أخطاء تؤدي إلى "حرائق منزلية" قاتلة

أكد خبيرا حرائق ودفاع مدني أن هناك أخطاء يرتكبها كثيرون، ناجمة عن سلوكيات غير سليمة، أو عن ضحالة في مستوى الوعي، قد تؤدي إلى نشوب حرائق بالمنازل، منها: عدم إدراك خطر الدخان عند التعامل مع المباخر، أو الشموع، أو غيرهما من الأدوات التي تستوجب إشعال النيران، إضافة إلى عدم توافر وسائل الوقاية في المنزل، وضعف ثقافة التعامل مع الحرائق، واستخدام توصيلات رديئة للكهرباء والغاز، وعدم وجود منافذ خروج في الطوابق العليا، وتخزين أغراض قابلة للاشتعال بجوار الدرج، وبناء غرف مخالفة فوق أسطح المنازل تغلق السلّم المؤدي إليها، والاعتماد على الفئات المساعدة في تأمين سلامة المنزل، وعدم إدراك المخاطر المحتملة لبعض الأدوات التي تستخدمها كثير من الأسر، مثل مباخر العطور، وترك مواد خطرة قابلة لإشعال النيران مثل الولاعات في متناول الأطفال.
وذكر مساعد المدير العام لشؤون الإنقاذ والإطفاء في الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي، العميد أحمد الصايغ، أن الجهل بمخاطر التعامل مع الأدوات القابلة للاشتعال يهدد بوقوع كوارث في حال خرجت النيران عن السيطرة.
وأضاف أن "معظم الأدوات والأجهزة الكهربائية الموجودة في المنزل يمكن أن تؤدي إلى حرائق أو تتفاعل مع النيران في حال لم تكن سبباً في اندلاعها".
وأشار إلى أن هناك أجهزة بسيطة تحمي من هذه المخاطر، مثل جهاز رصد تسرب الغاز في المنزل، الذي يغلق الغاز من مصدره الرئيس في حال وصوله إلى مستوى معين، وهذا كفيل بالحد من مخاطر الأخطاء المتكررة المتعلقة بمشكلة الغاز.
وأوضح أن هناك مشكلة أخرى تتمثل في ترك أمور السلامة المنزلية للخدم والفئات المساعدة دون تدريبهم على مواجهة الحرائق، مؤكداً أن رب المنزل يتحمل المسؤولية الأولى في التدقيق على سلامة المكان.
وكشف أنه عاين جهازاً صغيراً يساعد كثيراً في حماية المنازل، يمكنه رصد ارتفاع درجات الحرارة في غرف التخزين، وتعمل بطاريته دون توقف لمدة 15 عاماً، موضحاً أن الإدارة العامة للدفاع المدني في دبي تبنت خطة لتحويل سكان الإمارة إلى إطفائيين ابتدائيين لديهم قدرة على التعامل مع الحرائق.
وأوضح رئيس قسم الهندسة الجنائية بالإدارة العامة للأدلة الجنائية في شرطة دبي، أحمد محمد أحمد، إن دخان الحرائق قاتل، وترتفع خطورته أثناء النوم، لأن الإنسان لا يشعر به، مشيراً إلى أن الناس تحاول دائماً الهروب من النار عند الحرائق، ولا يدركون خطورة الدخان.
وذكر إن هناك سيناريو متكرر لكثير من حرائق المنازل القاتلة بسبب الدخان، اشتعال الحريق بالطابق الأرضي وعدم وجود منافذ في الطوابق العليا، وعندئذ يصعد الدخان إلى الأعلى مكوناً سحابة خانقة، والنتيجة تكون كارثية في كان سكان المنزل نائمين عند اندلاع الحريق وتصاعد الأدخنة، كما أنه في حال استيقاظهم يتصرف البعض بطريقة خاطئة ويرفضون فتح النوافذ تحسباً لدخول الأوكسجين الذي يؤدي إلى زيادة اشتعال النيران، مشيراً إلى أن هذه معلومة صحيحة بالفعل، لكن البديل أكثر خطورة وهو التعرض للدخان.