دبي – صوت الإمارات
أكد نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، أن التحديات في المنطقة العربية، التي تغذيها أشكال متعددة من الصراعات والنزاعات، تتطلب اعتماد مقاربة تقوم على تطوير حلول شاملة، بما في ذلك تمكين الطاقات الوطنية، وتعزيز مشاركتها، وتوفير الفرص التنموية وتوظيفها لصناعة مستقبل أفضل.
وجاء ذلك، لدى حضوره فعاليات المنتدى الاستراتيجي العربي، الذي انطلق الأربعاء، في دبي، بحضور الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، ورئيس اللجنة المنظمة للمنتدى الاستراتيجي العربي، محمد عبدالله القرقاوي، وعدد من المسؤولين، وبمشاركة أكثر من 500 شخصية من صناع القرار والمفكرين وعلماء السياسة والاقتصاد حول العالم.
وذكر: "دول المنطقة مطالبة اليوم أكثر من أي وقت مضى بالارتقاء بواقع شعوبها، والعمل على تطوير قدرات أبنائها وإعدادهم على أسس معرفية لفهم وتحليل المتغيرات السياسية والاقتصادية في العالم، وتأثيراتها في المنطقة".
وشدّد على ضرورة تأهيل جيل من المبتكرين والمبدعين ومستشرفي المستقبل على قدر عالٍ من الجاهزية للمشاركة في وضع الخطط الاستباقية، ورسم السيناريوهات الهادفة إلى النهوض بالمنطقة واستعادة دورها الريادي في صناعة المستقبل.
وأضاف: "نحن على يقين أن الفرص متاحة لصناعة مستقبل واعد لشعوب المنطقة.. ذلك يتطلب مزيداً من التعاون وتبادل الخبرات والإعداد للمستقبل على أسس استشراف علمية تضع في الحسبان مستقبل شعوب المنطقة، وجميع العوامل والمؤثرات، وتستبق الغد، لأن المستقبل لا ينتظر المتثاقلين، والريادة لا تعترف بالمتباطئين".
وأكد محمد عبدالله القرقاوي في كلمته الافتتاحية للمنتدى، أن فعاليات المنتدى ومبادراته تأتي ضمن توجه دولة الإمارات الدائم للاستثمار في استشراف المستقبل وما يحمله من تغيرات، خصوصاً ضمن منطقة تعاني اضطراباً مستمراً، واقتصاداً عالمياً أكثر ترابطاً وتعقيداً، وعالماً تقنياً أسرع تغيراً.
وأعرب عن اعتقاده بأن العام المقبل سيكون حافلاً بتطورات غير مألوفة في الخريطة السياسية العالمية، وسماه "عالم ما بعد انتخاب ترامب"، مشيراً إلى أن المنتدى "يأتي هذا العام في وقت نرى فيه انحساراً لمفاهيم العولمة، ومداً كبيراً لمفاهيم القومية والانكفاء للداخل في دول كبرى كانت تقود مفاهيم التجارة والثقافة العابرة للقارات".
وأوضح القرقاوي أن هدف المنتدى هو محاولة الابتعاد عن التحليلات المسيّسة والمسيّرة والمبالغ فيها، ومحاولة إعطاء صانعي التغيير في المجتمع العربي صورة أكثر دقة، واستشرافاً أكثر وضوحاً للمستقبل.
وأعلن عن إطلاق "برنامج لتطوير مستشرفي المستقبل العرب" في المجالين السياسي والاقتصادي، حيث سيعمل المنتدى الاستراتيجي العربي مع مجموعة من الخبراء والمراكز الدولية المعتمدة لتطوير نخبة من الشباب العربي المتخصصين، ليكونوا نواة لعلم الاستشراف الاقتصادي والسياسي.