كوالالمبور – صوت الإمارات
أكد الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، أن "مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان، بغض النظر عن دينه أو لونه أو جنسه، هو أمر تكفله كافة الشرائع والأعراف، ويعتبر حقًا إنسانيًا لا يمكن التنازل عنه أو التفريط فيه"، مطالبًا برفع مستوى التعاون من قبل القطاعين العام والخاص في جميع دول العالم لتوفير مزيد من الدعم والتأهيل للاجئين المقيمين في ماليزيا، مشيدًا بالجهود التي تبذلها المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
وأشار خلال زيارة قام بها وقرينته الشيخة جواهر بنت محمد القاسمي، المناصرة البارزة للأطفال اللاجئين لدى المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، الجمعة، لمركز الانسجام لتعليم اللاجئين التابع للمفوضية في العاصمة الماليزية كوالالمبور، إلى أهمية ضمان حصول الأطفال اللاجئين على التعليم الجيد في أي بقعة يلجأون إليها. وقال إن "التهاون في توفير التعليم للأطفال اللاجئين بمثابة تهاون بمستقبل أمم وشعوب، خسرت حاضرها جراء الحروب والنزاعات، وستخسر مستقبلها إذا لم يتم الاستثمار به في تعليم أطفالها".
وطالب أيضًا بتوفير برامج تأهيلية وتدريبية للاجئين البالغين، لضمان حصولهم على مهارات عملية لتوفير دخل جيد يساعدهم على إعالة أنفسهم وعائلاتهم، مشددًا على أهمية التفات المجتمع الدولي إلى المعاناة القاسية التي يمر بها اللاجئون حول العالم، وضرورة التحرك الجاد نحو توفير متطلبات الحياة الكريمة لهم من مأوى وغذاء وصحة وتعليم، ومؤكدًا أن "الجميع في هذا العالم من حكومات ومؤسسات وأفراد مطالبون بدور فاعل وعاجل لحماية مستقبل تلك العائلات، خصوصًا الأطفال منهم".
وأكدت الشيخة جواهر القاسمي على اهتمامها ومتابعتها لقضية اللاجئين من ميانمار، خصوصًا الأطفال، الذين يشكلون حسب بيانات المفوضية نحو خُمس اللاجئين الموجودين في ماليزيا، وأشارت إلى ضرورة جمع شمل الأطفال الذين تفرقوا عن والديهم، إضافة إلى توفير التعليم والرعاية الصحية لهم بشكل عاجل. وأشارت إلى أنها ستقوم من خلال مؤسسة القلب الكبير، وبالتنسيق مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين، بالبحث عن آليات لتوسيع الخدمات المقدمة لهؤلاء اللاجئين، لضمان تمتعهم بالحقوق الأساسية.
وأوضحت سموها إن "العالم أجمع مطالب إنسانيًا وأخلاقيًا بحماية حاضر ومستقبل لاجئي ميانمار"، مخاطبة اللاجئين والمهجّرين من ميانمار "نحن معكم بقلوبنا وأفعالنا، ولقد جئنا إليكم هنا للاطلاع على أوضاعكم ولسماع متطلباتكم واحتياجاتكم عن قرب، وسأواصل العمل مع المفوضية السامية لشؤون اللاجئين في الأمم المتحدة، وبدعم من الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، لحشد الدعم وتوفير احتياجاتكم لحياة كريمة إلى حين عودتكم إلى أوطانكم، إن شاء الله".
ودعت الأطفال اللاجئين إلى مواصلة تعليمهم، والتركيز في التحصيل العلمي أكثر من أي وقت مضى، والتفكير في المستقبل، خصوصًا الفتيات، وقالت لهن "بناتي العزيزات، المستقبل مازال أمامكن، بالعلم تستطعن بناء ما هُدم، وتستطعن أن تعلن أنفسكن وعائلاتكن، غدًا ستصبحن طبيبات ومهندسات ومعلمات وقائدات، لا تقبلن بالزواج المبكر لأي سبب، أنتن زهرات أوطانكن، وستكن بالعلم والمعرفة بناة الغد وقائدات المستقبل".
والتقى حاكم الشارقة وقرينته سمو الشيخة جواهر القاسمي، خلال الزيارة، ممثل المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في ماليزيا، ريتشارد تاول، حيث ناقشا أوضاع اللاجئين في ماليزيا، والجهود التي تقوم بها المفوضية لدعمهم، ومساعدتهم، وتمكينهم من تجاوز معاناة اللجوء، إلى جانب الوقوف على احتياجات المفوضية لمواصلة تقديم الدعم والمساعدة للاجئين المقيمين في ماليزيا، وتحديدًا القادمين من ميانمار. والتقى سموهما عائلات لاجئة من مسلمي الروهينجا، واستمعا إلى تفاصيل من معاناتهم. كما التقيا عددًا من الطلاب الذين يتلقون التعليم في المركز.
واطلع حاكم الشارقة، وقرينته الشيخة جواهر القاسمي، على مرافق مركز الانسجام لتعليم اللاجئين، الذي يقدم خدمات الرعاية والتأهيل والتعليم إلى اللاجئين الذين فروا من مانيمار، في الأعوام الأخيرة، بحثًا عن الحماية والأمان من الاضطرابات والعنف في بلدهم، واستقر كثير منهم في ماليزيا وإندونسيا وسريلانكا وفيتنام.
وقامت الشيخة جواهر القاسمي بتوزيع هدايا على الأطفال في المركز، وهي حقائب مدرسية تتضمن مجموعة من الكتب واللوازم الدراسية، وهو ما لاقى ترحيبًا كبيرًا من قبل الأطفال، الذين ارتسمت على وجوههم علامات الفرح، فيما ثمّن القائمون على المركز هذه المبادرة، لما تسهم به من تعزيز ثقة اللاجئين الأطفال بأن قضيتهم تحظى باهتمام المجتمع الدولي.