القوات السعودية

أربعة عقود متصلة، من إشراف المسؤولين في المملكة العربية السعودية على العروض العسكرية المصاحبة للحج والوقوف على استعداداتها وجاهزيتها، مؤكدة للعالم أجمع أن سواعد القوات الأمنية في الحج لا تقهر ولا تنكسر شوكتها.

في الاستعراض العسكري، حملت أجساد رجال الأمن عزيمة الرجال وعنفوان القوة قبل أن تحمل السلاح والعتاد، تلك القلوب المدججة بسلاح الإرادة ومعتزة بخدمة الحجيج عاماً تلو آخر، وضحّت بكل غال ونفيس في الذود عن المقدسات والنسك، وكانت خير المعين ونعم المجيب في يوم العرض العسكري الكبير.

أصابع على الزناد باستعراض كرنفالي كبير، وأيادٍ من حديد، أظهرت رصانة القوات السعودية، لتثبت القوة العسكرية ومدى جاهزيتها لدى أفراد الأمن، تلك التي وصلت مبكراً إلى العاصمة المقدسة لتبث رسالة للعالم فحواها أن مناسك الحج فوق التسييس.

عشرات الآلاف من أفراد الأمن شهدوا استعراض أمس على طريقتهم، واستعرضوا قدراتهم، نحو أجساد قهرت الألم، وعضلات قهرت الصعاب، وبين هذا وذاك، بزغت مقومات التدريب العليا، والتي أبت أن تغادر صعيد عرفات (حيث أقيم العرض) دونما لمسة وعلامة فارقة في الذود والإباء. القوات الأمنية التي ملأت الأرض والسماء، سطرت أعلى درجات الجاهزية والولاء للقيادة السعودية.

ووجهت القيادات الميدانية بعددها وعتادها، واستنهضت مكامن قوتها، واعتلت هيبتها، ليس فقط في خدمة الحجاج الذين وفدوا من 150 دولة حول العالم، بل في الحد الجنوبي أيضا حيث سطرت الملاحم والبطولات هناك، وهي تقدم شهداء الواجب في كل المعارك مقبلين غير مدبرين، مشاطرين أفراد الأمن في عرفة عبق التضحية واستبسال الرجال.
الاستعراض العسكري الاستثنائي، أرسل رسالة لكل داع لتسييس الفريضة، وأخرى لمن شكك في قدرة السعوديين على خدمة الحجاج، حيث أبرزت ملامح الاستعراض الكبير بعضا من ملامح الجاهزية العالية.

قصة السعوديين مع الحج، لم تكتب في سنوات قلائل، بل تطعمت على مدى أربعة عقود ارتسمت بالكفاءة والمهنية، وظل الاستعراض لقوات البلاد، فزاعة الخوف المرعدة لفرائص الأعداء.