جماعة الحوثي

أعلنت مصادر محلية في العاصمة صنعاء أن طقمان وسيارة جيب مدججين بالمسلحين تابعين لجماعة الحوثي اقتحمت وزارة الخارجية بعد ظهر يوم أمس السبت، وفور عملية الاقتحام أصدر المسلحون توجيهاتهم بمنع دخول وزير الخارجية المهندس هشام شرف وموظفّي الوزارة للمبنى بتوجيهات، وفق زعمهم، من رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصمّاد الذي تفيد المصادر بأنه لم يكن على عِلم بالحادثة.

وقالت المصادر إن هذا الإجراء يأتي من قِبل هذه الجماعة، وحسب مصادر مطلعة، على خلفية وجود تباينات بين الوزارة وعدد من أعضاء المجلس السياسي الأعلى الذين يتبعون الحوثيين، وذلك بشأن التواصل مع دول العالم، حيثُ تبحث الوزارة والحكومة عن بدائل وحلول مقبولة ومشرّفة لإحلال السلام في اليمن. والمصادر ذاتها أكدت بأن الوزير شرف يرى بأن السلام المستدام والمشرف هو الذي يخدم الشعب اليمني بكل قواه وأطيافه، وليس فقط بما تراه قوى معينة بحد ذاتها.

ولفتت إلى أن أداء الوزير ربما لا يتفق مع أجندة ورؤية بعض الأطراف في الجماعة وممثليهم في المجلس السياسي الأعلى الذين يريدون فرض هيمنتهم ووجهة نظرهم على الخارجية ووزيرها. مشيرة إلى أن هناك من يريد تحويل الوزير إلى مجرد سكرتارية تعكس وجهة نظرهم، وهذا الأمر لاقى رفضا من قِبل المهندس شرف، الذي يشدد - حسبما أكدت - على مسألة وجود حكومة يرأسها الدكتور بن حبتور ،وهناك - أيضا - محددات وتوجيهات بإنتهاج سياسة خارجية متّزنة تعمل على كسب تعاطف العالم مع الشعب اليمني، وليس تنفيره. مؤكدة بأن الوزير ينتهج هذه السياسة المعتدلة من أجل التخفيف عن معاناة اليمنيين، الأمر الذي ربما قد يكون وراء دفع أحد أعضاء المجلس السياسي الأعلى المحسوبين على أنصار الله بإرسال تلك المجموعة المسلحة للتهجم على الوزارة واقتحامها، مستغلين اسم رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد الذي تقول المصادر بأنه لم يكن على علم بعملية الاقتحام.

 ورجّحت إلى أن يكون بطل هذه الغزوة الجديدة من قِبل جماعة الحوثي هو مهدي المشاط، عضو المجلس السياسي الأعلى. مصادر افادت ان وزير خارجية الانقلاب هسام شرف من جانبه ندد بهذا التصرُّف الهمجي وإستخدام القوة بهذه الطريقة التي تم من خلالها إقتحام وزارة الخارجية بصورة مخالفة للنظام والقانون والدستور .  وفي السياق ذاته أفادت مصادر  أن رئيس المجلس السياسي الأعلى صالح الصماد، بعد أن علِم بهذه العملية التي تُضاعف من نزف سمعة ورصيد جماعته في الساحة، وجه برفع المسلحين ومغادرتهم وزارة الخارجية.

وعلَّق ناشطون على هذا الاقتحام ، قائلين بأنه غير مستغرب على أطراف في جماعة الحوثي القيام به، مؤكدين بأنه يعكس قِلة احترام من قِبلهم تجاه الدولة ومؤسساتها، كما ذهب البعض إلى ما هو أكثر من ذلك، مفسرا له بأنه تقليل من مكانة رئيس المجلس المجلس السياسي وتوظيف اسمه في عملية الاقتحام، على اعتبار أنه لا ينتمي للجماعة سلاليا . هذا وقد علّق مقربون من جماعة الحوثي على عملية اقتحام على إنها إعلان منهم بعدم رضاهم عن السياسة الخارجية التي تتبعها حكومة الإنقاذ الوطني ووزيرخارجيتها. وأكدت المصادر بأن وزير الخارجية وموظفي الوزارة كانوا قد غادروا الوزارة، بعد إنتهاء الدوام،وقبل أن يتم التهجم على الوزارة واقتحامها من قبل مسلحي الحوثي.