ابوظبي - صوت الامارات
هنأ الدكتور أنور قرقاش، وزير الدولة للشؤون الخارجية، دولة الكويت، قيادة وشعبًا، بمناسبة احتفالات الاستقلال والتحرير، متمنيًا لها ولدول الخليج العربي الاستقرار والازدهار. وقال معاليه في تغريدة على حسابه الرسمي بموقع تويتر "نبارك للكويت الشقيقة، أميرًا وحكومة وشعبًا، احتفالات الاستقلال والتحرير، وندعو لها ولخليجنا بالاستقرار والازدهار، أعيادها أعيادنا ومستقبلنا مشترك".
هذا واحتفلت الكويت بالذكرى الـ 57 لعيدها الوطني، كما تحتفل بالذكرى السابعة والعشرين لتحريرها من الغزو العراقي، وما رافقها من بطولات سطرها أبناء الكويت خلال تلك المحنة التي استمرت 7 أشهر. والتضحيات التي بذلوها دفاعاً عن وطنهم، وحفاظاً على سيادته وحريته واستقلاله. وهذه الاحتفالات تتزامن مع الذكرى الـ40 لانطلاق وبث النشيد الوطني لأول مرة، والذي مازال الكويتيون منذ ذلك اليوم يترنمون به في كل مناسبة، تعبيراً عن الانتماء والاعتزاز بالوطن.
ولم تقتصر مقاومة العدوان العراقي والوقوف بوجهه على الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم في المقاومة الداخلية، بل كان لأبناء الكويت ممن كانوا في الخارج خلال ذلك العدوان، دور كبير في الدفاع عن وطنهم بمختلف الوسائل.
فهنالك مواطنون كويتيون انضموا إلى قوات "درع الجزيرة"، في حين التحق بعضهم بصفوف قوات التحالف الدولي، ومن هؤلاء مدير إدارة نظم وتكنولوجيا المعلومات في وزارة الدفاع حامد التوحيد الذي كان مبتعثاً في دورة تدريبية بالولايات المتحدة، بالتعاون مع سلاح البحرية الأميركية. وقال التوحيد لوكالة الأنباء الكويتية "كونا"، إنه في عام 1988 وضع الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، ولي العهد، وكان آنذاك وزيراً للدفاع، خطة لتدريب حديثي التخرج من الشباب الكويتي في مجال نظم وتكنولوجيا المعلومات من المدنيين العاملين بوزارة الدفاع على الأنظمة الآلية التي كانت الوزارة تقوم بتصميمها، بالتعاون مع كبرى الشركات العالمية.
وأضاف أنه في سبيل تحقيق هذه الخطة، تم ابتعاثهم للمشاركة في دورة تدريبية بالولايات المتحدة، بالتعاون مع سلاح البحرية الأميركية، مشيراً إلى أن الدورة انتهت في نهاية يوليو/تموز، وكان مقررًا مغادرتنا عائدين للكويت في أوائل أغسطس/آب عام 1990 إلا أن قيام القوات الغازية بغزو الكويت حال دون عودتنا.
وأوضح أنه بعد قيام أمير الكويت الراحل الشيخ جابر الأحمد الصباح، بزيارة للولايات المتحدة ولقائه الرئيس الأميركي الأسبق جورج بوش الأب، إبان فترة الاحتلال، تم الإعلان عن تشكيل قوات دولية لتحرير الكويت تتألف من دول عدة.
وعن كيفية التحضير لهذه المهمة من الناحيتين المهنية والنفسية، قال التوحيد إنه بعد الاتفاق على تشكيل قوة دعم لوجستي من المواطنين الكويتيين، تم فتح باب التطوع في سفارة الكويت بواشنطن، مضيفاً أن المئات من الطلبة والمواطنين الموجودين في الولايات المتحدة تدفقوا للسفارة من أجل تسجيل أسمائهم للانضمام إلى قوة الدعم التي ستشارك في حرب عاصفة الصحراء. وأضاف أن عدد أول دفعة قامت بتسجيل أسمائها وصل إلى 300 متطوع تقريباً، حيث تم نقلنا إلى قاعدة فورت ديكس العسكرية في ولاية نيوجيرسي الأميركية لتلقي التدريبات العسكرية لمدة ثلاثة أسابيع على تقنيات حمل السلاح والمهارات العسكرية، واستخدام أجهزة التنصت وبعض الأجهزة العسكرية الأخرى، ومهارات الترجمة العسكرية.
وأفاد بأنه في نهاية الدورة كان الجميع قد تلقى التدريبات اللازمة، ومنها التدريب على الإجراءات الأمنية الصارمة في التعامل مع أي هجوم كيماوي قد تتعرض له قوات التحالف، والتدريب كذلك على كيفية التعامل مع حركة الاتصالات التي كانت تقوم بها القوات الغازية من داخل الأراضي الكويتية المحتلة وخارجها. وذكر أنه بعد انتهاء فترة التدريب، تم نقلنا إلى إحدى القواعد العسكرية في السعودية قبل إعلان الحرب الجوية بساعة واحدة فقط، أي في الـ 17 من شهر يناير عام 1991 ليتم توزيع المتطوعين على مختلف الوحدات العسكرية الأميركية والبريطانية. وأضاف أن كل مجموعة غادرت مع الوحدة التابعة لها وكنت رئيساً لمجموعة المتطوعين للفيلق الأول التابع لاستخبارات قوات المدفعية الأميركية المشاركة في حرب تحرير الكويت، والتي ضمت كذلك مجموعتين أخريين من المتطوعين الكويتيين.
ذكرى التحرير وتزامنها مع الذكرى الـ 40 على انطلاق النشيد الوطني الحالي لدولة الكويت، جاءت لتضفي على أفراح الكويت فرحاً، مرتدية البهجة في مرحلة تشهد فيها نهضة تنموية شملت مختلف المجالات، وسط التفاف المواطنين حول قيادتهم الرشيدة. ففي يوم 25 فبراير/شباط عام 1978، شهدت الكويت بث النشيد الوطني بعد إقراره من قبل مجلس الوزراء ليحل بديلاً عن السلام الأميري الذي كان معمولاً به سابقاً، وقد كان من كلمات الشاعر الراحل أحمد مشاري العدواني، وتلحين الموسيقار الراحل إبراهيم الصولة، وتوزيع الراحل أحمد علي.
وتم اختيار موعد البث في ذلك اليوم تزامناً مع العيد الوطني الكويتي آنذاك، ومع الذكرى الأولى لتولي المغفور له الشيخ جابر الأحمد الجابر الصباح مقاليد الحكم في دولة الكويت
. وبالعودة إلى ذكرى استقلال الكويت، يعتبر يوم 19 يونيو/حزيران عام 1961 التاريخ الحقيقي لاستقلال الكويت عن الاحتلال البريطاني حين وقع أمير الكويت الراحل الشيخ عبدالله السالم الصباح، الحاكم الـ11 للكويت، وثيقة الاستقلال مع المندوب السامي البريطاني في الخليج العربي جورج ميدلتن نيابة عن حكومة بلاده، وألغى الاتفاقية التي وقعها الشيخ مبارك الصباح الحاكم السابع للكويت، مع بريطانيا في 23 يناير/كانون الثاني عام 1899 لحمايتها من الأطماع الخارجية.
وفي 18 مايو/أيار عام 1964، تقرر تغيير ذلك اليوم ودمجه مع يوم 25 فبراير/شباط الذي يصادف ذكرى جلوس الأمير الراحل عبد الله السالم الصباح، رحمه الله، تكريماً له ولدوره المشهود في استقلال الكويت الشقيقة، وتكريس ديمقراطيتها، ومنذ ذلك الحين والكويت تحتفل بعيد استقلالها في 25 فبراير/شباط من كل عام.
وبدأت الكويت منذ عام 1962 بتدعيم نظامها السياسي بإنشاء مجلس تأسيسي مهمته إعداد دستور لنظام حكم يرتكز على المبادئ الديمقراطية الموائمة لواقع الكويت وأهدافها، ومن أبرز ما أنجزه المجلس مشروع الدستور الذي صادق عليه أمير الكويت الراحل الشيخ عبد الله السالم الصباح في نوفمبر/تشرين الثاني 1962 لتدخل الكويت مرحلة الشرعية الدستورية، حيث جرت أول انتخابات تشريعية في 23 يناير/كانون الثاني عام 1963.
وأنجزت دولة الكويت الشقيقة الكثير على طريق النهضة الشاملة منذ فجر الاستقلال وحتى اليوم على مدى أعوام متلاحقة، ومضت على طريق النهضة والارتقاء الذي رسمته خطى آبائها وأجدادها، وتابعته همم الرجال من أبناء الكويت خلف قيادتها الرشيدة.
ومنذ استقلال الكويت وهي تسعى إلى انتهاج سياسة خارجية معتدلة ومتوازنة، آخذة بالانفتاح والتواصل طريقاً، وبالإيمان بالصداقة والسلام مبدأ، وبالتنمية البشرية والرخاء الاقتصادي لشعبها هدفاً في إطار من التعاون مع المنظمات الإقليمية والدولية، ودعم جهودها وتطلعاتها نحو أمن واستقرار العالم، ورفاه ورقي الشعوب كافة.
واستطاعت دولة الكويت الشقيقة أن تقيم علاقات متينة مع الدول الشقيقة بفضل سياستها الرائدة، ودورها المميز نحو تطوير التعاون المشترك، كما كان لها دور مميز في تعزيز مسيرة مجلس التعاون لدول الخليج العربية، والالتزام بالشرعية الدولية والتعاون الدولي من خلال هيئة الأمم المتحدة، وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي ومنظمة دول عدم الانحياز.
وأولى أمير الكويت اهتمامًا كبيرًا بالوحدة الوطنية، وحرص على التأكيد على تكاتف وتعاون أهل الكويت فيما بينهم، ونبذ الخلافات والمشاكل والسعي نحو العمل الجاد لبناء كويت الغد تحت ظل المحبة والتسامح، مؤكداً في كلمة توضح نبذه للتعصب والخلافات نحن في هذا الوطن إخوة متحابون لا مكان فيه للتعصب لطائفة أو قبيلة أو لفئة ما على حساب الوطن الولاء بيننا لله ثم إلى الوطن الذي نعيش على أرضه، نحميه بوحدتنا الوطنية، ونبني أسواره بتعاضد أبنائه.