المجلس الوطني الاتحادي

عقد المجلس الوطني الاتحادي اليوم بالتعاون مع وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي منتدى " نهج الشورى في فكر زايد" وذلك في قاعة زايد بمقر المجلس بأبوظبي.    تناول المنتدى جذور الشورى في الإمارات والانتقال من المجالس إلى المجلس الوطني الاتحادي كأحد السلطات الدستورية الخمس ونهج الشورى الذي تأسست عليه دولة الإمارات برؤية المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه ويواصل هذا النهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله.   وأكد المتحدثون في المنتدى أن المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه جعل من مبدأ الشورى اصلا من أصول الحكم وأن إرثه يضعنا أمام منظومة متكاملة لأسس الشورى الحقة حيث وضع برؤيته الثاقبة أسس ومبادئ ودعائم المشاركة السياسية المتمثلة في الأمانة والإخلاص والقدرة على تحمل المسؤولية وكان دائما يؤكد على أن ممارسة الشورى عبر المجلس الوطني الاتحادي إنما هي امتداد لواقع يضرب بجذوره في تاريخ المجتمع الإماراتي.   ويمثل المنتدى الذي حضره أعضاء المجلس الوطني الاتحادي وعدد من المهتمين والمدعوين والمتخصصين وطلبة الجامعات مقاربة منهجية ورؤية تخصصية عميقة لنهج الشورى في فكر القائد المؤسس الذي غرس في أبناء شعبه منظومة متكاملة من القيم والمبادئ فحضارات العالم وإرثها الإنساني لم تنهض وتحقق مبتغاها في التطوير إلا بقادة أفذاذ حملوا على عاتقهم قيمة الشورى كركيزة لتقدمهم والإنصات والتشاور مع الأخرين أسلوب عمل لبناء أممهم وتشييد أركان عمران حضارتهم.   ويأتي المنتدى ضمن فعاليات المشاركة المجتمعية التي تستهدفها الخطة الاستراتيجية للمجلس الوطني الاتحادي للأعوام 2016ـ -2021 ويعقد بشراكة استراتيجية مع وزارة شؤون المجلس الوطني الاتحادي في تجسيد لروح الفريق في العمل خدمة شعب الاتحاد وتحقيق تطلعات قيادتنا الرشيدة.   وركز المنتدى على استعراض جذور نهج الشورى في بيئة دولة الإمارات العربية المتحدة ومظاهره وأهم ملامحه وعرض أبرز سمات القيادة في الفكر السياسي للقائد المؤسس واستخلاص أبرز الممارسات المتعلقة بنهج الشورى مع إخوانه القادة المؤسسين ومأسسة نهج الشورى في المجلس الوطني الاتحادي وفق رؤية المغفور له الشيخ زايد وقراءة تحليلية لخطابات القائد المؤسس في المجلس الوطني الاتحادي واستخلاص أبرز الدروس لفلسفة المؤسس القائمة على نهج الشورى واستعراض دور المجلس الوطني الاتحادي التشريعي والرقابي خلال مرحلة التأسيس وتطور التجربة التنموية الشاملة من خلال ممارسة المجلس لأدواره المنوطة به.   وقالت معالي الدكتورة القبيسي في كلمة لها افتتحت فيها أعمال المنتدى ان المجلس الوطني الاتحادي هو ترجمة ومعنى للتطبيق الفعلي لأركان الشورى التي كانت وما زالت تعبيراً صادقاً عن فكر ورؤية القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان ال نهيان – طيب الله ثراه.   و اضافت ان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان – طيب الله ثراه جعل من الشورى أسلوب حياة ومرتكزا لصناعة واتخاذ القرار وآلية عمل أساسية في بناء وعمران الدولة وتشييد حضارتها .. وعلى هدى هذا النهج سار على خطاه خلفه صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد رئيس الدولة – حفظه الله- وصاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي و صاحب الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة وإخوانهم أصحاب السمو الشيوخ أعضاء المجلس الاعلى حكام الإمارات.   وعقدت الجلسة الأولى من المنتدى بعنوان " نهج الشورى في فكر زايد : دروس في نهج الشورى" برئاسة سعادة أحمد شبيب الظاهري الأمين العام للمجلس وشملت محورين.. الأول تحدث فيه سعادة ابراهيم الحديدي الشامسي عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقا حول "استعراض جذور نهج الشورى في بيئة دولة الإمارات العربية المتحدة ومظاهره وأهم ملامحه" والمحور الثاني تحدث فيه سعادة أحمد بن سلطان الجابر عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقا حول "عرض أبرز سمات القيادة في الفكر السياسي للقائد المؤسس واستخلاص أبرز الممارسات المتعلقة بنهج الشورى مع إخوانه القادة المؤسسين".   و قال سعادة أحمد شبيب الظاهري : نستمع بشكل مباشر في هذا المنتدى من الذين رافقوا وعايشوا وعملوا مع الشيخ زايد وكانوا أعضاء في المجلس الوطني الاتحادي لعدة دورات وهم من رجالات الدولة وأعيانها وخدموا مع الشيخ زايد في مواقع مختلفة.   وقال سعادة إبراهيم الشامسي ان رؤية المغفور له الشيخ زايد كانت العمل من اجل خدمة أبناء الدولة والمواطنين ومساعدتهم للوصول إلى الأهداف العليا وكان يحرص على تذليل الصعاب بالحكمة وتسخير المال وكل شيء .   واستعرض دعم المغفور له الشيخ زايد للمجلس الوطني الاتحادي الذي تزامن تأسيسه بفضل رؤية الشيخ زايد مع انطلاق تجربة الاتحاد مشيرا إلى العديد من القصص التي توثق نهج الشورى ومتابعة أعمال المجلس وكيفية اختيار أعضاء المجلس من مختلف الإمارات.   بدوره قال سعادة أحمد بن سلطان الجابر ان الترابط كان عميقا بين المغفور له الشيخ زايد وبين شعبه وانتقلت محبته الى الشعوب العربية وإلى شعوب العالم وأصبح محبوبا لدى الجميع ..مؤكدا أن زايد سيبقى دائما خالدا في الوجدان .   وتطرق إلى بداية تأسيس المجلس الوطني الاتحادي عام 1972 منوها ان المغفور له الشيخ زايد كان يتابع جلسات المجلس أولا بأول ويتحاور مع فريق الحكومة وفريق المجلس لتنفيذ الخدمات للمواطنين في جميع إمارات الدولة.. مضيفا أن المجلس الوطني الاتحادي كان دائما يتواصل مع الشيخ زايد ويطلعه على مناقشاته وتوصياته ونبض شعب الاتحاد.   و عقدت الجلسة الثانية بعنوان "من المجالس إلى المجلس : مأسسة نهج الشورى في المجلس الوطني الاتحادي وفق رؤية المغفور له الشيخ زايد" برئاسة سعادة الدكتور سعيد الغفلي وكيل وزارة مساعد لشؤون المجلس- وزارة الدولة لشؤون المجلس الوطني الاتحادي وشملت محورين تحدث في الأول سعادة محمد الزعابي عضو المجلس الوطني الاتحادي سابقا حول قراءة تحليلية لخطابات القائد المؤسس في المجلس الوطني الاتحادي واستخلاص أبرز الدروس لفلسفة المؤسس القائمة على نهج الشورى، وفي المحور الثاني تحدثت سعادة روية السماحة عضوة المجلس الوطني الاتحادي سابقا حول استعراض دور المجلس الوطني الاتحادي التشريعي والرقابي خلال مرحلة التأسيس وتطور التجربة التنموية الشاملة من خلال ممارسة المجلس لأدواره المنوطة به.   وقال سعادة الدكتور سعيد الغفلي ان هذه الجلسة تحمل عنوانا مهما في فكر الشيخ زايد ومنطلق الحديث يتأتى من النظرة العبقرية للشيخ زايد لدى تأسيس الدولة والانتقال من فكرة المجالس إلى المجلس ونقله بصورة حضارية وتجسيده بدستور الدولة والذي يشكل أحد السلطات الاتحادية.. ونهج الشورى كان متأصلا في تراث الدولة المجتمعي وقيمة من قيم الدين الإسلامي الحديث.   وأضاف لم يكن إنشاء المجلس بغريب على المجتمع بل كان متأصلا في نظام الحكم قبل قيام الاتحاد، والشيخ زايد عندما كان يتحدث عن المجلس كان يقول هذا مجلس الجميع حتى أصبحت هذه المقولة راسخة في الادبيات في الدولة، والمجلس كتب له التواجد بشكل قوي كأحد مرتكزات نظام الحكم في الدولة وإدارة الدولة الحديثة.   وقال لقد جاء خطاب التمكين السياسي لصاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان حفظه الله عام 2005 لتمكين المجلس من ممارسة اختصاصاته.   بدوره قال سعادة محمد عبدالله الزعابي أن خطابات الشيخ زايد لافتتاح المجلس كانت ترسم ملامح عامة واستراتيجية وسياسة دولة الإمارات الداخلية والخارجية .. و هي مرجع أساسي عن الدولة منذ تأسيس الاتحاد والمجلس وهي مهمة للباحثين حيث تتناول كافة المجالات ..مضيفا أن الشيخ زايد كان له ترتيب في الأولويات ويحرص في افتتاحات الأدوار أن يحضر بنفسه وأن يصطحب في معيته حكام الإمارات لحضور جلسات المجلس أو حضور حفل الافتتاح رغم مشاغله ..مبينا ان خطابات اليشخ زايد رحمه الله كانت تركز على تحمل المسؤولية ..وخطاباته كانت تحمل أعضاء المجلس المسؤولية بالمشاركة والتعاون وهذا ما جسده الدستور بمبدأ الشورى وبتقديم الرأي والمشورة والتعاون مع الحكومة لتحقيق آمال ومثل وقيم ومبادئ وأصالة شعب الاتحاد.   بدورها تطرقت سعادة روية السماحي إلى دور المجلس الوطني الاتحادي التشريعي والرقابي ..وقالت ان الدورات السابقة للمجلس مثلت نبراسا ومنهجا نسير عليه وهو جزء من نهج الشورى في فكر زايد ..مستعرضة دور المجلس في اقرارا الدستور الدائم والوصول الى تمكين مختلف المؤسسات ومنها المجلس الوطني الاتحادي.   وأضافت انه لدى الحديث عن اختصاصات المجلس لا بد من الحديث عن برنامج التمكين السياسي لصاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله الذي أعلنه عام 2005 والذي كان بمثابة الخطة الوطنية التي سار عليها المجلس وانبثق عنها اللجنة الوطنية للانتخابات ودخول المرأة للمجلس والمشاركة السياسية كناخبة وعضوة.   وأشارت إلى الفصل التشريعي الرابع عشر الذي بدأ عام 2007 والذي شهد دخول أول سيدات للمجلس ودخول 20 عضوا منتخبين، وأيضا كانت الجلسة الأولى في هذا الفصل بتاريخ 12 فبراير عام 2007 مشيرة إلى اختصاصات المجلس التشريعية والرقابية منذ التأسيس ولغاية الفصل التشريعي الرابع عشر.   وقالت هناك بعض التطورات التي طالت الأدوات الرقابية في المجلس واستخدامها للوصول بالعمل البرلماني إلى أفضل حالاته ليكون المجلس سلطة داعمة ومساندة ومرشدة للسلطة التنفيذية مشيرة إلى أهمية طرح السؤال وتنبي الموضوع العام لدى مناقشات المجلس.