دبي – صوت الإمارات
"عزيزنا المتعامل، إن الهيئة بصدد صرف مستحقاتك التأمينية" رسالة نصية قصيرة أثارت حالة من الرعب وصدمة كبيرة لموظفة استلمتها في صبيحة أحد أيام إجازة نهاية الأسبوع، ولم تكن رسالة واحدة لتتغاضى عنها الموظفة، التي لم تتمالك أعصابها في تلك اللحظة، وحاولت التواصل مع مديرها المباشر لتعرف السبب وراء إرسالها.
هذه الرسالة تكررت ثلاث مرات في صباح واحد، وتطلب من مستلمة الرسالة أن تراجع أحد مراكز سعادة المتعاملين التابعة للهيئة العامة للمعاشات والتأمينات الاجتماعية على مستوى الدولة، وألا تنسى أوراقها الرسمية، مثل بطاقة الهوية وشهادة البنك، التي تحوي رقم حساب المتعامل "IBAN".
قراءتها للرسالة النصية القصيرة، التي لم تحمل بين كلماتها أي سبب رئيس لإنهاء خدماتها، جعلت شريط الأحداث لحياتها المهنية في الجهة الحكومية، يمر أمام عينيها للتأكد من أنها لم ترتكب خطأ فادحاً أثناء عملها، ولم تتسبب ولو بضرر بسيط تجاه جهة عملها، الأمر الذي دفعهم إلى الاستغناء عن خدماتها بهذه الطريقة.
إبلاغ الهيئة للموظفة برسالة نصية تفيد بإنهاء الخدمات، صدمة كبيرة، لكن أن تتكرر الرسالة ذاتها ثلاث مرات خلال ساعات بسيطة، دليل أنهم بالفعل أنهوا خدماتها من دون الرجوع إليها، ما سبب لها ضرراً نفسياً هي في غنى عنه، وخلال هذه اللحظة فكرت بالتواصل مع أكثر من شخص تعرفهم في العمل وفي الهيئة.
التأكد من نص الرسالة ومدى صحتها كان هاجسها خلال الساعة التي تلت تلقيها للرسائل، لذا توصلت أولاً مع مديرها المباشر الذي أكد لها أنها ما زالت تعمل لدى الجهة الحكومية المحلية، هذا التأكيد أوصلها إلى المرحلة الثانية، وهي التأكد من هيئة المعاشات والتأمينات الاجتماعية، التي أرسلت لها النسخ الثلاث من الرسالة.
الهيئة ردت على الموظفة بسرعة وكفاءة عاليتين، حتى في إجازة نهاية الأسبوع، إذ أكدت وباعتذار خاص أن النظام كان قد تعطل لدقائق معدودة، وأن الرسائل النصية كانت نتيجة هذا العطل الذي تداركته الهيئة حينها، وأن الرسالة لن تتكرر، موضحين في ردهم أنها ليست الإجراءات المتبعة، بل توجد نصوص عديدة في كيفية مخاطبة الموظف والموظفة حال إنهاء الخدمة، وأنه لا بد من اتباعها لضمان العدالة بينهم.