قرار الحوثيين بقطع يد السارق

لا زال حكم الحوثيين بقطع يد السارق، حديث السائل والمجيب في اليمن، فعلى الرغم من إعادة حكومة الحوثيين لعدد من السارقين الأسبوع الماضي من ميدان التحرير في العاصمة صنعاء، بعد جمع الناس لمشاهدة تنفيذ الحكم  بقطع أيديهم، عبر الكثير أن الحوثيين لا يختلفون عن تنظيم "داعش"، فيما ذهب البعض إلى إكثر من ذلك، حيث قال  وزير الثقافة اليمني السابق، خالد الرويشان، في منشور له على صفحته في "فيسبوك" تحت عنوان "دواعش صنعاء": "سرقتم بلادًا وتقطعون يَدَ الجائع والمسكين، لا فرق بين دواعش القاعدة في المكلا، ودواعش الحوثيين في صنعاء، جميعكم تتسترون بقطع الأيدي" 

وأضاف الرويشان: "سارق العلانية يقطع سارق السّر، ويكفي أن نصف اليمنيين اليوم معاقون نفسيًا وجسديًا بسببكم وبسبب انقلابكم وحروبكم، إن أكبر سرقة هي انقلابكم المشؤوم 
بينما عبر منير محمد لـ" العرب اليوم"، أنه لو تم الحكم على السارق بقطع اليد، فكيف سيسلم الحوثيون على بعضهم?! ، موضحًا أن غالبية الحوثيين أضحوا يملكون الفلل والسيارات الفارهة، والمناصب، وكل ذلك نتيجة سرقتهم لأموال الشعب، منذ دخولهم صنعاء، ولا أحد يحاسبهم.

فيما أكد علي حمود، أن كافة المعسكرات ومؤسسات الدولة، تم نهبها من قبل الحوثيين، متساءلًا كيف يقطعون أيدي سارق الشنط أو سارق الطعام، من أجل إطعام أطفالهم، ولا يقطعون سارقي البلد بأكمله.

ولا يزال الحوثيين في أخذ ورد بشأن قطع يد السارق، الذين تم الحكم عليهم، وينتظر اليمنيون ما ستتوصل إليه محكمة صنعاء التي يديرها الحوثيون هذا الأسبوع، حيث يخشى الحوثيون من غضب الشارع عليهم .

من جانبه، أبرز الصحافي عبدالعليم محمد، أن سجن السارق يعد عقوبة، ولا يمكن قطع يده حتى لا يكون عالة على المجتمع، وبالذات في هذه الأيام التي بلغت المجاعة أشدها في اليمن، وهناك من يموتون جوعًا، حتى الموظفون بلا رواتب، مشددًا على أنه لا بد على الحوثيين أن يؤهلوا هؤلاء  السارقين، حتى يكتسبوا عملًا يعيلون بها أنفسهم وعائلاتهم، بدلًا من أن يقطعوا أيديهم فيخرحوا من السجن ناقمين على المجتمع، واختتم حديثه بالقول "إن الحوثيين بدأت نهايتهم". 

وحذر ناشطون من استغلال الحوثيين لتلك الأحكام، من أجل تحسين صورتهم الشوهاء أمام اليمنيين، خصوصا في ظل الأوضاع المأساوية التي تعيشها البلاد، حيث يقول محمد سعيد الناشط الحقوقي والاجتماعي "لقد أصبح المجتمع اليمني بحالة مأساوية، وأصبح البعض يأكل من براميل القمامة، لكن المليشيات لا تأبه لذلك فكل ما يهمهم  هو مصالحهم الشخصية فقط" .
وكان الحوثيون قد دعوا  في وسائلهم الإعلامية المختلفة السكان في العاصمة صنعاء، لحضور الحكم على قطع أيدي عدد من سارقي حقائب النساء وتلفونات، وسرقات بسيطة أخرى، لكنهم سرعان ما أرجئوا الحكم إلى وقت آخر لم يتم تحديده.