حوادث بليغة بسبب "الشات" أثنـاء القيادة والسائق قاتل أو مقتول

كشف مدير الإدارة العامة للمرور في شرطة دبي، العميد سيف مهير المزروعي، عن تسجيل 31 ألفاً و461 مخالفة استخدام هاتف نقال أثناء القيادة، خلال الأشهر الستة الأولى من العام الجاري، معتبراً أنه عدد كبير ومزعج، ويعبر عن عدم إدراك فئة كبيرة من السائقين خطورة هذا السلوك على حياتهم، وعلى سلامة الآخرين.
وأبلغ بأن ضحايا ومتسببين في حوادث مرورية قاتلة وبليغة، كانوا يستخدمون الهاتف المتحرك قبل وقوع الحوادث بثوانٍ، ما يدل على عدم تركيزهم في الطريق.
وأوضح المزروعي: "لا توجد طريقة لتصنيف استخدام الهاتف كسبب للحوادث بسبب صعوبة تحديد ذلك، لكن ثبت من خلال معاينة عدد من الحوادث القاتلة، أن المتسبب في الحادث كان يستخدم الهاتف في الدردشة قبل أن يقع الحادث مباشرة، منها حادث صدم وقع أخيراً بين مركبتين، اندفعت إحداهما بقوة لتصدم الأولى من الخلف، وتوفي سائقها الذي تبين أنه كان مشغولاً في دردشة عبر الهاتف".
وأضاف أن عدد المخالفات المسجل، خلال النصف الأول من العام الجاري، بلغ 31 ألفاً و461 مخالفة، ورغم ضخامة الرقم، فإنه لا يعبر عن الحجم الحقيقي لهذه الظاهرة، موضحاً أنه من الصعب رصد كل من يستخدم الهاتف أثناء القيادة، معتبراً أن كثيراً من السائقين لديهم قناعة بأنهم قادرون على استخدام الهاتف في الدردشة، وتصفح مواقع التواصل الاجتماعي أو الإنترنت أثناء القيادة.
وكشف المزروعي أن نحو 800 مخالفة استخدام هاتف متحرك أثناء القيادة، تم تسجيلها بواسطة أفراد من الجمهور، أبلغوا عبر برنامج "كلنا شرطة"، حينما رصدوا سائقين يقودون بطريقة غير متزنة، منتقلين من حارة إلى أخرى، أو يعرقلون حركة السير بشكل متكرر، نتيجة انشغالهم بالهاتف، لافتاً إلى أن بعض الأشخاص ينسون تماماً أنهم على طريق، خصوصاً حينما ينشغلون بالدردشة، ما يجعلهم خطراً محتملاً طوال الوقت.
وأشار إلى أن شرطة دبي تبنت حملات عدة، للتوعية بمخاطر استخدام الهاتف أثناء القيادة، وعرضت مقاطع فيديو لأشخاص كانوا منشغلين بالهاتف أثناء القيادة، وتسببوا في حوادث جسيمة، أسفرت عن وفاتهم أو إصابتهم بالشلل، أو لحقت بهم إصابات بليغة أخرى، لكن البعض لا يرتدع إلا إذا تعرض لحادث.
وأوضح المزروعي أن هناك أسباباً رئيسة للحوادث القاتلة، رصدتها الإدارة العامة للمرور خلال الأعوام الأخيرة تحديداً، وهي عدم تقدير مستعملي الطريق، والانحراف المفاجئ، وعدم ترك مسافة كافية، وكذلك السرعة، مرجحاً أن يكون عدم الانتباه الناتج عن استخدام الهاتف المتحرك عاملاً مشتركاً، في معظم الحوادث الناتجة عن هذه الأسباب.
ولفت إلى تسجيل 1212 حادث صدم، شملت 968 حادثاً بين مركبات وأعداد متفاوتة أخرى، بين صدم جدار ورصيف وأشجار، خلال النصف الأول من العام الجاري، لافتاً إلى أن نسبة كبيرة من حوادث الصدم تحديداً تقع بسبب الانشغال بغير الطريق، الذي يمثل استخدام الهاتف المتحرك أثناء القيادة عاملاً رئيساً فيها.
وأفاد بأن حوادث الصدم، الناتجة عن استخدام الهاتف تتكرر في المناطق التي تشهد زحاماً مرورياً، إذ يحاول السائقون قتل الوقت بتصفح الإنترنت أو الدردشة، وأثناء انشغالهم الكامل بالهاتف يفقدون التركيز، لافتاً إلى أن هذه الحوادث وإن كانت أقل خطورة من نظيرتها، التي تقع للسبب ذاته في مسافات مفتوحة، إلا أنها تعرقل حركة السير، وتضاعف الزحام الموجود.