أبوظبي ـ صوت الإمارات
لم يخطر في بال السيدة «هـ. م» التي تعيش في دبي مع عائلة مؤلفة من 3 أشخاص، أنها ستصاب يوماً بسرطان الثدي، وما ضاعف الألم هو أن دخلها الشهري لا يتعدى 1500 درهم، وأن تكلفة برنامج علاجها وجرعاتها الدوائية يصل إلى 238 ألف درهم.
قصة السيدة «هـ. م» ليست الوحيدة التي تشكل التكاليف المالية حائلاً دون علاجها، وسبباً لمضاعفة أعبائها الجسدية والنفسية، وإنما هي واحدة من قصص مؤلمة وملهمة تنبهت لها «جمعية أصدقاء مرضى السرطان»، المعنية بتقديم الدعم المادي والمعنوي لمرضى السرطان ونشر الوعي حول المرض وأهمية الكشف المبكر عنه، حيث أطلقت إلى جانب جهودها المتواصلة على مدار العام، حملة «زكاة»، لتكون بوابة مفتوحة أمام أهل الخير وأصحاب الأيادي البيضاء، للوقوف إلى جانب المرضى ومساندتهم.
«البيان» اطلعت على العديد من القصص التي كشفت أن الحملة كانت بارقة أمل في حياة المرضى وساعدتهم على مواجهة السرطان بعزم وإصرار من خلال تغطية تكاليف العلاج، خاصة المرضى من الأسر المتعففة وذوي الدخل المحدود، فالسيدة «ن. ش» من جنسية عربية كانت إحدى المستفيدات من الحملة التي تكفلت بتغطية تكاليف علاجها كاملة والبالغة 15 ألف درهم، و«ن. ش» تعيش في عائلة مكونة من 5 أشخاص، وزوجها وابنها الأكبر هما معيلا الأسرة، أصيبت بسرطان المبيض ولم يكن أمامها إلا الخضوع لجلسات علاج كيماوي، إلا أنها لم تتمكن من ذلك إلا بعد أن تكفلت «جمعية أصدقاء مرضى السرطان» بتغطية كامل التكاليف.
وأشادت النيوزيلندية «إ. ش» بما حدث معها في الدولة فهي من عائلة تتألف من 5 أشخاص، وأم لطفلين من أصحاب الهمم، وتعاني من ظروف مالية ونفسية صعبة تفاقمت وازدادت تعقيداً بعد إصابتها بسرطان الثدي، حيث بلغت تكلفة العلاج الكيماوي 178 ألف درهم، غطتها الجمعية بشكل كامل.
أما «أ. ال» من جنسية عربية فهي مطلقة وتعيش مع ابنتها، وتم تشخيصها بسرطان الثدي، وينقسم برنامج علاجها وجرعاتها الدوائية إلى مرحلتين، بتكلفة 83 ألف درهم وقدمت لها «أصدقاء مرضى السرطان» دعماً بما يعادل 64% من إجمالي التكاليف، وما تزال تنتظر أموال الزكاة والصدقات لتغطية ما تبقى من نفقات العلاج.
وقدمت الحملة بما جمعته من أموال الزكاة والصدقات والتبرعات 53 ألف درهم للسيدة «هـ. م» وهو بما يعادل 22.2% من إجمالي تكلفة علاجها، لتحمل عنها عبئاً كبيراً لم تكن قادرة على تحمله وحدها. وتستمر حكايات المستفيدين مع قصة الطفل الهندي «أ. م» البالغ من العمر 3 أعوام، وتم تشخيص إصابته بورم الخلايا البدائية العصبية، وأصيبت عائلته الفقيرة بالخوف عندما علمت أن نفقات علاجه تبلغ 850 ألف درهم، لكن «جمعية أصدقاء مرضى السرطان» حرصت على التخفيف من معاناة الطفل وعائلته وطمأنتهم من خلال تقديم 255 ألف درهم من إجمالي النفقات، وفتحت الباب أمام التبرعات والصدقات وأموال الزكاة لتغطية باقي تكاليف العلاج.
كل هذا غيض من فيض من عشرات القصص التي ترويها جمعية أصدقاء مرضى السرطان في كل عام، والتي تعيد الأمل إلى حياة المصابين وعائلاتهم، من خلال تخفيف صدمة الإصابة على المرضى وعائلاتهم.
قد يهمك ايضاً
دور الزوج مع زوجته المصابة بسرطان الثدي