؤال، انه ان تم حبس الرجل الموقوف على ذمة التحقيق فلانه يوجد عناصر في الملف. وعبر عن امله في تقدم التحقيقات خلال ال96 ساعة المقبلة وهي المدة المحددة للتوقيف الاحتياطي على ذمة التحقيق. وقد قتل محمد مراح (23 عاما) الذي نشأ في الاحياء الشعبية في تولوز حيث عرف بارتكاب جنح صغيرة، بدم بارد ثلاثة مظليين في 11 و15 اذار/مارس في تولوز ومونتوبان، ثم قتل ثلاثة اطفال ومدرسا في مدرسة يهودية في 19 اذار/مارس في تولوز، قبل ان تحاصره الشرطة وتقتله في 22 اذار/مارس اثناء تبادل اطلاق نار في تولوز. ووجهت تهمة التواطوء فقط الى شقيقه عبد القادر الذي وضع في الحبس. ومنذ البداية يسعى المحققون لمعرفة ما اذا كان محمد مراح تصرف منفردا ام انه كان له شركاء. وقد اشار عبد القادر مراح للمحققين الى وجود "رجل ثالث" كان حاضرا معه ومحمد اثناء سرقة الدراجة النارية. لكنه رفض اعطاء المحققين اسم "صديق الطفولة" هذا الذي لم يتم التعرف اليه حتى الان. من جهته ندد عبد الغني مراح الشقيق الاكبر بشدة بجرائم محمد وتحدث بدوره عن "رجل ثالث" مشيرا الى انه كان "من الغجر" من معارف شقيقه. ويعتقد عدد من محامي الحق المدني ان محمد مراح قد يكون تصرف "منفردا" كما قال الرئيس السابق للاستخبارات برنار سكارسيني. ومن المحاور الاخرى التي يركز عليها التحقيق البحث عن تمويلات محمد مراح الذي كانت عائداته زهيدة رسميا وكذلك مصادر اسلحته. وقبل ان يموت اعلن مراح انه كان يمول نفسه بواسطة عمليات السطو المسلح. الى ذلك صرحت المحامية الجزائرية زاهية مختاري الثلاثاء لفرانس برس ان والد القاتل محمد مراح سحب الدعوى منها. وقالت مختاري التي كانت موكلة قضية محمد مراح في اطار شكوى رفعت في 11 حزيران/يونيو بتهمة "القتل" ضد قيادة الشرطة الفرنسية، "في 19 تشرين الثاني/نوفمبر ابلغت رسميا انسحابي من هذا الملف الى محكمة باريس". واضافت "ان والد مراح اتصل بي هاتفيا فيما كنت في باريس (...) من اجل قضيته واعلن لي انه يسقط القضية"، معتبرة انها "كانت ضحية خداع من جانب والد مراح" لان الامر كان يتعلق في البداية ب"القاء الضوء على +تجاوزات+ (قوات الامن) عند مقتل مراح" فيما "يطالب الوالد اليوم بتعويضات لمقتل ابنه". وقالت "آمنت في هذه القضية وقبلتها في اوقات صعبة لان شرائط الفيديو التي شاهدتها اقنعتني"، في اشارة الى شريطي فيديو سجلا اثناء تطويق الشرطة لمحمد مراح خلال 32 ساعة في شقته الواقعة في تولوز قبل عملية الاقتحام. وتتهم مختاري ايضا والد القاتل بالسعي الى الحصول من وسائل الاعلام على اموال مقابل شريطي الفيديو اللذين بحوزته بحسب المحامية، كما نددت "بالضغوط التي مورست عليها في الجزائر وفرنسا" مشيرة ايضا الى تهديدات بالموت.