أبوظبي – صوت الإمارات
أكد فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه، رئيس منتدى تعزيز السلم، أن من واجب الجميع اليوم هو العمل متحدين والتفكير سوياً للخروج بالعالم من وضع التوتر والاحتراب الذي يعيشه اليوم، مبرزاً دور رجل الدين المتمثل في تأصيل السلام بمراجعة المفاهيم وتقديم القراءة الصحيحة والتأويل السليم على ضوء الواقع المعاصر بلا تبديل ولا تحريف، بحيث تقدّم حقائق الدين في انسجام مع متغيرات العصر، معتبراً أن هنالك كثيراً من الناس يعيشون في واقع لا يرونه وفي بيئة لا يدركون أبعادها.
وجاء ذلك في الكلمة التي ألقاها ابن بيه خلال اجتماع قادة الديانات العالمية الذي نظمته وزارة الخارجية الألمانية في العاصمة برلين مؤخراً، حيث جاءت مشاركته استجابة لدعوة رسمية من زيغمار غابريل وزير الخارجية الألماني، لحضور هذا الاجتماع الذي طرح دور الأديان وقدرتها على صنع السلام وكيف يمكن منع استغلال الأديان في إذكاء الحروب وإثارة النزاعات.
وضم الملتقى نحو مئة روحاني وممثل ديني من أوروبا ومن الشرق الأدنى والشرق الأوسط، وكذلك من شمال وغرب إفريقيا ممن يتمتعون بالريادة في مجتمعاتهم ويقومون بأدوار فاعلة لصالح قضية السلام.
وفي سياق مناقشة النماذج الناجحة وتبادل التجارب، قام فضيلة الشيخ عبد الله بن بيه بعرض بعض مبادرات المنتدى، مركزاً في حديثه على أهمية إعلان مراكش التاريخي الذي أصدره المنتدى بمشاركة عدد كبير من العلماء المسلمين وحضور ممثلين عن كل الأقليات الدينية الموجودة في العالم الإسلامي.
وعرض كذلك الأبعاد التجديدية لمبادرة حلف الفضول التي أطلقها المنتدى من أبوظبي، عاصمة التسامح والتعايش، مطلع شهر مايو/أيار الجاري، باستقباله لأول قافلة أمريكية للسلام تمثل ديانات العائلة الإبراهيمية، والتي تضم عدداً من الحاخامات اليهود والقساوسة الإنجيليين والأئمة المسلمين من عشر ولايات أمريكية، حيث أُعلن على إثر هذه القافلة عن وضع خطة عمل تهدف إلى جمع الطاقات ووضع الأسس لحلف فضول عالمي للوئام السعيد بن الأديان باعتبار أنه لا مطمع في السلام العالمي إلاّ من خلال تحقق السلام بين الأديان، وتأتي هذه المبادرة أيضاً إحياء لحلف الفضول الذي أثنى عليه النبي صلى الله عليه وسلم مضيفاً: "الإسلام يزكّي الفضيلة أيّاً كان مصدرها ومهما كان مصدرها والحكمة أيا كان مُنشِئُها أو مَنشؤُها".
ودعا رئيس المنتدى إلى عقد ملتقى يجمع جميع المعنيين بقضايا السلام، حيث يلتقي صُناع السلام من رجال الدين والمفكرين وصناع القرار من الساسة وغيرهم في تفكير مشترك، ليقدّم الجميع رؤاهم ومقترحاتهم للوصول إلى السلام سواء في مجال التعليم أو في الفضاء الديني، وللخروج بخطة عملية تتجاوز معالجة أعراض الأزمة ومظاهرها لطرح أسباب المرض نفسه.