أبو ظبي - سعيد المهيري
اعتمدت دولة الإمارات قرار مؤتمر الأمم المتحدة المعني باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية "يونيسبيس +50" مع ختام أعماله الأسبوع الماضي في العاصمة النمساوية "فيينا"، والذي يؤكد على قطاع الفضاء بوصفه دافعًا للتنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة.
جاء ذلك خلال مشاركة وفد رفيع المستوى من الدولة برئاسة الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي، وزير الدولة لشؤون التعليم العالي والمهارات المتقدمة رئيس مجلس إدارة وكالة الإمارات للفضاء، في الجلسة الختامية للمؤتمر، والذي أقيم خلال الفترة بين 18 و21 يونيو/حزيران الجاري بالتزامن مع الذكرى الـ50 لانطلاقته.
الأغراض السلمية
ويؤكد القرار على ما قدمته لجنة الأمم المتحدة لاستخدام الفضاء الخارجي في الأغراض السلمية، وبدعم من مكتب الأمم المتحدة لشؤون الفضاء الخارجي، على مدى السنوات الخمسين الماضية من منصات فريدة لتعزيز سبل التعاون الدولي في مجال الأنشطة الفضائية على المستويات كافة ، وذلك بهدف تعزيز الحوار بين الدول المتقدمة والناشئة في مجال الفضاء لدعم جهود بناء قدرات هذه الدول، ومواصلة رسم ملامح الحوكمة العالمية لأنشطة الفضاء الخارجي بما يعود بالفائدة على المعرفة البشرية وكوكب الأرض.
الحد من مخاطر الكوارث
ويسلط القرار الضوء على ما يتطلبه تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030، وإطار "سِنداي" للحد من مخاطر الكوارث، والالتزامات التي تعهّدت بها الدول الأطراف في اتفاق باريس، من تنسيق ودعم أقوى على المستويات الدولية، وتحسين سبل الوصول إلى البيانات والتطبيقات والبنية التحتية الفضائية ومشاركتها.
و قال الدكتور أحمد عبدالله بالهول الفلاسي "يؤكد هذا القرار الاستراتيجي على مدى أهمية بناء القدرات، والتعليم والتدريب في مجال علوم وتكنولوجيا الفضاء، حيث من الضروري للدول والأطراف المعنية، وبدعم من الأمم المتحدة، التعاون فيما بينها لتعزيز القدرات والإمكانيات والتبادل المعرفي في هذه المجالات".
وأضاف "ستواصل علوم وتكنولوجيا الفضاء وتطبيقاتها حيازة دور أساسي في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 ، والتي تجلب المنفعة للإنسانيّة عبر تطوير المعرفة البشريّة والوصول إلى التنميّة المستدامة، ونلتزم في دولة الإمارات العربية المتّحدة ممثّلةً بوكالة الإمارات للفضاء بأن نكون جزءً من هذه الاستراتيجية طويلة المدى ودعمها بشكل كامل من خلال تبني هذا القرار الجديد".
عامل نجاح
وقال خلال البيان الوزاري الذي قدّمه خلال فعاليات المؤتمر: "يعتبر التعاون الإقليمي والدولي عامل نجاح أساسي لدينا. إذ وقعنا اتفاقيات ومذكرات تعاون وتفاهم مع العديد من أهم وأبرز الوكالات الفضائية حول العالم، وذلك في إطار تبادل المعلومات والمعارف والبيانات والخبرات، كما نقوم بالعمل عن كثب مع قادة قطاع الفضاء على مستوى العالم العربي لتعزيز التعاون ودعم برامج الفضاء الوطنية وقدرات المنشآت البحثية والعلمية لديهم، فالإمارات ملتزمة دائماً بثقافة التبادل والنقل المعرفي والتعاون الهادف".
وكانت وكالة الإمارات للفضاء قد سعت من خلال المشاركة في المؤتمر إلى تسليط الضوء على جهود الدولة في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة، بدءاً من الحد من التغييرات المناخية باستخدام الأقمار الاصطناعية ووصولاً إلى دعم جهود البحث العلمي لمواجهة تحديات المياه والغذاء.
يذكر أن مؤتمر الأمم المتحدة المعني باستكشاف الفضاء الخارجي واستخدامه في الأغراض السلمية "يونيسبيس +50" يقام بالتزامن مع الذكرى الـ50 لانطلاقته، وجمع كوكبة من قادة القطاع الفضائي ووكالات الفضاء حول العالم، إلى جانب رؤساء الشركات والخبراء الأكاديميين، وذلك لمناقشة مجالات التعاون المختلفة بما في ذلك تطوير واعتماد قرارات من شأنها توجيه السياسات وأطر العمل المشتركة خلال الأعوام القادمة.
وتأسست وكالة الإمارات للفضاء في العام 2014، لتعمل على تنظيم ودعم ورعاية قطاع الفضاء الوطني في دولة الإمارات العربية المتحدة. ويشمل ذلك المشاريع والمهمات الفضائية للدولة، من بينها التمويل والإشراف على مشروع "مسبار الأمل" الذي يعُد أول برنامج تخوضه دولة عربية وإسلامية لاستكشاف كوكب المريخ.
وتهدف الوكالة، التي تعتبر أول وكالة فضاء وطنية في المنطقة، إلى تقديم مساهمة بارزة للتنويع الاقتصادي في الدولة، إلى جانب تحضير قادة قطاع الفضاء في المستقبل من خلال مجموعة من برامج تطوير القدرات، إضافة إلى رفع مستوى الوعي بأهمية علوم الفضاء ومواد العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات في المجتمع الإماراتي. كما تتولى الوكالة مسؤولية إصدار تشريعات وقوان