خالد عبدالواحد - صنعاء
ترأس ولي العهد السعودي محمد بن سلمان، اجتماعًا لمجلس الشؤون السياسية والأمنية، وذلك عقب تعرض ناقلتي نفط سعوديتين لهجوم حوثي في البحر الأحمر، في حين أعلن وزير الطاقة السعودي خالد الفالح أن بلاده قررت تعليق جميع شحنات النفط الخام التي تمر في مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة فيه آمنة.
وقالت وكالة الأنباء السعودية إن المجلس الذي ترأسه ولي العهد استمع خلال الاجتماع إلى إيجاز سياسي وأمني حول عدد من الموضوعات، بالإضافة إلى عدد من تطورات الأحداث الإقليمية والدولية، واتخذ بشأنها التوصيات اللازمة. وقال وزير الطاقة السعودي "إنه وحسب ما صرّح به المتحدث الرسمي لـ"تحالف دعم الشرعية في اليمن" تعرضت ناقلتا نفط عملاقتان تابعتان للشركة الوطنية السعودية للنقل البحري (البحري) تحمل كلٌّ منهما مليوني برميل من النفط الخام، لهجوم من قبل ميليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر صباح الأربعاء (بتوقيت المملكة) بعد عبورهما مضيق باب المندب".
وأسفر الهجوم عن إصابة طفيفة في إحدى الناقلتين، ولم تقع أي إصابات أو انسكاب للنفط الخام في البحر الذي كان سيؤدي إلى كارثة بيئية . وقال الوزير الفالح إن المملكة ستعلّق جميع شحنات النفط الخام التي تمر عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكلٍ فوري ومؤقت، مؤكداً أن تهديدات الميليشيات الحوثية الإرهابية على ناقلات النفط الخام تؤثر على حرية التجارة العالمية والملاحة البحرية بمضيق باب المندب والبحر الأحمر.
من جهتها، قالت شركة أرامكو السعودية إنه بناءً على ما صرّح به وزير الطاقة، ومن أجل سلامة الناقلات وطواقمها، وتجنب حوادث انسكاب النفط الخام. وعلّقت الشركة إرسال جميع شحنات النفط الخام عبر مضيق باب المندب إلى أن تصبح الملاحة خلال مضيق باب المندب آمنة، وذلك بشكلٍ فوري ومؤقت، حيث تقوم الشركة بتقييم الوضع الراهن لاتخاذ الإجراءات المناسبة.
وتعد أرامكو السعودية هي الشركة المتكاملة والرائدة عالمياً في مجال الطاقة والكيميائيات، وتنتج الشركة برميلاً واحداً من كل ثمانية براميل من إمدادات النفط في العالم، في الوقت الذي تواصل فيه تطوير تقنيات جديدة للطاقة. وأضافت الشركة أنها تضع نصب أعينها موثوقية مواردها واستدامتها، ما يساعد على تعزيز الاستقرار والنمو على المدى الطويل في جميع أنحاء العالم. وقال الفالح إن إحدى الناقلتين أصيبت أثناء هذا الهجوم، وتعرضت لأضرار طفيفة، ولم تقع أي إصابات أو انسكاب للنفط الخام، مشيرا إلى بذل جهود لتحريك الناقلة المستهدفة إلى ميناء سعودي.
وفي المقابل، قالت قناة المسيرة الحوثية إن ما سمتها بالقوة البحرية استهدفت بارجة الدمام السعودية قبالة السواحل الغربية لليمن، وذكر الحوثيون أن الصاروخ الذي أطلقوه على البارجة السعودية حقق إصابة مباشرة.
وذكر القيادي في ميليشيا الحوثيين محمد علي الحوثي أن صواريخ جماعته "تستطيع الوصول لموانئ دول أخرى مشاركة في العدوان"، في إشارة إلى دول التحالف العربي. وفي بيان منفصل نشرته النسخة الحوثية من وكالة سبأ قالت الجماعة إنها استهدفت زورقا للتحالف قبالة ساحل منطقة الدريهمي (جنوبي الحديدة).
وكشف هذا التحالف إن أحد المبررات الرئيسية لتدخله في اليمن هو حماية مسارات الشحن البحري مثل البحر الأحمر، حيث يمر نفط الشرق الأوسط والسلع الآسيوية إلى أوروبا عبر قناة السويس. وذكر التحالف أنه أحبط هجمات سابقة في البحر الأحمر في أبريل/نيسان ومايو/أيار الماضيين. وكانت القوة البحرية التابعة لمليشيا الحوثي وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح استهدفت في 29 يوليو/تموز 2017 بارجة عسكرية إماراتية قبالة سواحل المخا (غربي البلاد). وذكرت مصادر حوثية آنذاك أن السفينة استُهدفت بـ"سلاح مناسب"، أثناء قدومها من ميناء عصب وعلى متنها عتاد عسكري.