دبي - صوت الامارات
مكالمات كان لها وقع السحر تلقاها مسافرون عبر مطار دبي من الإدارة العامة لأمن المطارات، غيرت كثيرًا من واقع حزين عاشوا فيه بسبب فقدان معثورات مهمة، بعضها مدخرات حياتهم بالكامل، وبعضها كان سببًا في إلغاء مشاريع مهمة، مثل الزواج، إذ قال مدير الإدارة العامة لأمن المطارات، العميد علي عتيق بن لاحج، إن الضغوط النفسية التي تصاحب السفر تكون سببًا في ارتباك كثير من المسافرين، ما يجعلهم عرضة لنسيان أمور مهمة تصل أحيانًا إلى أطفالهم أو ذويهم، لذا تحرص الإدارة العامة لأمن المطارات أن تكون قريبة منهم، للتخفيف عنهم والتواصل معهم إذا غادروا الدولة، مشيرًا إلى أن كثيرًا من المواقف الإنسانية تحدث بشكل متكرر في المطارات.
ومن الحالات اللافتة التي سجلتها الإدارة أخيرًا، وفق بن لاحج، حالة مسافر آسيوي ظل يعمل في المملكة العربية السعودية أعوامًا طويلة في مهنة بسيطة يدخر منها قدر استطاعته، ثم قرر العودة نهائيًا إلى بلاده، فجمع كل مدخرات ومنها مكافأة نهاية خدمته وسافر من الرياض وهبط ترانزيت ساعات قليلة في مطار دبي ثم واصل رحلته إلى بلاده.
ويضيف بن لاحج " أن مفاجأة غير سارة كانت في انتظار هذا المسافر حين وصل إلى بلاده، إذ اكتشف ضياع الحافظة التي تحوي كل نقوده، وحاول تحديد المكان الذي فقدها فيه دون جدوى، حتى انقطع به الأمل وأيقن أن لا مجال لاستعادتها مجددتها".
في المقابل كان هناك فريق من الإدارة العامة لأمن المطارات يواجه مشكلة أخرى، وهي تحديد هوية شخص فقط حافظة تحوي مبلغًا يقارب 20 ألف درهم، ورغم عدم وجود أي قرائن تدل عليه، نظرًا للعثور على الأموال في منطقة الترانزيت، إلا أن فريق العمل لم يفقد الأمل، وتتبع الكاميرات حتى وصل إلى صورة صاحب النقود، ثم تابع خط سيره عبر النظام حتى توصل إلى معلومات حول وجهته والدولة التي سافر منها، والوجهة التي يسافر إليها، ثم بدأ رحلة أخرى في محاولة الوصول إلى طريقة للتواصل معها، وتكللت الجهود بالنجاح في التوصل إلى رقم هاتفه.
ويشير العميد علي عتيق بن لاحج إلى أن المكالمة كانت مؤثرة، لأن المسافر رجل بسيط جدًا ويعيش في قرية ببلاده، بل أن يتحدث لهجة معينة لا يجيدها كثيرون، وحين سأل عن ما إذا كان فقد شيئًا منذ عدة أشهر، قال بيأس إنه فقد كل مدخراته، وكانت مفاجأة كبيرة حين أبلغه الشرطي أنه نقوده لدى الإدارة العامة لأمن المطارات وسوف تصل إليه كاملة، فكاد الرجل أن يبكي مؤكدًا أنه خطط لإقامة مشروع بسيط في قريته لكنه عجز ذلك، وأبدى تقديره البالغ لشرطة دبي، التي أرسلت إليه النقود.