العين – صوت الإمارات
ابتكر المواطن طارق عبدالله أحمد الزرعوني (43 عاماً)، مكتبة صغيرة تحوي 40 كتاباً متنوعاً باللغتين العربية والإنجليزية تتناسب مع جميع فئات المجتمع، ووضعها أمام منزله في حي المنيزلة بمدينة العين، تفاعلاً مع مبادرة "عام القراءة"، ونشر ثقافة القراءة لينهل الآخرون من معينها.
وأوضح الزرعوني "نبعت الفكرة من شغفي بقراءة الكتب التي أضحت عادة دائمة لا أستطيع الاستغناء عنها، فقررت تخصيص مكتبة أمام منزلي في حي المنيزلة، مقابل طريق رئيس، وما زاد حماسي لتنفيذ الفكرة توجيهات القيادة بتسمية 2016 عام القراءة وإطلاق عدد من المبادرات المحفزة عليها".
وأضاف: "سعيت في البداية إلى التسجيل في منظمة أميركية غير ربحية خاصة بمكتبات الأحياء السكنية، وحصلتُ على رقم مكنني من تحديد موقع للمكتبة الخاصة بي على خريطة مكتبات الأحياء السكنية المجانية الموزعة على مستوى العالم، وبذلك اكتشفت أن مبادرتي هي الأولى من نوعها على مستوى دول الخليج العربي، والثانية على مستوى دول العالم العربي"، مشيراً إلى أن "مبادرة مكتبات الأحياء السكنية بدأ تطبيقها في الولايات المتحدة الأميركية قبل ستة أعوام".
وتابع الزرعوني "بعد حصولي على موقع للمكتبة على الخريطة العالمية لمكتبات (الأحياء السكنية) توجهت إلى محل نجارة وطلبت تنفيذ التصور الذي وضعته للمكتبة بحيث تكون واجهتها الأمامية من الزجاج، لتتلاءم مع الظروف البيئية مثل الأمطار وحرارة الشمس، وتم تثبيتها بعمود من الأسمنت، وبعد أن انتهيت من تنفيذها زودها بالكتب المختلفة بمساعدة أبنائي الذين أثروها بعدد كبير من الكتب والقصص".
وتضم المكتبة، مؤلفات للأطفال، وكتباً حول تطوير الذات والتاريخ والشعر، بالإضافة الى كتب إسلامية وأخرى متعلقة بالتغذية وطرق إنقاص الوزن، وجميعها تحتوي على ختم "الكتاب مجاني وغير مخصص للبيع" ووضعت لوحة تحتوي على ملاحظة "يرجى إرجاع الكتاب كي نرتقي". ولفت الرزعوني إلى أن المكتبة شهدت اقبالاً كبيراً من الجيران وممارسي رياضة المشي وأيضاً من مستخدمي الشارع الرئيس الذي تقع المكتبة فيه سواء من النساء أو الرجال الذين يستعيرون بعض الكتب لأيام، ما حفزه على تزوديها بكتب إضافية، مشيراً إلى أن وجود المكتبة أسهم بشكل كبير في تعزيز التواصل بينه وبين جيرانه في الحي السكني الذين أثنوا على مبادرته.
وذكر: "وضعنا كتباً باللغتين العربية والإنجليزية ليستفيد منها السياح الأجانب الذين يرتادون المنطقة بشكل مستمر، وكذلك الأسر الأجنبية التي تقيم في الحي السكني".
ويتطلع الزرعوني إلى التوسع في مشروعه الثقافي المجتمعي عبر تخصيص مكتبات أخرى في أحياء سكنية عدة بمدينة العين، بحيث تكون قريبة من المعالم الحيوية والمباني الخدمية كالمستشفيات حتى يستفيد منها أكبر شريحة في المجتمع.