المواطن المزروعي

تمنى المواطن المشتكي من ظروف وغلاء المعيشة عبر إذاعة "عجمان" المحلية، علي محمد المزروعي، باستمرار صرف المعاش كاملًا لأسرته وبناته إذا توفاه الله في أي لحظة، لإصابته بالعديد من الأمراض، إضافة إلى شكواه من ارتفاع الأسعار، وضيق ذات يده، وقلة حيلته، في ضوء سكنه أيضًا في بيت بالإيجار.

 ويذكر أن المواطن المزروعي لديه من البنات ست تحديدًا بخلاف أبنائه الثلاثة، وخوفًا من من ألا يجدوا مصدرًا كافيًا للدخل، في ضوء اكتشافه أن نصف قيمة مساعدة الشؤون الاجتماعية التي يحصل عليها سوف تخصم عقب وفاته، كما هو متبع بشكل عام في ذلك - بما قد يعرّضهم للحاجة، كان وراء اتصال المواطن علي محمد المزروعي بإذاعة عجمان .

 وفي تفاصيل الواقعة، ما يرويه المواطن علي المزروعي قائلًا "أرهقتني الظروف المعيشية بصورة كبيرة، حيث كنت سائقًا في وزارة الزراعة لمدة عشرين عامًا، ومن ثم سقطت مريضًا فجأة، وفقدت القدرة على الحركة تمامًا، لدرجة أني كنت أنام في «حوش» البيت الشعبي الذي أقيم فيه في مدينة الشيخ خليفة في رأس الخيمة، بإيجار سنوي 55 ألف درهم، واحتار الأطباء في تشخيص مرضي، حيث أجمعوا أنه لا توجد علّة ظاهرة، وبالطبع تغيبت عن عملي لمدة قاربت على الشهرين، معتمدًا على توفر رصيد إجازات لي، وحينما شفاني الله سبحانه وتعالى، فوجئت بإنهاء خدماتي وكان ذلك عام 2011، حيث رفضوا في جهة عملي إحالتي للتقاعد، أو خصم أيام تغيبي من إجازاتي، وبالطبع انقطع راتبي الشهري الذي كنت أتقاضاه ويبلغ 11 ألف درهم، وكدت أفقد عقلي حينذاك من الحزن، إذ كيف أوفر احتياجات أسرتي، إلا أن الله كان رحيمًا بي".
 
وأضاف المزروعي "الحقيقة عندما ضاقت بي الحياة، وتكالبت الأمراض عليّ، من ضغط، وسكري، وغيرهما، فكرت للاطمئنان على مستقبل بناتي تحديدًا، فتوجهت للشؤون الاجتماعية لمعرفة ما إذا كانت المساعدة الشهرية التي أحصل عليها سيستمر صرفها كاملة لهن بعد وفاتي، فابلغوني أنه سيتم خصم ستة آلاف منها أي نحو نصفها، كما هو متبع حسب القانون، هنا كدت أفقد عقلي من الخوف عليهن، إذ كيف سيعشن، وهل سيمددن أيديهن بالتسول، وستأتي الحياة عليهن، وعلى مصيرهن، في ضوء أيضًا سكني بالإيجار منذ أعوام طويلة عقب استيلاء أحد الأشخاص على المسكن الشعبي الذي كنت حصلت عليه من برنامج الشيخ زايد للإسكان، حينما طلبت منه تأجيره لي، وأعطيته جميع الأوراق المتعلقة به، لأني كنت في طريقي للعلاج، واستدنت منه 150 ألف درهم لذلك، على أن يسترجعها من قيمة تأجيره بيتي، وعندما عدت وجدته باع البيت بـ650 ألف درهم، واستولى عليها، وضاع مني الأمان المكاني من وقتها، حيث أصبحت أتنقل مع أسرتي من بيت بالإيجار إلى آخر وهكذا".
 
وتابع المواطن "لذا قررت أن أتحدث في إذاعة عجمان من أجل ألا تتعرض بناتي للمذلة بعد موتي، حيث طالبت بزيادة قيمة المساعدة الاجتماعية الشهرية، والإبقاء على صرفها كاملة لكل من يحصلون عليها، حفاظًا على أسرهم من الضياع، لا سيما مع ارتفاع الأسعار الذي أدى لمعاناة كثيرين، كما طالبت أيضًا بمنحي مسكنًا أجمع فيه أسرتي، إلى جانب مساعدة جميع محدودي الدخل من المواطنين والمقيمين".
 
وكان اتصال المواطن لاقى ردود فعل عدة، وسخط شعب عام تجاه سلطات الدولة عقب مبادرة عمار بن حميد النعيمي ولي عهد عجمان، بتوقيف المذيع يعقوب العوضي الذي تلقى اتصال المواطن، لعدم تجاوبه والاستماع لشكوى المواطن بالصورة المطلوبة، وتطور الموضوع إلى أن وصل إلى الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، والذي وجه بتوفير كافة احتياجات المواطن بشكل فوري، وتلبية جميع متطلبات العيش الكريم له ولأسرته خلال 24 ساعة، ورفع تقرير عاجل بذلك، بالإضافة إلى رفع تقرير بذوي الدخل المحدود.