جددت الإمارات العربية المتحدة أمس التأكيد على التزامها بمبادئ الأمم المتحدة وإيمانها المستمر بالدبلوماسية متعددة الجوانب، ودورها في تشكيل ووضع الحلول الناجحة للقضايا العالمية والإقليمية بالتعاون مع الشركاء في المنظمة الدولية. وأعلنت من جهة ثانية عن تقديم حزمتين من مساهمات الدعم المالي للأمم المتحدة، الأولى بقيمة 15 مليون دولار لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأدنى «الأونروا» لإعانتها على تنفيذ برامجها الأساسية تجاه اللاجئين الفلسطينيين، والثانية مماثلة بقيمة 15 مليون دولار ستخصص لدعم أنشطة هيئة الأمم المتحدة للمرأة على مدى الثلاث سنوات المقبلة.

فقد شهد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي أمس الأول حفل وضع حجر الأساس لإنشاء مبنى البعثة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة الجديد في نيويورك بحضور كل من معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش وزير الدولة للشؤون الخارجية، ومعالي الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير دولة، ولانا زكي نسيبة المندوبة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة، إضافة إلى عدد من كبار المسؤولين في الأمم المتحدة والدبلوماسيين الأجانب وكبار ممثلي حكومة الولايات المتحدة ومدينة نيويورك.

وأكد سمو الشيخ عبدالله بن زايد خلال حضوره الحفل أن مبنى البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة الجديد يعد امتدادا فعليا لالتزام دولة الإمارات الطويل والممتد لعقود بمبادئ الأمم المتحدة وإيمانها المستمر بالدبلوماسية متعددة الجوانب. وقال سموه إن دولة الإمارات بوصفها عضوا نشطا وفعالا في الأمم المتحدة منذ تأسيسها لا تزال ملتزمة بالقيام بدورها في تشكيل ووضع الحلول الناجحة للقضايا العالمية والإقليمية بالتعاون مع شركائنا في الأمم المتحدة.

من جانبه، أكد معالي الدكتور سلطان الجابر على أن المبنى الجديد لبعثة الدولة في نيويورك يعكس إرث الدولة والهوية الوطنية والثقافية، كما أنه يجدد الالتزام المستمر للدولة بمواصلة العمل لتحقيق التقدم وازدهار الإنسانية في المجالات كافة. وقال إنه تماشيا مع النهج الحكيم للقيادة الرشيدة للدولة والساعي إلى الانفتاح ومد جسور التواصل والتعاون على كافة الأصعدة الإقليمية والدولية فإن دولة الإمارات التي يقيم فيها ما يزيد على 200 جنسية تقدم اليوم نموذجا حيا للفوائد الإيجابية التي يحققها هذا النهج. وجدد الثقة بأن هذا المبنى الجديد في نيويورك سيسهم في استمرار رسالة التعاون البناء والشراكة الاستراتيجية مع المجتمع الدولي.

من جانبها، أعربت لانا نسيبة عن ثقتها بأن المبنى الجديد سيوفر بيئة عمل مناسبة تمكن أعضاء البعثة الدائمة لدولة الإمارات من الدبلوماسيين والشركاء في المجتمع الدولي من العمل سويا والمساهمة بشكل فعال في ترسيخ أسس السلام والاستقرار والتنمية المستدامة في منطقتنا والعالم.

ويتميز مبنى البعثة الجديد المكون من تسعة طوابق بواجهة من الحجر الجيري وسيوفر عند اكتماله أحدث المساحات المكتبية ووسائل الراحة للدبلوماسيين الإماراتيين والموظفين المحليين. وستكون البعثة قادرة من خلال المبنى على استضافة أكثر من 400 شخص في المناسبات الخاصة حيث سيوفر مساحات متعددة الاستخدامات بما في ذلك قاعة تتسع لـ 70 مقعدا إضافة إلى مدخل مزدوج الارتفاع مع درج من الرخام الكبير يؤدي إلى طابق كامل من غرف الاستقبال التي يمكن التحكم بتصميمها وتغييرها حسب الحاجة. ويطل المبنى الجديد المقرر انتهاء أعمال تشييده في الربع الأول من عام 2020 على حديقة داغ همرشولد وشارع 46.

وقد تم تصميم مبنى البعثة الدائمة لدولة الإمارات لدى الأمم المتحدة الجديد في نيويورك من قبل شركة «سكيدموري أوينغس وميريل» العالمية الرائدة في الهندسة المعمارية والتي تعرف بتصميمها لعدد من أبرز المعالم المعمارية مثل برج خليفة في دبي و»مركز التجارة العالمي الواحد» في نيويورك المعروف أيضا باسم «برج الحرية».

من جهة ثانية، أعلن خلال لقاء ثنائي جمع سمو الشيخ عبد الله بن زايد مع أمين عام الأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس عن عزم الإمارات تقديم حزمتين من مساهمات الدعم المالي للأمم المتحدة الأولى بقيمة 15 مليون دولار لـ «الأونروا» والثانية مماثلة بقيمة 15 مليون دولار لدعم أنشطة هيئة الأمم المتحدة للمرأة. وتم خلال اللقاء بحث أوجه التعاون المشترك بين الإمارات والأمم المتحدة ووكالاتها ومؤسساتها المتعددة وسبل تعزيز وتوطيد هذه العلاقات والتعاون المشترك في المجالات كافة لا سيما التنموية والإنسانية والإغاثية.

واستعرض عبدالله بن زايد وغوتيريس تنسيق المواقف السياسية تجاه أبرز قضايا المنطقة ذات الاهتمام المشترك وفي مقدمتها المتصلة منها بالأوضاع في كل من اليمن وليبيا فضلا عن الموقف من مستجدات القضية الفلسطينية ومساعي إحياء عملية السلام. وجدد سمو الشيخ عبد الله بن زايد للأمين العام حرص الإمارات على مواصلة العمل مع الأمم المتحدة والتنسيق معها على كافة الصعد لتعزيز دورها الإيجابي إلى جانب الشركاء الدوليين الآخرين في دعم مساعي وجهود الأمم المتحدة لاحتواء العديد من التحديات الأمنية والإنسانية الإقليمية وخاصة تلك التي تواجه المنطقة الخليجية والعربية بالذات.وعبر الأمين العام لسموه عن شكره لدولة الإمارات قيادة وحكومة وشعبا لما تقدمه من دعم سخي لبرامج وأنشطة وصناديق الأمم المتحدة وأيضا لدورها السياسي والإنساني الإيجابي الداعم لجهود مواجهة العديد من القضايا الملحة بالمنطقة وغيرها.

حضر اللقاء معالي الدكتور سلطان الجابر ومعالي شما بنت سهيل بن فارس المزروعي وزيرة دولة لشؤون الشباب وسعادة لانا نسيبة. وكانت الدولة عبرت خلال مشاركتها في أعمال الدورة الـ 72 للجمعية العامة للأمم المتحدة عن تقديرها العميق لعمل وكالة «الأونروا» الجاد والمهم في دعم المواطن الفلسطيني في مناحي التعليم والصحة والغذاء وأكدت وقوفها مع هذه الجهود الإنسانية الخيرة. كما عبرت عن رؤيتها بأن هيئة الأمم المتحدة تضطلع بدور أساسي في التعامل مع قضايا وشؤون المرأة دوليا وأن تمكينها ضرورة في استكمال جوانب التنمية المستدامة وأن التجربة الوطنية لدولة الإمارات في ملف تمكين المرأة يعتبر أحد أهم إنجازات السجل التنموي للدولة.