القاهرة ـ وكالات
بدأ مجلس الشورى خلال جلسته اليوم الثلاثاء برئاسة د.أحمد فهمى رئيس المجلس مناقشة التقرير الذى أعدته لجنة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بالمجلس والخاص بحادث قطار أسيوط والذى راح ضحيته أكثر من 50 طفلا. وقد استعرض مقرر الموضوع أمام المجلس محمد صادق سراج رئيس لجنة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات تقرير اللجنة , فأوضح أن اللجنة فور علمها بالحادث سافرت على الفور إلى أسيوط وشاهدت الوضع على الطبيعة والتقت بأهالى الشهداء الذين طالبوا بضرورة هيكلة قطاع السكة الحديد. واتهم المسئولين عن السكة الحديد بالتقصير فى أداء واجبهم الوظيفى , محذرا من تجدد حوادث السكة الحديد إذا ما استمرت هذه المنظومة التى تعانى منها البلد منذ عقود. وأكد مقرر الموضوع أن التسبب المباشر فى الحادث ينحصر فيما بين عامل المزلقان وملاحظ البلوك , وترك تحديد أيهما أو كليهما للنيابة العامة .. مشيرا إلى أن التحريات بينت أن الاعتماد على العامل البشرى فى تنظيم عمل المزلقانات والبلوك هو السبب الأكبر للحوادث. وقال إنه تبين عدم وجود آلية موثقة لمتابعة العمال المسئولين عن المزلقانات خاصة وأنه كان يجب تشديد الرقابة والمتابعة للعمال من قبل المسئولين عنهم وهم مهندسو الحركة , التشغيل , مفتش الدريسة , مدير المنطقة .. كاشفا عن تهرب هولاء المسئولين من الحضور لمقابلة أعضاء اللجنة رغم استدعائهم لأكثر من مرة والانتقال إلى مقر عملهم بعد انتهائهم من المعاينة وتشغيل الخط. وأوضح أن محافظ أسيوط أكد للجنة أن كل من حاول الاعتداء على رئيس الوزراء وحاول قطع الطريق لم يكن لهم علاقة بأسر الضحايا وأنهم كانوا مجموعة من المجهولين و "غرباء " وأشار إلى شكوى مجموعة من عمال السكة الحديد من إجبار مهندسى السكة لعمال الصيانة على العمل بالمزلقانات , فضلا عن إرسالهم فاكسات لوزير النقل ومسئولى الهيئة أكثر من مرة للشكوى من خطورة هذا الأمر ولكن دون أدنى استجابة. وقال إن عامل المزلقان والبلوك الوردية يعمل 12 ساعة , والمرتب للدرجة الخامسة يتراوح ما بين 400 و500 جنيه ونحو 920 جنيها , وإذا حقق أجرا إضافيا عن ساعات عمل إضافية يتقاضى 300 جنيه , وإذا استمر فى ورديات يحصل على 100 جنيه. لافتا إلى أن الحصول على الحافز يشترط العمل بمعدل 22 يوما ولا يحصل على أجازات مرضية إلا فى حالات العمليات الجراحية. ومن جهته .. أكد وزير الصحة محمد مصطفى حامد أن عربات الإسعاف أول من تواجدت عقب وقع الحادث مباشرة , مشيرا إلى أن أول عربة إسعاف وصلت الساعة 05ر7 فيما وصلت الثانية الساعة 10ر7 والثالثة 23ر7 والرابعة 26ر7. وقال وزير الصحة إنه عند تمام الساعة الثامنة صباحا كان هناك 45 سيارة إسعاف متواجدة فى الموقع , موضحا أن معظم الحالات التى تم انتشالها من مكان الحادث كانت حالات وفاة .. وتم نقلها لمستشفى الجامعة. وأضاف "إننا أرسلنا لاستقدام أساتذة من جامعة القاهرة وعين شمس ليكونوا تحت تصرف المصابين وخاصة الحالات الحرجة" .. مشيرا إلى أن الحالات التى دخلت المستشفى كان بها بتر فى بعض الأطراف. كانت لجنة لجنة النقل والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات بمجلس الشورى برئاسة محمد صادق سراج قد أكدت أن الحادث المروع الذي وقع بأسيوط هو استمرار لسلسلة الحوادث التي تعانيها مصر منذ عقود , وأن حوادث السكة الحديد محتملة الحدوث في أي وقت إذا استمرت المنظومة على ما هي عليه. وأشارت اللجنة - في تقريرها - أن المتسبب المباشر في الحادث ينحصر فيما بين عامل المزلقان وملاحظ البلوك , وتركت تحديد أيهما أو كلاهما للنيابة والتحريات , مشيرا إلى أن الاعتماد مازال على العامل البشري في تنظيم عمل المزلقانات والبلوكات وعدم مراقبة وملاحظة أداء وتواجد العمال واتباعهم لتعليمات التشغيل هو السبب الأكبر للحوادث. ونوه التقرير إلى نقص العمالة المؤهلة , حيث توقفت التعيينات منذ عام 2006 , كما تبين للجنة التي قامت بزيارة أسيوط ( من مجلس الشورى ) عدم وجود آلية موثقة ثابتة لمتابعة العمال المسئولين عن البلوك والمزلقانات. وطالبت اللجنة فى تقريرها ضرورة الإسراع فى تنفيذ مشاريع كهربة الخطوط والربط الآلي بين أجزاء الشبكة ورصد ميزانية سريعة أو السعي إلى منحة لتنفيذ المشروع بالسكك ذات الأولوية. وأوصت بضرورة وضع السكة الحديد وتطويرها وإعادة هيكلتها في أولويات الدولة المصرية وأن ترصد أعلى الميزانيات, مؤكدة أن الاعتماد على العامل البشري وعدم وجود ميكنة وربط كهربي , رغم أنه أسلوب بدائي , كان يجب تشديد الرقابة والمتابعة للعمال من قبل المسئولين عنهم وهم مهندسي الحركة والتشغيل. كان مجلس الشورى قد وقف دقيقة حدادا على أرواح الضحايا خلال جلسته الاستثنائية اليوم برئاسة د.أحمد فهمى , الذى قال - فى كلمة له أمام الجلسه - " إن مصر فزعت بهذا الحادث الأليم الذى فوجئنا به" , ودعا الله أن يتغمد الجميع برحمته , موضحا ان المجلس فور علمه بالحادث تحرك على الفور من خلال لجنة النقل بالمجلس للوقوف على أسباب الحادث.