طهران _صوت الأمارات
أكد القادة العرب ضرورة صيانة الأمن القومي العربي، والعمل على مكافحة الإرهاب، والإدانة الحازمة لكل أشكال العمليات والأنشطة الإجرامية التي تمارسها التنظيمات الإرهابية في الدول العربية والعالم.
وشدد القادة في قرار بشأن "صيانة الأمن القومي العربي ومكافحة الإرهاب" صادر مساء اليوم في ختام أعمال القمة العربية العادية الـ29 التي عقدت في الظهران" برئاسة السعودية ، على إدانة رفع الشعارات الدينية أو الطائفية أو المذهبية أو العرقية التي تحرض على الفتنة والعنف والإرهاب.
وأوضح القادة العرب أن الحلول العسكرية والأمنية وحدها غير كافية لدحر الإرهاب، مؤكدين ضرورة اعتماد استراتيجية عربية شاملة متعددة الأبعاد لمكافحة الإرهاب ومنع وقوعه تتضمن الأبعاد السياسية والاجتماعية والقانونية والثقافية والإعلامية والدينية، وفقا لقرارات مجلس جامعة الدول العربية الصادر بهذا الشأن على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري.
ودعوا إلى مواصلة التعاون القائم بين الدول العربية لمكافحة الإرهاب والتطرف وتكثيف الجهود المشتركة لاجتثاثه من جذوره، وذلك من خلال تفعيل بنود وأحكام الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب مطالبين الدول العربية التي لم تصدق بعد على الاتفاقية والاتفاقيات العربية ذات الصلة بمكافحة الإرهاب بإتمام إجراءات التصديق عليها وإيداع وثائق التصديق لدى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية.
و حث القادة الدول العربية على تكثيف التعاون العربي الثنائي والجماعي في مجال تبادل المعلومات المتعلقة بمكافحة التنظيمات الإرهابية وتفعيل أحكام المادة 4 من الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب التي تنص على تعاون الدول الأطراف لمنع ومكافحة الجرائم الإرهابية طبقا للقوانين والإجراءات الداخلية لكل دولة.
ودعا القادة العرب الدول إلى الامتناع عن تقديم أي شكل من أشكال الدعم الصريح أو الضمني للكيانات أو الأشخاص الضالعين في الأعمال الإرهابية، مع التشديد على رفض كل أشكال الابتزاز من قبل الجماعات الإرهابية من تهديد أو قتل الرهائن أو طلب الفدية.
و أشادوا بما حققته الدول الأعضاء بالجامعة العربية من انتصارات واسعة ضد الإرهاب وما توصلت إليه من إنجازات في دحر المنظمات الإرهابية والجماعات المتطرفة، داعين إلى مواصلة هذه الجهود بما يكفل إنهاء الإرهاب والتطرف بجميع مظاهره وصوره.
و رحبوا بوضع أسماء بعض الأشخاص الذين ينتمون لما يسمى " سرايا الأشتر" الإرهابية في مملكة البحرين على قائمة الإرهابيين معتبرين أن هذا الموقف يعكس إصرار دول العالم على التصدي لكل أشكال الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي وكل من يقوم بدعمه أو التحريض عليه أو التعاطف معه وأكدوا أنه يمثل دعما لجهود البحرين و الإجراءات التي تقوم بها في تعزيز الأمن والاستقرار والسلم بالمملكة.
و دعا القادة العرب الدول الأعضاء إلى اتخاذ الإجراءات القانونية والقضائية اللازمة للحيلولة دون سفر الإرهابيين الأجانب للالتحاق بتنظيمات إرهابية والانتقال إلى مراكز الصراع وحرمانهم من أي ملاذات آمنة وتقديمهم للعدالة للمساءلة عما ارتكبوه من جرائم إرهابية.
و حث القادة العرب، الدول الأعضاء على تعزيز تعاونها وتكثيف جهودها لتنفيذ الاتفاقية العربية لمكافحة جرائم تقنية المعلومات لحرمان التنظيمات الإرهابية من استخدام التكنولوجيا ووسائل التواصل الاجتماعي للحيلولة دون بث دعايتها والترويج للكراهية والفتنة الطائفية والمذهبية وبث رح الفرقة بين أبناء المجتمع مع التشديد على عدم المساس بحرية الرأي والتعبير، التي تحميها القوانين الوطنية والمواثيق الإقليمية والدولية المصادق عليها.
و دعوا الدول الأعضاء إلى تزويد الأمانة العامة بتقارير شاملة حول التجارب الوطنية التي تقوم بها لمواجهة الإرهاب بما في ذلك نتائج أعمال المؤتمرات والندوات التي تنظمها حول مكافحة الإرهاب والمنظمات الإرهابية كما دعوا الدول العربية إلى موافاة الأمانة العامة بمساعيها وجهودها وإجراءاتها الوطنية في مجال اعتماد وإنفاذ القوانين التي ترمي إلى منع حيازة الإرهابيين لأسلحة الدمار الشامل أو مكونتها.
وطالب القادة الدول الأعضاء بتقديم تصوراتها واقتراحاتها بشأن تطوير آليات العمل العربي المشترك المتعلق بصيانة الأمن القومي العربي ومواجهة التنظيمات الإرهابية، تمهيدا لاعتماد استراتيجية شاملة لمكافحة ظاهرة الإرهاب، وتطوير آليات متابعة العمل العربي المشترك المعنية بمواجهة الإرهاب والتنظيمات الإرهابية وفقا للقرارات الصادرة عن مجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة وعلى المستوى الوزاري.
و دعا القادة الدول العربية إلى بذل المزيد من الجهود لمكافحة مصادر تمويل الإرهاب واستخدام التنظيمات الإرهابية لتكنولوجيا المعلومات لتمويل النشاطات الإرهابية عبر شبكات الإنترنت، تنفيذا لأحكام الاتفاقية العربية لمكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب، مع أخذ العلم بتقرير الاجتماع الثالث والعشرين لفريق الخبراء العرب المعني بمكافحة الإرهاب المنعقد بمقر الأمانة العامة خلال الفترة من 27 إلى 28 فبراير 2018والتوصيات الصادرة عنه.
ورحب القادة العرب بنتائج وتوصيات ورشة العمل العربية الثالثة بشأن ظاهرة المقاتلين الإرهابيين الأجانب بعنوان "استغلال المقاتلين الإرهابين الأجانب لوسائل التواصل الاجتماعي وتكنولوجيا المعلومات لتجنيد مقاتلين جدد.. المخاطر والتحديات" والتي عقدت بمقر الأمانة العامة لمقر جامعة الدول العربية خلال الفترة من 12 إلى 13 ديسمبر 2017.
وطلبوا من الأمين العام لجامعة الدول العربية متابعة تنفيذ هذا القرار وإعداد تقارير دورية بشأن إجراءات تنفيذها وتقديمها للمجلس في دورته المقبلة.